الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

النشيد الوطنى لجمهورية صاد

رواية تمزج بين العديد من الفنون ويتمرد أبطالها على مؤلفها

كيف يمكن لكاتب أن ينهى روايته حينما يجد نفسه فجأة متورطًا مع أبطالها؟ هذا هو الصراع الذى تقدمه رواية «النشيد الوطنى لجمهورية صاد» للشاعر والروائى أحمد عبد الحى فى تجربته الروائية الأولى الصادرة عن دار المرايا فى معرض القاهرة الدولى للكتاب ٢٠٢٤، بما يسمى بكسر الحائط الرابع أو ما وراء الكتابة، يبدأ أحمد عبد الحى روايته بمعضلات الكاتب أثناء مراحل الكتابة، فيقع الكاتب أولا فى معضلة اختيار أسماء الأبطال التى يترتب عليها أن يطلق عليهم جميعاً السيد صاد.



تنتقل أحداث الرواية بين سرد لحكايات أبطالها التى تغوص بنا فى عوالم مختلفة لكل بطل من أبطال الرواية، وبين حوار يدور بين هؤلاء الأبطال والكاتب على هامش الكتابة، تتصاعد الأحداث حتى يجد الكاتب نفسه قد فقد سيطرته على هؤلاء الأبطال فيخرجون عن طور حكاياتهم ليقتحموا بعد ذلك حياته مسببين فيها الكثير من الفوضى، تظهر بشكل بارز أيضاً شخصية الراوى هنا وهى شخصية منفصلة عن الكاتب، وتحاول هذه الشخصية طوال الرواية فك هذا الاشتباك بين الكاتب وأبطاله.

تتعرض الرواية لأنواع مختلفة من الفنون كالسينما والمسرح والموسيقى، كما تدور بين عوالم مختلفة، فتجسد حياة اللاجئين السوريين فى مخيماتهم بالأردن ولبنان وتركيا، وتقدم أيضاً عالم السينما بوجهه الآخر متمثلاً فى الكومبارسات، وكذا عالم مجاذيب الحسين، وعوالم أخرى لأبطال هذه الرواية، وعلى الرغم من الأدوات الحداثية التى يقدم بها أحمد عبد الحى روايته إلا أننا نجد أسئلة الهوية حاضرة فى الرواية. 

لا تخلو أيضا الرواية من لغة شاعرية فى كثير من الأحيان، وهو ما يمكن التنبأ كون كاتبها شاعراً بالأساس، فلدى أحمد عبد الحى ثلاثة دواوين سابقة هى السما غية حمام الذى صدر عام ٢٠١٣ عن دار ميريت وحصد جائزة أحمد فؤاد نجم لعام ٢٠١٥ وديوانه الثانى هو الهزيمة الكاملة عن دار منشورات الربيع لعام ٢٠١٨ وحصد جائزتى الأبنودى وأحمد فؤاد نجم لذات العام، أما ديوانه الأخير فهو بعنوان نشيد الغراب وصدر عن دار فهرس لعام 2020.

وعن ظروف كتابة الرواية يقول أحمد عبد الحى أنها على الرغم من كون العمل الروائى الأول من حيث النشر، إلا أنها ليست الأول من حيث الكتابة، حيث يعمل أحمد عبد الحى على مشروع رواية أخرى قيد الكتابة من 2018، لكن حينما واتته فكرة رواية النشيد الوطنى لجمهورية صاد، قرر أن يتوقف عن كتابة المشروع الآخر ليتفرغ لكتابتها، لأنه وجد فيها أفضل ما يقدم به نفسه كروائى.