ذاكرة الذكاء الاصطناعى.. عندما يكون النسيان نعمة

وكما نقول دائمًا أن الذكاء الاصطناعى هو محاولة لمحاكاة الذكاء البشرى، فإن الأمر المرتبط بالذاكرة يعتبر من أحد الأمور المهمة فى أى حوار أو تفاعل بين البشر، فليس من المعقول أن تقابل شخصًا وتتحدث إليه لساعات تخبره فيها بالكثير عن نفسك، ثم تتركه فى المساء وفى اليوم التالى تجد هذا الشخص لا يعرف عنك أى شيء ولا يتذكر حديث الأمس.

بالضبط هذه هى الحال مع برامج الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعى مثل تطبيق ChatGPT، فحتى الآن لا يزال هذا التطبيق غير قادر على تذكر أى محادثة سابقة قمت بها معه، وللتاكد من هذا توجهت للتطبيق بسؤال مباشر حول هذا الأمر فكانت المحادثة كما يلى:

سؤال: هل لديك ذاكرة؟ أقصد هل تتذكر ما قلته لك من قبل؟

جواب: على الرغم من أننى لا أتذكر الطريقة التى يتذكر بها البشر، فإننى أستطيع الوصول إلى المعلومات ومعالجتها من التفاعلات السابقة ضمن المحادثة الحالية؛ لذلك، «أتذكر» ما أخبرتنى به فى هذا التفاعل حتى الآن، ويمكننى استخدام هذا السياق لفهم أسئلتك الحالية والرد عليها بشكل أفضل، ومع ذلك، لا أحتفظ بالمعلومات من التفاعلات السابقة إلا إذا كانت ذات صلة بالمحادثة الحالية على وجه التحديد. وهذا يساعدنى على الاستمرار فى التركيز على المهمة الحالية وتجنب تحميلى بمعلومات غير ذات صلة.

الإجابة طويلة ومملة ومراوغة إلى حد ما ولكن الخلاصة أن «لا»، لا يستطيع التطبيق تذكر ما تحدثنا فيه من قبل إذا قام المستخدم بغلق شاشة المحادثة وفتحها مرة أخرى، ومع ذلك فإن الأخبار انتشرت منذ أيام قليلة على أن تطبيق المحادثة ChatGPT سيدعم الذاكرة فى المستقبل وأن الاختبارات تتم حاليًا على النسخة الحالية منه لتزويدها بهذه الخاصية وإتاحتها للعامة حيث إن إتاحة تلك الخاصية حاليًا تم لعدد قليل من المستخدمين المجانيين ولإحدى النسخ المدفوعة.

يشير المطورون إلى أن هذه الخاصية ستوفر إعادة وتكرار المعلومات أكثر من مرة كما أن التطبيق سيحمل فى المستقبل خاصية «النسيان» أى تعطيل خاصية الذاكرة وذلك للمزيد من الخصوصية والسرية خاصة بالنسبة للمستخدمين الذين لا يزالون يرون أن هذا التطبيق ينتهك أو من الممكن أن يتهك خصوصياتهم أو قد يستخدم تلك البيانات والمعلومات بصورة تضر بهم وبمصالحهم وتلك الخصوصية والسرية وهو ما أقرت به الشركة المطورة للتطبيق واحترمت حق المستخدمين فى الخصوصية وفى المحو والنسيان.