الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سفر المزامير يعود للتألق بعد ترميمه وتوثيقه

شهد أحمد عيسى وزير السياحة والآثار الاحتفال بمرور 114 عاما على إنشاء المتحف القبطى بمنطقة مجمع الأديان بمصر القديمة وافتتح قاعة عرض مخطوط سفر المزامير بعد الانتهاء من ترميمه وتوثيقه، حيث استمع الوزير داخل القاعة المخصصة لعرض مخطوط سفر المزامير لشرح مفصل من ملاك نصحى مسئول مركز المعلومات بالمتحف، عن تاريخ المخطوط وصفحاته والملازم المكونة له.



حيث يعد أقدم كتاب كامل للمزامير القبطية على الإطلاق، ومشروع ترميمه وتوثيقه الذى استغرق ما يقرب من خمس سنوات على يد فريق عمل من المرممين المصريين من المتحف القبطى ومتحف الفن الإسلامي، وأعرب وزير السياحة والآثار عن كامل فخره وتقديره لفريق العمل والجهد المبذول لإحياء وترميم وتوثيق هذا المخطوط الفريد، واصفا العمل بالإنجاز العلمى العظيم.

جيهان عاطف مدير عام المتحف القبطى قالت إنهم أعادوا عرض المخطوط بعد الانتهاء من أعمال الترميم الدقيق له، والذى خضع إليها مؤخراً بأياد مصرية خالصة، وذلك لإعادة عرضه بشكل يتناسب مع أهميته التاريخية والأثرية، حيث تم تزويد القاعة بشاشات تفاعلية لخدمة زائرى المتحف تحتوى على صور فوتوغرافية لصفحات مخطوط سفر المزامير بالكامل، والمدعمة بسبع لغات، وقراءات صوتية، بجانب النص المنشور من خلال أ.د.جودت جبرة عام 1992 لنص المخطوط.

ومخطوط سفر المزامير هو مخطوط أقدم كتاب كامل لسفر المزامير الذى كتبه النبى داود، وقد كتب المخطوط على الرق مُجلدة بالجلد بين لوحين من الخشب، ويحتوى المخطوط على 151 مزمور باللغة القبطية (اللهجة مصر الوسطى-البهنسا)، ويرجع للفترة ما بين القرن الرابع والخامس الميلادى، حيث عثر عليه فى مقبرة صغيرة فى قرية المُضل بمدينة أوكسيرنيخوس بالقرب من بنى سويف حاليًا، حيث كانت إحدى أشهر المدن فى العصرين اليونانى والروماني، وقد خضع المخطوط لترميم شامل داخل معمل قسم الترميم بالمتحف، بواسطة فريق من المتخصصين فى ترميم المخطوطات من أعضاء إدارة الترميم بالمتحف القبطى والمتحف الإسلامي، والذين قد حصلوا على جائزة الدكتور زاهى حواس كأفضل مشروع ترميم عام 2023.

وعن أعمال الترميم، أوضح الدكتور حمدى عبدالمنعم مدير إدارة الترميم السابق بالمتحف الاسلامى، أن المخطوط كان يعانى من العديد من مظاهر التلف وانفصال ملازم المخطوط عن بعضها بسبب تفكك الخياطة، كما وجد تجعيد  فى الأوراق وحالة الجفاف العامة للأوراق، ووجد تحلل كيميائى وفقد أجزاء من الأطراف وآثار سوائل، وتحلل وتلف وتآكل فى الأحبار، وجفاف الجلد الخاص بالكعب والسيور.

وقد تضمنت أعمال الترميم فك المخطوط بالكامل، والتعامل مع جميع مظاهر التلف، كما تم التصوير الرقمى بالأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء، والتصوير الفوتوغرافي، وأثناء عملية الترميم تم ترقيم جميع الأوراق قبل البدء فى فك الأوراق، والاستعانة بمتخصصين فى علم الكوديكولجيا والنصوص القبطية.