الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الاحتلال يفقد تعاطف الغرب

بعد خمسة أشهر وأكثر من حرب غزة، دفع الوضع الإنسانى الكارثى فى القطاع عددًا من الدول العربية والغربية ولا سيما الولايات المتحدة وفرنسا، إلى تنفيذ عمليات إلقاء مواد غذائية ومستلزمات طبية من الجو لكنها لم تحق الهدف المرجو، وفى مواجهة عدم كفاية المساعدات البرية، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين فى قبرص، فتح ممر بحرى يسمح بإيصال المساعدات الإنسانية من الجزيرة المتوسطية التى تبعد نحو 370 كلم عن غزة، ورست السفينة «أوبن آرمز» التى ترفع العلم الإسبانى قبل ثلاثة أسابيع فى ميناء لارنكا فى جنوب قبرص أقرب دولة عضو فى الاتحاد الأوروبى إلى قطاع غزة، فى خطوة تكشف عن فقد الاحتلال الإسرائيلى للتعاطف الأوروبى.



وجاء هذا الإعلان فى أعقاب إعلان الرئيس الأمريكى جو بايدن عن عملية إنسانية كبيرة عن طريق البحر تتضمن بناء رصيف مؤقت فى غزة للسماح بوصول مساعدات كبيرة.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن بناء هذه المنشأة سيستغرق مدة قد تصل إلى ستين يوماً، وسيشارك فيها أكثر من ألف جندى على الأرجح. 

وقد رأت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الحرب فى غزة حطمت «كل معانى الإنسانية المشتركة»، داعية إلى وقف الأعمال العدائية وإطلاق سراح الرهائن والسماح بالوصول إلى المعتقلين الفلسطينيين.

من جهتها، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 23 مدنيًا على الأقل ماتوا بسبب سوء التغذية والجفاف فى غزة بعد وفاة ثلاثة أطفال آخرين، وحدثت أكثر من ثلاثين غارة خلال الليل، بما فى ذلك واحدة على مبنى سكنى فى مدينة رفح كان نحو مائتى شخص قد لجأوا إليه.

وأدت العمليات الإسرائيلية فى قطاع غزة إلى سقوط 30 ألفًا و960 قتيلًا فى غزة منذ بدء الحرب.

فى سياق متصل، أعلنت السويد أنها ستستأنف المدفوعات المعلقة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بمنحة قدرها 200 مليون كرونة (20 مليون دولار)، لتلحق بكندا التى سبقتها وكانت أول الدول التى اتخذت هذه الخطوة.

وأوقفت دول عدة، بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا واليابان وإيطاليا وبريطانيا وفنلندا وألمانيا وهولندا، تمويلها للأونروا بعد اتهامات من إسرائيل بأن 12 من موظفى الوكالة البالغ عددهم 13 ألفًا فى غزة شاركوا فى عملية طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر الماضى.

وقالت الحكومة السويدية إنها استأنفت التمويل بعد أن «وافقت الأونروا على تعزيز الضوابط الداخلية وإجراء فحوصات إضافية على موظفيها ضمن إجراءات أخرى».

ومن المقرر أن تبدأ وزيرة الخارجية الكندية ميلانى جولى اليوم زيارة لإسرائيل والقدس والضفة الغربية المحتلة.

وكان المفوض العام للأونروا فيليب لازارينى قد أشار إلى أن إسرائيل لم تقدم أى أدلة على اتهاماتها، بينما أكدت الأمم المتحدة أن الموظفين المعنيين طردوا من وظائفهم وأن تحقيقًا داخليًا قد فتح.

بدورها، أفادت الوكالة بأن بعض موظفيها الذين أطلق سراحهم من السجون الإسرائيلية فى غزة أفادوا بأنهم تعرضوا لضغوط من السلطات الإسرائيلية ليصرحوا كذبا بأن الوكالة لها صلات بحركة حماس وأن موظفين شاركوا فى عملية «طوفان الأقصى».

على صعيد متصل، عبرت وزارة الخارجية الإسبانية عن إدانتها «الشديدة» لخطط إسرائيل لتوسيع المستوطنات فى الضفة الغربية المحتلة وما تشمله من بناء لوحدات سكنية جديدة، مطالبة إسرائيل بالتراجع عن هذا القرار. 

من جهتها، دعت باريس الحكومة الإسرائيلية إلى «التراجع فورًا عن هذا القرار» الذى اعتبرته «غير مقبول» ووصفته بـ «غير القانونى واللامسئول».