الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شهداءفى الإسلام

وهب بن قابوس المزنى

يزخر تاريخنا الإسلامى بأسماء شهداء بذلوا أرواحهم فى سبيل إعلاء كلمة الحق والدين، فكانوًا نبراسًا ومثالًا للتضحية والفداء لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- ولدين الإسلام، لذا نروى لكم يوميًا فى شهر رمضان قصة أبرز الشهداء فى التاريخ الإسلامي، ما بين الصحابة والتابعين وقادة أشهر المعارك فى تاريخ الخلافة الإسلامية.



وهب بن قابوس المزنى (المتوفى سنة 3 هـ) صحابى من قبيلة مزينة، ومن شهداء غزوة أحد.

أقبل وهب بن قابوس المزنى، ومعه ابن أخيه الحارث بن عقبة بن قابوس بغنم لهما من جبل مزينة، فوجدا المدينة خالية، فسألوا الناس، فأخبروهما أن المسلمين يقاتلون قريشًا عند جبل أحد، فأسلما ولحقا بالنبى محمد، فوجدا المسلمين وقد انتصروا فى البداية، فأغاروا مع المسلمين فى النهب.

وجاءت الخيل من ورائهم خالد بن الوليد وعكرمة بن أبى جهل، فقاتلا أشد القتال، ثم انقسمت فرقة من قريش، فقال النبى محمد: «من لهذه الفرقة؟»، فقال وهب بن قابوس: «أَنَا يا رسول الله»، فقام فرماهم بالنبل حتى انصرفوا، ثمَ رجع. فجاءت فرقة أخرى، فقال النبى محمد: «من لهذه الكتيبة؟»، فقال وهب: «أنا يا رسول الله»، فقام فقاتلهم بالسيف حتى ولوا، ثم رجع، ثم طلعت كتيبة أخرى، فقال النبى محمد: «من يقوم لهؤلاء؟»، فقال وهب: «أنا يا رسول الله»، فقال: «قم وأبشر بالجنة»، فقام المزنى مسرورًا يقول: «والله لا أقيل ولا أستقيل»، فقام فجعل يدخل فيهم فيضرب بالسيف حتى يخرج من أقصاهم والنبى محمد والمسلمون ينظرون، والنبى محمد يقول: «اللهم ارحمه»، فما زال كذلك، وهم محدقون به حتى قُتل، فوجد به يومئذٍ عشرون طعنة برمح كلها قد خلصت إلى مقتل، ومثل به يومئذٍ أقبح المثل، ثم قام ابن أخيه الحارث بن عقبة، فقاتل كنحو من قتاله حتى قُتل، فوقف عليهما النبى محمد، وهما مقتولان فقال: «رَضِيَ الله عنك، فَإِنِّى عنك راضٍ».

ثم وضع النبى الْمُزَنيّ فِى لحده عليه بردة لها أعلام حمر، فمد البردة على رأسه فخمره وأدرجه فيها طولًا وبلغت نصف ساقيه، وأمر الصحابة فجمعوا الحرمل فجعلوه على رجليه وهو فى اللحد، ثم انصرف النبى محمد، فكان عمر بن الخطاب و سعد بن أبى وقاص يقولان: «فَمَا حال تموت عليها أحب إلينا من أن نلقى الله على حال الْمُزَنيّ».