عبد الله بن أبى بكر

يزخر تاريخنا الإسلامى بأسماء شهداء بذلوا أرواحهم فى سبيل إعلاء كلمة الحق والدين، فكانوًا نبراسًا ومثالًا للتضحية والفداء لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- ولدين الإسلام، لذا نروى لكم يوميًا فى شهر رمضان قصة أبرز الشهداء فى التاريخ الإسلامي، ما بين الصحابة والتابعين وقادة أشهر المعارك فى تاريخ الخلافة الإسلامية.

وُلد عبد الله بن أبى بكر -رضى الله عنه- قبل الهجرة، ولم يذكرفى الكتب تفاصيل ولادته، أما عن نسبه فهو عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤيّ القرشى التيمي، ووالده هو أبو بكر الصديق بن أبى قحافة، وهو خليفة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وآله وسلّم- الأول، وأمه قتيلة بنت عبد العزّى.

تزوّج عبد الله بن أبى بكر -رضى الله عنه- من عاتكة بنت زيد، وهى بنت زيد بن عمرو بن نفيل القرشية العدوية، وهى من الصحابيات المهاجرات، وقد كانت حسناء جميلة ذات خلق.

كان دور عبد الله بن أبى بكر -رضى الله عنهما- مهماً جداً فى الهجرة النبوية، ويتلخّص دوره فيما يأتي:[٥] مراقبة تحركات قريش: حيث كان يراقب تحركات قريش فى بحثها عن محمد -صلى الله عليه وسلم- وأبيه أبى بكر -رضى الله عنه- أثناء تواجدهما فى غار ثور. نقل أخبار قريش إلى النبى -صلى الله عليه وسلم-: حيث كان يجلس فى مجالس قريش فى الصباح ويذهب إلى الغار فى المساء، وهذا ساعدهم فى رسم خطة دقيقة للهجرة وعدم تعريض النبى -صلى الله عليه وسلم- وأبى بكر الصديق -رضى الله عنه- أنفسهم للخطر. إحضار الطعام للنبى -صلى الله عليه وسلم وأبى بكر الصديق -رضى الله عنه- فى الغار: حيث كان يُحضر لهما الطعام ليلاً، ويؤنس وحشتهما فى الغار.

تُوفى عبد الله بن أبى بكر -رضى الله عنه- فى شوال سنة 11 هـ بعد وفاة النبى -صلى الله عليه وسلم- بأربعين يوماً، حيث جُرح عبد الله بن أبى بكر -رضى الله عنه- فى يوم الطائف، وذلك عندما ذهب النبى -صلى الله عليه وسلم- لحصار هوازن وثقيف فى الطائف ونصب المنجنيق مدة 40 يوماً،[٢] فرماه أبو محجن الثقفى بسهم، وبقى يتألم منه ثم اندمل الجرح، ثم توفّى على إثر ذلك الجرح، وشارك فى دفنه عمربن الخطاب وطلحة وعبد الرحمن بن أبى بكر -رضى الله عنهم- ونزلوا فى قبره.