السبت 9 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عُمرة رمضان.. هل الإنفاق على الفقراء أولى؟

يحرص المسلمون حول العالم فى كل عام على أداء العمرة فى شهر رمضان تحديدًا، وذلك نظرًا لفضل أدائها خلال ذلك الشهر الفضيل، ولكن البعض يرى أن من أدى العمرة مرة يمكنه أن يساعد بتكلفتها هذا العام فى إغاثة أهالى غزة أو مساعدة الفقراء والمحتاجين فى ظل وطأة الأوضاع الاقتصادية وارتفاع تكاليف المعيشة.



وتتعدد فضائل العمرة، لقوله صلى الله عليه وسلم «تابعوا بين الحج والعمرة، فإنها تنفى الذنوب بالمغفرة كما ينفى الكير خبث الحديد»، كما أن المعتمر ضيف على الله، كما قال صلى الله عليه وسلم «الغازى فى سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم».

كشف الدكتور شوقى علَّام -مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم، عن 3 أحكام شرعية خاصة بالحج وأداء العمرة فى شهر رمضان المعظم.

وقال المفتى وردًّا على سؤال عن فضل العمرة فى رمضان: العمرة فى الأوقات المباركة ثوابها عظيم، وخاصَّة فى رمضان، فقد ثبت فى الحديث عن ابن عباس رضيَ الله عنهما أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: «عُمْرَةٌ فِى رَمَضَانَ تَقْضِى حَجَّةً مَعي» متفق عليه، فهذا الحديث دليلٌ على فضل العمرة فى رمضان، ولكن لا يعنى فضلها العظيم سقوط فرض الحج عن المعتمر، ولكن تعنى الفضل العظيم فى الثواب.

وردا على سؤال عن حكم تفضيل الإنفاق على المحتاجين بدلًا من العمرة النافلة؛ قال علام: الإنفاق والدفع فى مصالح الناس وإعانة الفقراء أَولى من الحج النافلة والعمرة النافلة، مؤكدًا أنه كلما كانت المنفعة متعدية كانت أولى من المنفعة القاصرة على النفس، ونحن فى هذه الظروف الاقتصادية نحتاج إلى وعى مجتمعي.

كما شرح الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، معنى الحديث الشريف «عمرة فى رمضان تعدل حجة».

وقال مفتى الجمهورية السابق إن العمرة فى شهر رمضان لها فضل كبير، لذا ترى الناس يحبون التوجه لأدائها فى شهر الصيام الذى يتحلى بذكر الله والزكاة والصلاة وقيام الليل والدعاء والقرآن وسائر أركان الإسلام.

وأضاف عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الرسول حج حجة واحدة، وهى حجة الوداع، وبعدها جاءت امرأة إلى الرسول وقالت له «فاتنى الحج معك»، فقال لها الرسول «عمرة فى رمضان كحجة»، وفى رواية أخرى «كحجة معى».

وذكر جمعة أن الفضل الكبير للعمرة فى رمضان تجعل الإنسان طائفًا وملبيًا وعابدًا، وتجعل هناك اجتماع كبير وحشد عظيم حول الكعبة بما يتناسب مع عظمة الإسلام.

أما عن المفاضلة بين أداء العمرة فى رمضان وبين الإنفاق على الفقراء والمحتاجين تحديداً فى أوقات العسرة بوصفه نوعا من أوجه الخير والتقرب لله عز وجل، قال الدكتور عبدالغنى الغريب أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إنه لا توجد قاعدة ثابتة فى التفاضل بين العبادات، إلا أن الأصل تقديم الفريضة قبل النافلة، أضف لذلك، أن أبواب الخير واسعة، وعلى المؤمن أن يتخير منها ما يراه يناسب حالته، ويوافق زمانه وبيئته. 

وتابع: إذا كان أبناء مجتمعه يعانون الفاقة والحاجة، فإن الإنفاق عليهم ثوابه أعظم، بل إن الإنفاق يرتفع من درجة الندب والاستحباب إلى درجة الحتمية والوجوب، الذى يأثم من يفرط فيه، لقوله صلى الله عليه وسلم «ليس بمؤمن من بات شبعانا وجاره إلى جنبه جائع وهو يعلم»، ولو أن مئات الألوف الذين يكررون الحج والعمرة خصصوا ما ينفقون عليها فى إعانة المحتاجين، والإسهام فى مشروعات الخير، لعاد ذلك على المجتمع بالخير وصلاح الأمور، ومن ثم وجه الغريب نصيحته تحديداً لأولئك الحريصين على تكرار شعيرتى الحج والعمرة، أن يكتفوا بأداء الفريضة، وأن يوجهوا أموالهم لأعمال الخير ومساعدة المحتاجين، مع وجوب إخراج الصدقات المفروضة قبل أداء العمرة.