
اشرف ابو الريش
شعبية الرئيس
فى الثلاثة أشهر الأخيرة وأنا أتابع السوشيال ميديا ارتفعت شعبية الرئيس عبد الفتاح السيسى.. القبول أولًا وأخيرًا من الله عزوجل، ودائمًا عندما استمع إلى خطابات الرئيس فى بعض المناسبات أشعر أنه يحمل ما تنوء به الجبال.. الظروف الداخلية خاصة الاقتصادية من ناحية والحروب والمؤامرات الخارجية على مصر من جهة أخرى.
قطع رئيس الجمهورية على نفسه عهدًا أن يصل الليل بالنهار حتى يبنى قدر المستطاع مصر من جديد، مشروعات فى الطرق وأخرى فى بناء المدن الجديدة وثالثة فى استصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية التى لم تكن تساوى شيئا قبل بضع سنوات.
لم يفكر السيسى يومًا بعد كل هذا الجهد والتعب لمدة لا تقل عن ١٠ سنوات من الأشغال الشاقة، أن يسعى لشعبية على الرغم أن ما تم انجازه فى 10 سنوات كان من الممكن أن يأخذ ما لايقل عن 30 عاما.
ترك رئيس الجمهورية ما يقال خلف ظهره من بعض الناس، ووضع مصر أمانة فى رقبته، لا رقيب عليه غير الله سبحانه وتعالى.
تحدث الرئيس عن شعبيته فى يوليو 2014، وقال فى خطاب بمناسبة انتصار العاشر من رمضان: «القرار بيقول إنه ما يتاخدش دلوقتى، الناس بتحبك خليها تفضل تحبك، حافظ على شعبيتك، وأنت ليس لك ظهير سياسى ولا حزبى.. وأنا قلت أنا ليا ربنا والمصريين، وأنتوا يا مصريين لازم تفرّقوا وتعرفوا، هل أنا باعمل عشانكم كلكم، وبعمل عشان الحاضر والمستقبل، و«بالنسبة للتوقيت دلوقتى وبالحسابات السياسية، كان الأفضل ألا يتم اتخاذ هذا القرار لكن الخطر كبير قوى، وما كانش ينفع أحط اعتبارات الشعبية وحب الناس وأفضّل نفسى على مصلحة البلد، لأنكم استدعيتونى لإنقاذ وطن، والخطر كان كبيرًا، ودعم الطاقة كان بيكلفنا شهريًا 5 مليارات جنيه، وفى نفس الوقت الدين على البلد بيزيد، ولو أنا ما أخدتش القرارات دى دلوقتى يبقى أنا غير أمين ولا أعرف الله، ولو خفت يبقى أنا خنت الأمانة اللى حمّلتونى بيها».. ده كلام الرئيس بعد ارتفاع أسعار البنزين والسولار.
فى عام ٢٠٢١ وتحديدًا فى شهر رمضان المبارك وعلى مائدة إفطار الأسرة المصرية، قال الرئيس للحضور وللمواطنين فى ختام الفعالية: «إحنا لا بنظلم ولا بنفترى ولا بنخون.. نتعامل بشرف فى زمن عزَّ فيه الشرف».
شخصيًا كمواطن مصرى مش صحفى ولا مهتم بالشأن العام والسياسة العامة للدولة، جلست لفترة من الوقت أفكر عدة مرات فى هذه المقولة، والتى تخفى الكثير من الحمول الملقاة على كتف الرئيس السيسى فى هذه الفترة الحرجة، بعد ارتفاع أسعار السلع والمحروقات.
القاعدة الإلهية تقول إن من يعمل بإخلاص وبجد له أجر التوفيق والنصر فى النهاية، وصدق الله العظيم بقوله “إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا”.
الشعب المصرى أدرك جيدًا فى الأسابيع الأخيرة المخاطر التى تهدد الوطن، ويشاهد يوميًا ويسمع فى القنوات الإخبارية وعلى صفحات السوشيال ميديا حجم المؤامرة علينا.. الأكثر من ذلك أن المصريون، شاهدوا ما تعرض له الأبرياء من إبادة جماعية فى غزة، ولن ينسى أحد هذه المجازر الوحشية على يد الكيان الصهيوني.
أجهزة الاستخبارات المعادية ترصد كل ما يدور على صفحات التواصل، وترصد ما يكتب فى الصحف وفى المواقع الإلكترونية.. للأسف عندما يعتقدون أن خططهم اقتربت من النجاح، يفاجأون بخيبة الأمل وكأن الله يقول لهم “لن تفلحوا أبدًا ولن تسقط مصر كما تخططون”. من هذا المنطلق نقف جميعا خلف القيادة السياسية فى كل قرارتها لحماية الأمن القومى المصرى.
قهرت القاهرة كل طواغيت الأرض على مر التاريخ القديم والحديث.. من الملك رمسيس الثانى إلى صلاح الدين الأيوبي، وفى العصر الحديث وحرب أكتوبر العظيمة شاهد عيان، بأن هذه الدولة عصية على الانكسار وقت الشدائد والمحن.
الفترة المقبلة، كلما زاد الهجوم علينا من الخارج وسعى الأعداء إلى تهديد أمن وسلامة أرضنا، سوف يقف المصريون رجلًا واحدًا خلف القيادة السياسية، ولن يستطيع أحد المساس بتراب أرضنا مهما كانت قوته، ويصدق فينا قوله تعالى: «واعتصموا بحبل الله جميعًا ولاتفرقوا» صدق الله العظيم.
الظروف الصعبة التى تمر علينا، ستنتهى يومًا من الأيام وتبقى مصر شامخة كالجبال الرواسى، أجيالًا تتسلم الراية والأمانة وتظل القاهرة تقهر الأعداء على مر العصور.
تحيا مصر.