السبت 1 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المال الحرام.. والمنصات الإلكترونية!

المال الحرام.. والمنصات الإلكترونية!

مع دخول شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات، تابعت ما يثار على وسائل التواصل الاجتماعى آخر أخبار المنصة الإلكترونية التى نصبت على عدد كبير من المصريين، انتظر تحقيقات الأموال العامة والجهات القضائية حتى نستطيع تحديد القيمة الإجمالية لهذه المبالغ التى لا حصر لها إلى الآن، ومن المؤكد وصولها إلى مئات الملايين وربما تتعدى المليارات. 



السؤال المحورى فى هذه القضية كيف أصبح بعض من المصريين يقبلون على بيوتهم أموالًا حرام قولًا واحدًا؟.. لماذا أصبحنا نستسهل جنى الفلوس دون تعب أو جهد؟ .. يهل علينا شهر مفترج للأسف الشديد الكثير من البيوت المصرية سوف تتعرض لبعض الأزمات الاقتصادية بسسب القمار الإلكترونى، ومحاولات كسب المال الحرام بأية طريقة حلال كانت أم حرام.

الأسبوع الماضى جمعنى لقاء طيب مع عالم جليل وأخ عزيز أعرفه جيدًا قبل أن يتولى إرثًا ثقيلًا وزيرًا للأوقاف، فضيلة الدكتور أسامة الأزهرى، هذا الرجل الذى يحاول أن يسابق الزمن لكى تعود الأوقاف المصرية نموذجًا يحتذى به داخل مصر وخارجها، لن أتحدث عن أوجاع الوزير وهمومه التى يحملها فوق ظهره، ونسأل الله أن يعينه على تحمل الأمانة. 

وزارة الأوقاف كانت سباقة فى موضوع القمار الإلكترونى منذ عدة أشهر حيث عقدت بالمساجد ما يقرب من 100 ندوة علمية  تحت عنوان  «الأضرار المجتمعية للمقامرة الإلكترونية».

وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهرى قال إن  ذلك يأتى  فى إطار جهود الوزارة  فى نشر الفكر الوسطى المستنير والتصدى لكل مظاهر الانحرافات السلوكية والعقدية، وضمن النشاط الدعوى والعلمى والتثقيفى الذى نتبناه فى الوزارة، خاصة أن أضرار ومخاطر المقامرة بكل صورها تشكل خطرًا على الفرد والمجتمع، وقد حذرنا القرآن الكريم منها، حيث يقول سبحانه: “إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ”. 

من هذا المنطلق كانت صرخة الوزارة من خلال دعاتها ووعاظها قبل الكارثة التى نسمع عنها الآن، وللأسف ستستمر لفترة طويلة حتى يتم حصر المبالغ المالية الكبيرة التى أخذت من المواطنين عن طريق النصاب والطماع طرفى الأزمة. 

التحذيرات الدينية من  الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية، قالت إن القمار الإلكترونى يشكل خطورة متزايدة فى زمننا الحالي، حيث يتسلل إلى حياة الكثيرين بشكل خفى عبر الإنترنت والأجهزة الذكية، ويتخذ أشكالًا متنوعة تخدع الناس وتستدرجهم للوقوع فى فخه، فبعض الألعاب الإلكترونية تصمم على أسس المراهنة والمخاطرة، ما يجعل اللاعبين يشعرون أنهم قد يحصلون على مكاسب سريعة بجهد قليل، وهو ما يدفع البعض إلى صرف مبالغ مالية كبيرة، ظنًّا منهم أن النجاح قريب، وهذا الإغراء يخفى وراءه خسائر فادحة، حيث ينتهى الأمر بالبعض غارقين فى الديون، ومهددين بضياع ممتلكاتهم. 

عملية استسهال كسب الأموال بدون تعب، وبدون جهد وعرق وعدم تحرى الحلال والحرام فيما يدخل بيوتنا، لا بد أن تأتى النتائج للأسف فى شكل خراب البيوت وتشريد وتفكك الأسر المصرية، وهذا ما يحدث للأسف الآن. 

تحروا الحلال واستمعوا إلى رجال الدين وعلماء  الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية فقط وأنا أشدد على كلمة فقط، «لأننا نشاهده فى شكل يربى ذقنه ويلبس جلبابًا أبيض ويعيش دور رجل الدين، وساعات يكون سائق ميكروباص أو مبلط محارة مع احترامى لأصحاب هذه المهن، ونرى الناس تقول له يا شيخ.. نحترس منه وهذا ما رأيناه مؤخرًا لأصحاب المنصة الأخيرة التى نصبت على المصريين فى مليارات الجنيهات. 

ابتعدوا عن المستريحين، ومنصات القمار الإلكترونى، وتحروا الحلال وتعلموا دروس الماضى أيام شركات توظيف الأموال. 

البنوك المصرية مفتوحة طوال أيام الأسبوع لمن يريد شراء شهادات أو سندات بنكية، أو فتح حساب للحفاظ على أمواله.. اللهم بلغت اللهم فاشهد.. تحيا مصر.