الخميس 13 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
رسالة وتحية ووعد وأصالة شعب

رسالة وتحية ووعد وأصالة شعب

واكبت الذكرى السادسة والخمسون، ليوم الشهيد التاسع من مارس هذا العام، الذكرى الثانية والخمسين لانتصارات أكتوبر المجيد، فى ظل تنامى قدرة مصر على مجابهة التحديات والتهديدات غير المسبوقة فى تاريخها الحديث.



 

ولعل ذلك ما دفع القائمين على تنظيم الندوة التثقيفية الـ41 للقوات المسلحة، احتفالًا بيوم الشهيد، والعاشر من رمضان، أن يرفعوا شعار «شعب أصيل»، فى اختيار إبداعى للشعار الذي يعكس قيمة شعب مصر، الضارب بجذور حضارته وتضحياته وبطولاته فى عُمق تاريخ الإنسانية.

 

فما قدمه الفريق أول عبدالمنعم رياض، رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق، ورفاقه من بطولات وتضحيات، فى حرب الاستنزاف، مقدمة لما تحقق من بطولات وتضحيات فى العاشر من رمضان الذي وافق السادس من أكتوبر 1973، يوم العبور العظيم، استعادة الكرامة والأرض، وقهر الاحتلال الصهيونى.

 

وما هو إلا امتداد لبطولات قادة مصر وشهدائها العظماء، فى معارك التحرر والبناء والتعمير، ليواصل الأحفاد السير على خطى الأجداد، فما سطره شعب مصر، وجيشها من بطولات فى مواجهة الإرهاب، والتلاحم خلف القيادة دعمًا للأشقاء  فى فلسطين، رفضًا للتهجير وحماية للحق الفلسطينى والأمن القومى المصري، امتداد لبطولات الماضى.

 

فقد حملت الاحتفالية، رسائل وتحية ووعدًا قطعه الرئيس عبدالفتاح السيسي على نفسه، فى كلمته التي ألقاها فى ختام الحفل، مقدمًا بإيجاز رسائل مصر، لشعبها الأصيل ومن يهمه الأمر.

 

الرسالة: 

 

بعث بها الرئيس عبدالفتاح السيسي لأصحاب العطاء من شهدائنا الأبرار مفادها: «مصر لا تنسى أبناءها الأوفياء».

 

وفاء أبناء مصر وبطولاتهم فى جميع الميادين، والمواجهات حماية للأرض والشعب والأمن القومى، مصر لا تنسى الأوفياء، تحيى ذكرى الشهداء، وترعى المصابين، وتحتضن الأسر والأبناء، نسل الشهداء وامتدادهم فى العطاء.

 

وقد ظهر ذلك جليًا، فى الاحتفالية، وما سبقها من أفعال على أرض الواقع، يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي بإنسانية ووفاء وأبوة لأبناء الشهداء، وما يتخذ من إجراءات على مستوى الدولة، وفى القلب منها المشهد الإنسانى للرئيس الذي يحرص على الاحتفال مع أبناء الشهداء يوم عيد الفطر من كل عام.

 

فى الاحتفالية، كانت الرسالة واضحة، بطولات شعب مصر فى مختلف الميادين، على ساحات الشرف فى معركة الاستنزاف وتحرير سيناء 1973 حيث تكريم نماذج من أسماء الشهداء، عبر أبنائهم وأحفادهم، وأسماء شهداء معركة تطهير مصر وسيناء من الإرهاب، وأبطال العملية الشاملة.

 

وفى القلب من ذلك أبطال الجيش الأبيض، الذين قاتلوا على جبهة الأمن القومى الصحي، فى مواجهة كورونا، والمدنيون من أهل سيناء الذين دعموا جهود الجيش والشرطة فى مواجهة الإرهاب، دون إغفال الإشارة إلى المقاتلين على جبهة الوعى بالقلم، وفى ساحات العلم والمعرفة.

 

وجامع لكل ذلك شعب مصر الأصيل، الضارب بجذور تضحياته وبطولاته فى عمُق تاريخ الحضارة، الذي تحمل الصعاب وواجه التحديات، واصطف خلف قيادته السياسية فى كافة الأزمات، ومعارك التنمية والبناء، فعبر بالوطن إلى بر الأمان.

 

فقد شمل التكريم نماذج، أسماء القادة والجنود، النظاميين ومن استشهدوا خلال أداء التجنيد، وبين نسل الأبطال وأبنائهم، من هم الآن ضباط بالجيش والشرطة، فيما كان آباؤهم الشهداء يبذلون العطاء والتضحية فى جبهات مدنية فالملازم أول أحمد عبداللطيف نسل الشهيد دكتور عبداللطيف عبدالحميد وكيل وزارة الصحة بمحافظة الشرقية الذي استشهد خلال مواجهة جائحة كورونا.

 

ومن أبناء الشهداء من يقدمون العطاء اليوم فى ساحات العلم والمعرفة، ومنهم أبناء مدنيين من شيوخ سيناء استشهدوا دفاعًا عن الأرض والعرض والهوية جنبًا إلى جنب مع قواتهم المسلحة وشرطتهم الأبية، شعب مصر كالبنيان المرصوص كل يقدم العطاء فى مجاله.

 

رسالة أخرى: قال الرئيس عبدالفتاح السيسي: 

 

«نؤكد التزامنا تجاه أسر الشهداء، فهم لم يفقدوا أبناءهم فحسب، بل قدموا للوطن أغلى ما يملكون.. فمصر لا تنسى أبناءها الأوفياء وستظل دائمًا سندًا لهم».

 

«كما ستظل قواتنا المسلحة - درع الوطن وسيفه - صامدة فى وجه أى تهديد حامية لمقدرات هذا الشعب العظيم». 

 

كانت أحدث التحديات المعاصرة، والممتدة، «الأحداث المتلاحقة والمخاطر التي يمر بها العالم ومنطقتنا، المخاطر والتهديدات التي خلقت واقعًا مضطربًا يقول الرئيس وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية».

 

«مصر تقدم مساعى دائمة ورؤى من أجل تحقيق الأمن والسلم للمنطقة، كفاعل رئيسى فى هذه القضية، والتي أوضحت فيها مصر منذ بدايتها موقفًا ثابتًا وراسخًا، بأنه لا حل إلا من خلال تحقيق العدل، وإقامة الدولة الفلسطينية، وعدم القبول بتهجير الشعب الفلسطينى من أرضه تحت أى مسمى».. وهذا تأكيد من الرئيس على الموقف المصري الراسخ والثابت.

 

وأكد الرئيس السيسي على أن هذا الموقف المصري «لم يكن ليتحقق إلا بوعى الشعب المصري، واصطفافه حول قيادته السياسية معبرًا وبجلاء عن صدق النية وحب الوطن». 

 

ثانيًا: التحية الأولى 

 

بعث الرئيس عبدالفتاح السيسي باسم مصر وشعبها: «تحية للشعب الفلسطينى الصامد فوق أرضه، مؤكدًا أننا سنقدم لهم كل عمل، من شأنه أن يساندهم فى معركة البقاء والمصير». 

 

التحية الثانية: 

 

بعث بها الرئيس عبدالفتاح السيسى، إلى «الشعب المصري وقواته المسلحة، على ما بذل من جهود خلال السنوات الماضية، والتي سعينا فيها إلى بناء قدرات هذه الأمة، عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا، والتي ساعدتنا على تجاوز كل التحديات وأهلتنا لمواجهة التهديدات..».

 

فلم تذهب تضحيات الشعب، وما بذل من جهد وعرق وتنمية، هباءً، بل عظمت من قدرات مصر السياسية والعسكرية والدبلوماسية والاقتصادية لمجابهة التحديات، فيؤكد الرئيس السيسي: «ما تحقق على أرض مصر ورغم كل الظروف، جعلنا نقف على قدمين ثابتتين، ندافع عن حاضرنا ونؤمن مستقبل الأجيال». 

 

وختامًا بعث الرئيس السيسي بتحية تقدير وإجلال باسم مصر وشعبها « لشهدائنا الأبرار وأسرهم الكريمة، لما قدموه من تضحيات وبطولات». 

 

الوعد: 

 

قطع الرئيس عبدالفتاح السيسي على نفسه وعدًا قائلًا فى ختام كلمته: «أعدكم أمام الله- سبحانه وتعالى- أننا سنستمر فى العمل لتحقيق ما تتطلعون إليه من رفعة وتقدم واستقرار، لوطننا الغالى مصر».

 

ونحن نثق- بإذن الله - فى قيادتنا السياسية، وصدق وعدها، فما تحقق على الأرض من إنجازات - بعون الله وتوفيقه- خير شاهد على تعزيز القدرة الشاملة للدولة، ونثق فى صلابة ووعى شعب مصر العظيم الذي قدم على مدار تاريخه وبتعاقب أجياله المثل والقدوة فى التضحية، وقوة الإرادة القاهرة للتحديات ومجابهة للتهديدات، ومعظمة لقدرة الوطن وأمنه واستقراره، ونثق فى قدرة جيش مصر ومؤسسات الوطن.

 

بتلاحم الشعب ومواصلة الاصطفاف خلف القيادة والمؤسسات تعبر مصر التحديات وتواصل التقدم بإذن الله.

 

تحية لشعب مصر الأصيل