أزمـة بسبب انتخـابات «الـدولى لتنس الطـاولة»

فاطمة التابعى
شهدت الجمعية العمومية للاتحاد الدولى لتنس الطاولة «ITTF»، التى انعقدت الأسبوع الماضى بالدوحة، أزمة كبيرة أدت إلى تعليق أعمال الجمعية العمومية لأول مرة فى تاريخ اللعبة، حيث بدأت «الجمعية» بإجراء الانتخابات على مقعد رئيس الاتحاد الدولى، التى تنافس فيها السويدية بيترا سورلينج، رئيس الاتحاد الدولى الحالية، والقطرى خليل المهندى.
وقبل إجراء التصويت، تم الإعلان عن أن عدد الاصوات الحاضرة فى القاعة 185 صوتًا، بينما سيقوم بالتصويت إلكترونيا 16 صوتًا بإجمالى 201 صوت، وبدأت عملية التصويت، إذ تفوق «المهندى» على «بيترا» فى عدد الأصوات الحاضرة داخل القاعة بفارق 11 صوتًا، بعدما حصل على 98 صوتًا مقابل 87 صوتًا لمنافسته، وعند فرز أصوات التصويت الإلكترونى فوجيء الجميع بحصول «السويدية» على 17 صوتًا مقابل 4 لـ»القطرى» أى أن مجموع من صوتوا إلكترونيا 21 وليس 16 صوتًا، كما تم الإعلان عن ذلك قبل بداية التصويت، ليتم إعلان النتيجة بفوز بيترا سودرلينج بمجموع 104صوتًا مقابل 102 صوت للمهندى.
وبعد إعلان النتيجة، اندلعت عاصفة من ردود الأفعال والانقسامات بين الاتحادات الوطنية التى لها حق التصويت، ما جعل رئيس الجمعية العمومية الاسترالى جرهام سيمونز، يتخذ قرارًا تاريخيًا لم يحدث من قبل، وهو تعليق الجمعية لعدم استكمال التصويت على النواب، وعدم اعتماد ما تم بالنسبة لانتخابات رئاسة الاتحاد الدولى.
وفى بيان رسمى، صدر عن الاتحاد القطرى لتنس الطاولة، جدد الاتحاد تأكيده على أن العملية الانتخابية شابتها مخالفات إجرائية واضحة، وأن الأصوات الإلكترونية الإضافية لم تكن جزءًا من كشف الحضور الرسمى المعتمد، كما أن الجمعية العمومية لم تُختتم رسميًا، والنتائج لم تعتمد من لجنة الانتخابات.
أما الاتحاد الدولى، فأصدر بيانًا أكد فيه أن الانتخابات تمت وفقًا لأحكام دستور الاتحاد ولوائحه، وخاصة المادة 1.48.4 التى تسمح بالتصويت حضوريًا، أو إلكترونيًا، مشيرًا إلى أن عدد الاتحادات الأعضاء التى سجلت للمشاركة فى الاجتماع والتصويت على جميع القرارات بلغ 208، وقد تم إبلاغ الجميع بذلك فى بداية الاجتماع، وبعد النداء الرسمى من قبل الأمين العام للاتحاد، تأكد حضور 201 اتحاد، بينهم 185 حضوريًا و16 عن بعد، وخلال اليوم تغير هذا الرقم مع دخول وخروج عدد من المندوبين سواء فى القاعة أو عبر الإنترنت، وهو ما أدى إلى ارتفاع عدد المصوتين أونلاين فى نهاية العملية الانتخابية إلى 21 بدلًا من 16، ما أثار شكوك واعتراض بعض الحضور.
وأوضح البيان، أنه أُعلنت النتيجة رسميًا، وتم إعلان بترا سورلينج رئيسة للاتحاد الدولى لدورة جديدة 2025-2029، وسط اعتراضات من بعض الوفود على ما وصفوه بتضارب فى الأرقام وطريقة احتساب الأصوات الإلكترونية.
وعبر الاتحاد فى بيانه، عن أسفه لما جرى بعد إعلان النتيجة، حيث تم تعليق الاجتماع نتيجة فوضى تسبب فيها بعض الأشخاص الذين لا ينتمون إلى أى من الوفود الرسمية أو الهيئات المنتخبة، مؤكدًا أن ما حدث كان انتهاكًا لنظام الاجتماع ويؤثر على صورة الاتحاد.
وأضاف البيان، أن الاتحاد سيفتح تحقيقًا شاملًا فى الواقعة لتحديد المسئولين عن تلك الفوضى، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرارها مستقبلًا، مؤكدًا أن الجمعية العمومية ستستأنف فى وقتًا لاحق يعلن عنه قريبًا، من أجل مناقشة البنود المتبقية من جدول الأعمال، وانتخاب باقى المناصب.
من جانبه، رفض خليل المهندى، ما وصفه بـ«المحاولات الممنهجة لتشويه الحقائق»، مؤكدًا تمسكه الكامل بالمسار القانونى والمؤسسى، قائلًا: «نحضر ملفًا متكاملاً بشأن ما جرى فى الانتخابات طعنًا بالنتائج، وسيكون هناك محامون يتولون الموضوع»، مشيرًا إلى أن الطعن المقدم ليس دفاعًا عن شخص، بل عن نزاهة الرياضة وشفافيتها.
من جانبه، فجر فيفيك كوهلى، رئيس اتحاد الكومنولث، قنبلة مدوية موجهًا اتهامات صريحة لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية، الألمانى توماس باخ، بتجاوز صلاحياته، والتدخل فى انتخابات الاتحاد الدولى لتنس الطاولة، قائلًا: «فوجئت بأن رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، لم يأتِ لمجرد المتابعة، بل جاء ليمارس الضغط على بعض الدول لتصوت لمرشح بعينه».