الأحد 29 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نجوم الفن: ثورة 30 يونيو «ملهمة».. والدراما وثَّقت جرائم الإرهابية

أعد الملف- سهير عبدالحميد وآية مجدى



«الفن»، أحد أهم أدوات القوى الناعمة المصرية، إذ يعتبر «سلاح» الدولة فى توعية الشعب المصرى وتوثيق الأحداث التى شهدتها الدولة المصرية، خاصة فى فترة حكم جماعة الإخوان الإرهابية، فبعد ثورة 30 يونيو، قدمت العديد من الأعمال المهمة التى وثقت هذه المرحلة وحرب مصر من أجل تنوير العقول وتطهير الأرض من الإرهاب، بالإضافة لتوثيق بطولات الجيش والشرطة. وخلال هذا الملف يتحدث عدد من صناع الفن، مثل الاختيار والسرب وهجمة مرتدة عن مشاركتهم خلال هذه الأعمال والصعوبات التى واجهوها وذكرياتهم معها كذلك أحداث ووقائع يتمنون تقديمها عن هذه الفترة.

عمر عبدالحليم: «السرب» عمل للتاريخ وأحلم بتقديم فيلم عن حرب الاستنزاف

 

«السرب»، أحد أهم الأفلام التى وثقت استهداف الجماعات الإرهابية لأبناء الشعب المصري، وكيف كان رد مصر «الحاسم» والثأر لـ21 شاب من أبنائها  الذين استشهدوا على يد تنظيم داعش الإرهابى فى ليبيا عام 2015 من خلال عملية عسكرية قامت بها قواتنا الجوية، لتدمير معاقل التنظيم الإرهابي، إذ عبر مؤلف «السرب» الكاتب عمر عبدالحليم، عن فخره الشديد أن يكون فى سيرته الذاتية ككاتب وفنان عمل مثل «السرب» والذى يوثق هذه المرحلة.. «عبدالحليم»، قال: أشعر بسعادة وفخر، أنى تصديت لهذا العمل الذى يُعرض الآن فى ذكرى الثورة، والتذكير دائمًا بحربنا ضد الإرهاب، واعتبره عمل مهم فى مسيرتي، لأنه عمل لا يهدف إلى الترفيه بالدرجة الأولي، بقدر ما يدخل فى إطار الأعمال التى تقدم للتاريخ».

مؤلف السرب، أكد أن الأعمال التى تُقدم حول مرحلة تاريخية مهمة مثل ثورة 30 يونيو وما تلاها من أحداث متلاحقة، تحتاج لفترة تأمل وبحث حتى نسطيع أن نحكم عليها لأن العمل الفنى خاصة السينمائي، يكون وثيقة تاريخية، فمثلًا فيلم «السرب» الذى عرضت من خلاله واقعة حقيقية، قُدم بعد خمس سنوات من الحادث استغرقتهم فى البحث والكتابة ثم مرحلة التجهيز والتصوير.

 

سامح الصريطى: استعدنا هويتنا المصرية.. «الاختيار» كرم شهداءنا

 

«ثورة 30 يونيو تمثل الخلاص الحقيقى واستعادة الهوية المصرية»، هذا ما أكده الفنان سامح الصريطي، مشيرًا إلى أنها لحظة فارقة فى تاريخ الوطن حيث أظهر الشعب إرادته بقوة، وشهدنا تلاحمًا حقيقيًا بين الجيش والشعب.

«الصريطي» قال: «عندما وافقت على المشاركة فى الجزء الثانى من مسلسل «الاختيار» وتجسيد أحد قيادات الجماعة الإرهابية، لأنه عمل كان ينتظره الجميع، حيث يكرم شهداءنا ويعرض الحقائق التى لم نكن على علم كامل بها، فنحن ضد من يُلطخ يده بالدماء أو يحرض على ذلك، وعندما وافقت على هذا العمل، لم أخش أى شيء أو أى تهديد، لأنى لست أفضل من الذين ضحوا بأرواحهم فى سبيل حمايتنا، وخلال تقديمى للشخصية اعتمدت على السيناريو المحكم ثم الخيال، والحمد لله ردود الأفعال على المسلسل كانت رائعة، خاصة أنه بنى جماهيرية فى الجزء الأول وواصل نجاحه فى باقى أجزائه».

 

أحمد رفعت: فخور بتجسيد الشهيد أحمد جاد بطل معركة الواحات

 

من الشخصيات التى حققت نجاحًا كبيرًا خلال أحداث الجزء الثانى من ملحمة «الاختيار2»، شخصية الشهيد العقيد أحمد جاد أحد أبطال عملية الواحات، والتى جسدها الفنان أحمد رفعت، إذ قال: «الاختيار 2» كان جرعة فنية مهمة تناولت مرحلة خطيرة بعد ثورة 30 يونيو وفض اعتصام رابعة والحرب ضد الإرهاب، فالعمل ملحمة بالنسبة للهدف الذى قدم من أجله، وشرفت أن كنت جزءًا منه، وقدمت شخصية أفخر بها جدًا وهى شخصية الشهيد العقيد أحمد جاد والتى ستظل علامة مهمة فى مسيرتى الفنية». وعن كواليس تقديمه للشهيد جاد فى «الاختيار 2» أضاف: «هذه الشخصية غنية جدا فى تفاصيلها وكتبت بشكل رائع، لدرجة أنه بعد عرض المسلسل، كانت ردود أفعال عائلة الشهيد جاد مفاجئة بالنسبة لي، حيث قدمت روحه وتفاصيله بشكل قريب جدًا منه، رغم أننى لم أتواصل معهم قبل المسلسل، وهذا شيء أسعدنى جدًا لدرجة أنهم قالوا، أنهم شعروا وهم يروننى على الشاشة أن الشهيد «جاد» ما زال حيًا.

 

صلاح عبدالله: مشاركتى فى «هجمة مرتدة» و«الاختيار» مهمة وطنية شرفت بها

 

«ثورة 30 يونيو واحدة من أبرز المحطات فى تاريخ مصر»، على حد تعبير الفنان صلاح عبدالله، مشيرًا إلى أنها أسهمت فى تصحيح المسار وألهمت الفن المصرى لاستعادة دوره الحقيقي.

«عبدالله» أوضح، أن المشهد الفنى بعد الثورة شهد تحسنًا تدريجيًا، مما أدى إلى ظهور أعمال وطنية بارزة مثل «الاختيار» و»هجمة مرتدة» و»كلبش»، واصفًا إياها بأنها أعمال متميزة تحمل رسائل مهمة للجمهور وتسلط الضوء على بطولات وتحديات حقيقية عاشها الوطن.

وحول مشاركته فى بعض الأعمال قال:«شاركت كضيف شرف فى مسلسل «هجمة مرتدة»، بشخصية والد شهيد استشهد على يد الإخوان فى الثورة، وكنت سعيد جدا بهذه التجربة، كما قمت بتجسيد شخصية لواء متقاعد شارك فى حرب أكتوبر فى الجزء الأول من الاختيار، وهذه من الأدوار التى أعتز بها كثيرًا، لأنها ليست مجرد تمثيل، بل هى مسئولية فنية ووطنية افتخر بها».

 

محمد رياض: الفن استعاد توازنه والقضايا الوطنية تصدرت الأعمال

 

 «ثورة 30 يونيو كانت نقطة تحول مهمة فى الساحة الفنية المصرية، إذ أن الفن قبلها كان يسير فى اتجاهات أخرى، لكن بعد الثورة والاستقرار الذى تلاها، بدأ الإنتاج الفنى يستعيد نشاطه تدريجيًا حتى وصل إلى مستوى من التوازن والوعى بالقضايا الوطنية»، حسبما أكد الفنان محمد رياض.

«رياض»، أشار إلى أن هذه المرحلة الحساسة أثرت على الجميع، موضحاً:» لقد عشنا جميعًا تلك الفترة بكل ما حملته من قلق وخوف على مستقبل البلاد، وكنا على دراية بما يجرى خلف الكواليس، ومن المهم أن يدرك الجمهور حجم التحديات التى واجهتها الدولة فى ذلك الوقت، خاصة مع تصاعد خطر الإرهاب ومحاولات زعزعة مؤسسات الدولة من الداخل».

وأشاد رياض بالدور البطولى للأجهزة الحكومية التى عملت فى ظروف صعبة للغاية، مضيفًا فهم  لم يكونوا ينامون أو يغادرون مواقعهم، وكانوا الدرع الحقيقى الذى حمى الوطن من مخاطر لا تُحصى، وعلى رأسها الجماعات الإرهابية التى أرادت العبث بأمن البلاد واستقرارها».

ماجدة موريس: الثورة كانت حافزًا لحركة فنية لدى المبدعين

 

 

«ثورة 30 يونيو كانت دافعًا لحركة فنية واضحة، حيث برزت طاقات إبداعية لدى بعض الفنانين الذين تفاعلوا مع الحدث بقوة، بينما كان هناك آخرين أقل انخراطًا، مما عكس تنوع ردود الأفعال فى الوسط الفني»، بتلك الكلمات تحدثت الناقدة ماجدة موريس عن إسقاط الشعب لحكم الجماعة الإرهابية، موضحة أن 30 يونيو لا يمكن فصلها عن 25 يناير، حيث يعتبرها الكثيرون مكملتين لبعضهما البعض، وقد ظهرت أعمال فنية وثقت لحظات من ميدان التحرير والمظاهرات والمشاركين فيها، خاصة أولئك الذين بقوا فى الميدان لفترات طويلة.

«موريس» قالت:» هناك العديد من ألاعمال الدرامية التى تناولت مكافحة الإرهاب، أبرزها مسلسلات مثل  «هجمة مرتدة» و»العائدون» كذلك مسلسل «الاختيار» بأجزائه المختلفة، والذى يعد من أهم الأعمال التى رصدت معركة الدولة ضد الإرهاب وكشفت مخططات جماعة الإخوان فى الشارع والقصر الرئاسي، وسلطت الضوء على اعتصام رابعة المسلح، وكيف استولت الجماعة على مناطق مهمة فى مدينة نصر؟، حتى توقفت حركة المرور تمامًا».

محمود قاسم: مسلسل» الحشاشين» واجه الإرهاب الفكرى

 

 

وثقت العديد من الأعمال الفنية فترة من أصعب الفترات فى تاريخ مصر، حيث يرى الناقد محمود قاسم، أن الدولة فى السنوات الأخيرة ركزت بشكل أكبر على دعم الأعمال الوطنية من خلال الدراما التليفزيونية، بينما شهدت السينما حالة من التراجع والهبوط، موضحًا أن الأعمال الوطنية تظهر بقوة فقط خلال شهر رمضان، ثم تغيب بقية العام، وهذا النمط لا يكفى لبناء وعى فنى مستمر، خاصة مع تعدد المسلسلات وكثافتها فى شهر واحد، ثم التوقف بعده.

وعن الأعمال الوطنية، قال قاسم: مسلسل «الاختيار» يعد من أنجح الأعمال التى تناولت بطولات الجيش، لأنه من الأعمال المميزة على مستوى الفكرة والتنفيذ، وكذلك مسلسل «الحشاشين»، كان من أفضل الأعمال التى واجهت الإرهاب فكريًا، لذلك أتمنى استمرار دعم الدولة لهذه النوعية من الأعمال بشكل مستمر.

واختتم حديثه بالتأكيد على أهمية وجود مؤسسة قوية تتبنّى وتدعم الإنتاج الوطنى الهادف، مضيفا: «نحن بحاجة  إلى كيان كبير يرعى هذا النوع من الأعمال الفنية لأنه يستحق».