الأحد 29 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
بناء الإنسان العمود الفقرى للتنمية

بناء الإنسان العمود الفقرى للتنمية

عندما انتفض الشعب ضد الجماعة الإرهابية فى ثورة 30 يونيو 2013، لم يكن تغييرا سياسيًا فقط، ولكنه كان تغييرًا شاملًا فى رؤية الشعب تجاه القيادة، والتى منح فيها الشعب، الرئيس عبدالفتاح السيسى تفويضًا لقيادة سفينة الوطن نحو بناء دولة قوية.



إن الحديث عن تطوير التعليم فى دولة 30 يونيو تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى هو حديث عن إرادة سياسية صادقة، ورؤية وطنية واعية تدرك أن بناء الإنسان المصرى هو العمود الفقرى لتحقيق نهضة شاملة ومستدامة فى كل مجالات الحياة. 

الرئيس السيسى، فى مناسبات كثيرة كرّر أن التعليم الجيد هو حجر الأساس لأى تقدم حقيقى تنشده مصر، ودائمًا يؤكد الرئيس تقديره لدور المعلم، وأن تطوير أداء المعلمين ودعمهم هو مفتاح نجاح أى خطة لإصلاح التعليم.

وأود أن أعبر عن تقديرى العميق لهذا الاهتمام الكبير الذى أولته القيادة السياسية لملف التعليم، إدراكًا لأهمية الاستثمار فى تنمية عقول شبابنا وأبنائنا.

لقد شهدت مصر فى عهد الرئيس السيسى طفرة تاريخية فى مختلف جوانب العملية التعليمية، بدءًا من البنية التحتية وحتى المناهج وطرق التدريس، مرورًا بسد عجز المدرسين، وتطوير التعليم الفنى، ووصل عدد المدارس فى مصر حاليًا لحوالى 57 ألف مدرسة موزعة على جميع المحافظات، مما يساهم فى توفير فرص التعليم لجميع الطلاب، فيما تخطى عدد الطلاب فى مصر 26 مليونًا فى مختلف المراحل الدراسية، مايعكس حجم التحديات والإنجازات فى هذا القطاع الحيوى.

ومن أبرز التحديات التى واجهت الدولة، هو عودة الطلاب للمدارس، حيث تمثلت التحديات فى تحسين بيئة التعليم لتشجيع الطلاب على الالتزام بالمدارس بعد فترات طويلة من العزوف عن المدرسة، فيما عملت وزارة التعليم على تطوير نظام الثانوية العامة ليلبى طموحات الطلاب ولايصبح عبئًا على أولياء الأمور، مع التركيز على الفهم بدلًا من الحفظ.

وجاءت توجيهات الرئيس السيسى، سريعة وحاسمة لمواجهة أزمة العجز فى أعداد المعلمين، وتم التغلب عليها من خلال مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى بتعيين 150 ألف معلم على مدار 5 سنوات،  بالإضافة إلى تطبيق نظام العمل بالحصة، ومد خدمة المحالين للتقاعد من المعلمين الأكفاء. 

ومن بين المشروعات الكبرى التى نفذتها الدولة، هى المدارس المصرية اليابانية، حيث تم إنشاء 55 مدرسة مصرية يابانية فى مختلف المحافظات، والتى تركز على تنمية القيم والسلوكيات الإيجابية لدى الطلاب، بجانب إنشاء المدارس الرسمية الدولية (IBS) التى تقدم مناهج عالمية معتمدة بأسعار تناسب الفئات المتوسطة، لتوسيع نطاق الاستفادة من التعليم المتميز.

ووسط كل هذا، كانت بوصلة التطوير تركز على مجال التعليم الفنى، باعتباره قاطرة التنمية، وتم تطوير التعليم الفنى وفق نظام الجدارات، الذى يركز على تأهيل الطلاب بالمهارات المطلوبة لسوق العمل، وتم تأسيس مدارس التكنولوجيا التطبيقية التى بلغ عددها حتى الآن 90 مدرسة تغطى تخصصات التنمية مثل التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعى، الزراعة، الصناعة، السياحة، إدارة الأعمال، وتتيح هذه المدارس للطلاب فرصة الحصول على تعليم يجمع بين الدراسة الأكاديمية والتدريب العملى.

وأؤكد أن نقابة المعلمين منذ ثورة 30 يونيو، وضعت نصب عينيها، زيادة وعى المعلمين بالمخاطر التى تحيط بالأمن القومى المصرى، وأهمية استيعاب المعلم فكرة حروب الجيل الرابع، وزيادة الانتماء وبث قيم التسامح، وهى بمثابة معركة وعى قررت نقابة المعلمين خوض غمارها، ونظمت دورات تدريبية بالتعاون مع الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، وصلت حاليًا للدورة 135، ومستمرة فى كل المحافظات بنظام الفيديو كونفرانس وربط النقابة العامة بالفرعيات فى جميع المحافظات، وركزنا على زيادة قدرة المعلمين على مناقشة طلابهم فى القضايا العامة والمشروعات القومية، وتوضيح الرؤية لأبنائنا الطلاب، وقاية لهم من سيل الشائعات خاصة على السوشيال ميديا.

كلمة أخيرة بصفتى نقيبًا للمعلمين، أؤكد أننا جميعًا، كمعلمين ومربين، نقف داعمين ومساندين لهذه الجهود الوطنية الصادقة، وسنظل نعمل بإخلاص وتفانٍ لنكون على قدر المسئولية الملقاة على عاتقنا، وإننى أجدد العهد للرئيس عبد الفتاح السيسى بأننا فى نقابة المعلمين سنظل شركاء  وطنيين فى كل ما يخدم التعليم ويبنى الإنسان المصرى، من أجل مصر قوية وقادرة على المنافسة فى كل ميادين التقدم.