تلك الأيام

ما أسرعها الأيام.. بل ما أسرعها السنوات.. عشرون عاما مرت وكأنها لحظات.. كأنها الأمس.. الخطوات الأولى فى الإعداد والتجهيز فى زمن قياسى ليخرج المولود الجديد أو بالأصح ليعود للنور مرة أخرى بعد سنوات من إصداره الأول.

اللحظات الأولى تظل محفورة فى الذاكرة كمن ينقش اسم حبيبته على جذوع الشجر.. كيف تحولت القوة الدافعة فى المجلة الأسبوعية بقيادة الأستاذ عبدالله كمال إلى الإسراع بإصدار جريدة يومية ناطقة باسم مؤسسة عريقة لها تاريخها السياسى والثقافى فى وقت كانت بعض الصحف الخاصة تسيطر على سوق الصحافة فعلا أو على الورق.

كان التحدى كيف سيتم إعداد جريدة بكل ما تحمله المعنى فى ظرف أسبوعين دون أن يؤثر ذلك على الإصدار الأسبوعى للمجلة الراسخة والتى كانت تجهز للاحتفال بعامها الثمانين.. كعادة روزاليوسف تحول الجميع إلى مقاتلين وأصبح التحدى واقعًا تحول الحلم إلى حقيقة وصدر العدد الأول، وبدأ معه جيل جديد من كتيبة مقاتلة تحمل على صدرها شعار روزاليوسف.

توالت الانفرادات وكبرت معها الحرب على الإصدار الجديد الذى بات راسخا.. زادت النجاحات.. وقابلتها الشائعات.. زادث الثقة فى جريدة روزاليوسف وبات لها خطا ومنجها لا يبتعد عن خط المؤسسة وأصبحت إصدارا يوميا له مجلة أسبوعية.

توالت المعارك وعلى رأسها معركة التنوير ومحاربة التطرف.. اشتعلت الحرب مع الإخوان.. كشفنا مخططاتهم.. واصلنا المعركة الممتدة معهم منذ عقود فهم تجار أديان وأوطان.. واصلنا معركة التنوير والحرية لنكون جزءا من الدفاع عن الوطن.

ستبقى روزاليوسف خالدة.. قطعة من هذا الوطن وجزء من تاريخه.. 

وفى النهاية رحم الله كل من علمنا وساهم فى بقاء هذا الكيان.