الخميس 18 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الرئيس السيسى لملك إسبانيا: السياسات الإسرائيلية تهدد دول الجوار وتداعياتها خطيرة على أوروبا

الرئيس السيسى لملك إسبانيا
الرئيس السيسى لملك إسبانيا

استقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، والسيدة انتصار السيسي، قرينة رئيس الجمهورية، بقصر الاتحادية، الملك فيليبى السادس، ملك إسبانيا، والملكة ليتيزيا، فى أول زيارة دولة يقوم بها ملك إسبانيا إلى جمهورية مصر العربية.



وقال المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية: إنه قد تم إجراء مراسم الاستقبال الرسمية، التى شملت اصطفاف الخيول، وعزف السلام الوطنى لكل من جمهورية مصر العربية ومملكة إسبانيا، واستعراض حرس الشرف، وإطلاق المدفعية ٢١ طلقة، ثم التقاط صورة تذكارية للسيد الرئيس والسيدة قرينته وملك وملكة إسبانيا، وتلا ذلك عقد لقاء ثنائى مغلق بين الرئيسين، أعقبه جلسة مباحثات موسعة بمشاركة وفدى البلدين. 

وأشار السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمى، إلى أن السيد الرئيس استهلّ اللقاء مع ملك إسبانيا بالترحيب به فى أول زيارة دولة يُجريها إلى مصر ولأول مسئول إسبانى رفيع المستوى منذ التوقيع على إعلان ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية خلال زيارة السيد الرئيس إلى إسبانيا فى فبراير 2025.

من جانبه، أعرب الملك عن بالغ اعتزازه بزيارة مصر، مشيداً بمكانتها الراسخة إقليمياً ودولياً، وبما تحمله من إرث حضارى عظيم ترك بصماته على الإنسانية جمعاء.

وأوضح المتحدث الرسمي، أن المباحثات تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين مصر وإسبانيا، لا سيّما فى المجالات الاقتصادية والاستثمارية والسياحية والثقافية والتعليمية. وقد أكد السيد الرئيس والملك أهمية البناء على الزخم الحالى فى العلاقات لتوسيع آفاق التعاون المشترك، بما يحقق مصالح وتطلعات الشعبين الصديقين، وفى هذا السياق، تم بحث آليات تعزيز التبادل التجاري، والتعاون فى مجال النقل، إلى جانب استشراف فرص جديدة للتعاون فى مجال الآثار.

وذكر المتحدث الرسمى أن المباحثات تناولت مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، حيث أعرب السيد الرئيس عن تقديره للمواقف الإسبانية الداعمة للسلام العادل والشامل فى الشرق الأوسط، لا سيّما من خلال اعتراف إسبانيا بالدولة الفلسطينية، والتصويت لصالح «إعلان نيويورك حول حل الدولتين» فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، بما يعكس التزام مدريد بمبدأ حل الدولتين، ويكرّس الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى فى تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وأوضح المتحدث الرسمى أن الملك فيليبى استمع لعرض من السيد الرئيس حول جهود مصر الحثيثة للتوصل لوقف لإطلاق النار فى قطاع غزة، وإلى تقييم السيد الرئيس للوضع فى المنطقة، خاصة بعد التصعيد الإسرائيلى الأخير، حيث أشاد ملك إسبانيا بجهود مصر فى هذا الصدد طوال العامين الماضيين، بما فى ذلك خطة إعادة إعمار قطاع غزة التى أعدتها مصر وحظيت بدعم واعتماد على المستويين العربى والإسلامي. 

وفى هذا الإطار، أكد السيد الرئيس وملك إسبانيا على ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار فى قطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، وادخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة دون عوائق، ووقف التصعيد فى المنطقة، والسعى للحفاظ على السلام القائم بالمنطقة منذ السبعينيات.

وفى هذا الصدد تم التأكيد على الرفض القاطع لأى مساع لتهجير الشعب الفلسطينى خارج أرضه، لما سوف يترتب على ذلك من تصفية القضية الفلسطينية، وكونه يشكّل عدوانا وتهديدا لأمن دول الجوار، فضلاً عن تداعياته الخطيرة المتمثلة فى موجات نزوح وهجرة غير شرعية غير مسبوقة نحو أوروبا.  كما شدد الجانبان رفضهما التام للممارسات الإسرائيلية غير المشروعة فى الضفة الغربية، بما فى ذلك عمليات التوسع الاستيطانى أو التلويح بضم الأراضى الفلسطينية باعتبار ذلك انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.

وشهد اللقاء أيضاً تبادل وجهات النظر حول عدد من الأزمات الإقليمية والدولية، بما فى ذلك الحرب فى أوكرانيا، حيث تم التأكيد على أهمية الحلول السياسية والسلمية التى تضمن الحفاظ على سيادة الدول ووحدة أراضيها ومقدرات شعوبها، وقد اتفق الجانبان على مواصلة التنسيق والتشاور إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك، سواء على المستوى الثنائى أو ضمن المحافل الإقليمية والدولية متعددة الأطراف.

وأضاف المتحدث الرسمى أنه تم، عقب المباحثات، تبادل الأوسمة بين السيد الرئيس وملك إسبانيا، وكذا بين السيدة قرينة السيد الرئيس وجلالة ملكة إسبانيا، وذلك تقديراً للعلاقات الاستراتيجية والممتدة بين البلدين الصديقين، وبما يعكس حرصهما على مواصلة تطويرها فى مختلف المجالات.

وعقب ذلك أقام السيد الرئيس والسيدة قرينته مأدبة غداء لملك وملكة إسبانيا بحضور وفدى البلدين، حيث ألقى السيد الرئيس كلمة للترحيب بالملك والملكة، ومن جانبه ألقى ملك إسبانيا كلمة لشكر السيد الرئيس والسيدة قرينته على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.

وفى بداية كلمته رحب السيد الرئيس بضيوف مصر حيث قال:» بداية؛ أود أن أرحب بملك إسبانيا، والملكة فى بلدهما الثانى «مصر»، قلب العالم القديم، وجسر التواصل بين الحضارات، ذلك البلد العريق، الذى شهد على مر التاريخ، علاقات وثيقة مع إسبانيا وشعبها والأسرة المالكة الإسبانية.. فكان وما زال وطنا ثانيا لهم، يرحب بهم على أرضه، ويتسع فضاؤه لاستقبالهم، زائرين كراما وأصدقاء أعزاء. 

وتابع : «فزيارة الدولة؛ التى يقوم بها الملك «فيليبى السادس» إلى مصر، وإن كانت هى الأولى له فى أرض الكنانة؛ فإنها أيضا أول زيارة، يجريها مسئول إسبانى على أعلى مستوى إلى مصر، عقب ترفيع العلاقات بين بلدينا الصديقين، إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، بعد توقيع إعلان هذه الشراكة التى نعتز بها كثيرا، أثناء زيارتى لبلدكم الصديق فى فبراير 2025، والتى حظيت فيها بحفاوة استقبالكم الكريم».

واستطرد: «كما تمثل هذه الزيارة، تأكيدا جديدا، على متانة أواصر الصداقة والتعاون،التى تربط بين بلدينا وتعبيرا صادقا، عن رغبتنا المشتركة فى تعزيزها، وتطويرها نحو آفاق أرحب»، مضيفاً: «ولعلى أجد هنا نقطة انطلاق، للحديث عن علاقات ثنائية استراتيجية وثيقة، بين بلدينا وشعبينا الصديقين، على كل الأصعدة وفى مختلف المجالات، ولقد قدم البلدان معا نموذجا رائدا يحتذى به، فى كيفية بناء علاقات إيجابية متطورة، وتخدم مصالح شعبيهما وتحقق أهدافهما المشتركة، سواء فى الإطار الثنائى، أو الإقليمى ومتعدد الأطراف». 

وأضاف: «وإننى إذ أغتنم المناسبة، كى أشيد بما حققه التعاون الثنائى بين البلدين، من تقدم فى مجال النقل، أتطلع لاستلهام نجاحه، على جميع أسس ومجالات التعاون الثنائى بين البلدين، كما أود أن أشير فى هذا السياق؛ إلى التعاون الثقافى المميز بين البلدين، وخاصة فى مجال التنقيب عن الآثار والحفاظ على التراث، حيث يتواجد فى مصر، ما يناهز «13» بعثة أثرية إسبانية، تنشط فى مناطق سقارة والأقصر وأسوان ووادى الجمال». 

وأردف:» ليس بخاف عليكم، ما تواجهه مصر من تحديات جسام، على مختلف الاتجاهات الإستراتيجية، شرقا وغربا وجنوبا، فضلا عن التحديات المشتركة على الصعيد المتوسطى، فإسبانيا تدرك جيدا، مدى التحدى الذى باتت تواجهه القضية الفلسطينية، والتهديد المباشر الذى يتعرض له الأفق السياسى لتسوية هذه القضية، من خلال حل الدولتين إثر ما تعانيه غزة من ويلات الحرب، والكارثة الإنسانية التى ألمت بالقطاع، على نحو لا يمكن تصوره، فضلا عما نشهده بشكل شبه يومى، من محاولات لتقطيع أوصال الضفة الغربية تارة بالحديث عن ضمها، وتارة أخرى بتفشى الاستيطان فى أراضيها المحتلة، ولا يسعنى فى هذا المقام؛ إلا أن أشيد بمواقف إسبانيا المشرفة، إزاء دعم مسيرة السلام فى الشرق الأوسط، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، التى لا تزال تمثل جوهر الصراع فى المنطقة». 

وأعرب السيد الرئيس عن بالغ التقدير، للموقف الإسبانى التاريخى، فى نصرة الحق المشروع للشعب الفلسطينى فى إقامة دولته، واعتراف إسبانيا فى توقيت بالغ الأهمية والحساسية بالدولة الفلسطينية لتكون من أوائل الدول، التى بادرت بعد نشوب الحرب فى قطاع غزة، باعتماد هذا القرار العادل، والذى يقف على الجانب الصحيح من التاريخ، موضحا أن دعم إسبانيا للسلام العادل والشامل فى المنطقة، يعكس التزامها بمبادئ الأخلاق والحق والعدالة، وهو موقف يحظى بتقدير كبير لدينا، على المستويين الرسمى والشعبى، ونرجو استمرار هذا الدعم، وأن نعمل معا، من أجل تحقيق سلام دائم وعادل لشعوب المنطقة.

واختتم حديثه بقوله: مرة أخرى أجدد شكرى وتقديرى لكم، واحترامى لشخصكم الكريم، وأتمنى لكم زيارة ناجحة وممتعة فى مصر .. وأكرر ترحيبى بكم.. وسوف نسعد بكم دائما.. فى زيارات قادمة إلى بلدكم الثانى «مصر».