فوز «العنانى» التاريخى

تتويجا لمكانة مصر والجهود الدبلوماسية التى استمرت عامين ونصف، جاء فوز الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار المصرى الأسبق، بمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، ليضع بصمة مصرية جديدة على الخريطة الثقافية والدبلوماسية للعالم، ويؤكد قدرة الدولة على الحشد والتأثير داخل أروقة المؤسسات الدولية الكبرى.

فمنذ الإعلان عن خوض العنانى المنافسة، انطلقت حملة انتخابية غير مسبوقة فى حجمها وتنظيمها، امتدت على مدار عامين ونصف من التحركات الميدانية واللقاءات الرسمية، شاركت فيها وزارة الخارجية، ووفد مصر الدائم لدى اليونسكو، وسفارات مصر فى الخارج.

ولم تكن الحملة مجرد نشاط دبلوماسى تقليدى، بل مثالا على التنسيق المؤسسى الدقيق الذى جمع بين الجهود السياسية والعلمية والشبابية، إذ قاد فريق من الشباب، متوسط أعمارهم 35 عاما، الحملة الانتخابية التى انتهت بانتصار تاريخى داخل أروقة المنظمة الدولية، حيث كانت النتيجة حاسمة: 55 صوتا من أصل 57، مقابل صوتين فقط للمنافس الكونغولى فيرمين إدوارد ماتوكو، وهى نسبة لم يشهدها تاريخ اليونسكو منذ تأسيسها عام 1945.

هذا الإجماع الدولى لم يأت من فراغ، بل يعكس الثقة فى الكفاءة العلمية والدبلوماسية للمرشح المصرى، كما يعكس حجم التأييد الذى حظى به من مختلف القارات، بدءا من الدول العربية والإفريقية وصولًا إلى أوروبا وأمريكا اللاتينية.