الأربعاء 17 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
قمة استعادة الأمل
كتب

قمة استعادة الأمل






 
كرم جبر روزاليوسف اليومية : 16 - 01 - 2011


قرارات مهمة في ظروف صعبة
(1)
- مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، وأمام القمة الاقتصادية العربية التي تنعقد في شرم الشيخ الأربعاء القادم فرصة ذهبية، لتحقيق حلم الوحدة الاقتصادية العربية، الذي يتعثر منذ نصف قرن.
- الأوضاع العربية والإقليمية والدولية تفرض ذلك، لخلق كيان عربي كبير يستطيع أن يواجه التحديات والمشاكل الكبيرة التي تجتاح العالم، وتنعكس سلبًا علي الدول العربية.
- الدول العربية في حاجة ماسة لتفعيل آليات التكامل الاقتصادي العربي حتي تتمكن من مواجهة التهديدات والتحديات الداخلية، وأصبحت المظلة العربية ضرورة حتمية.
(2)
- كانت مصر والكويت وراء اقتراح عقد قمم اقتصادية عربية، وعقدت القمة الأولي في الكويت منذ عامين.. وتأتي القمة الثانية في شرم الشيخ في ظروف محلية ودولية بالغة الحساسية والخطورة.
- فقد أطلت مشكلة البطالة برأسها علي كل الدول العربية، الغنية والفقيرة، البترولية والزراعية، ولم تستطع خطط التنمية الاقتصادية أن تلاحق الأعداد الكبيرة الباحثة عن فرص عمل.
- تختلف نسبة البطالة من دولة لأخري، ولكنها تدق ناقوس الخطر، ونحتاج تعاونًا عربيًا جديًا، وأن تكون هناك استراتيجية واضحة لمواجهة هذا التحدي الخطير.
(3)
- في قمة الكويت منذ عامين، اتفقت الدول العربية علي وضع برنامج متكامل لدعم التشغيل والحد من البطالة في الدول العربية، من خلال منظمة العمل العربية، إحدي هيئات جامعة الدول العربية.
- وفقًا لهذا البرنامج، تم اعتماد الفترة من 2010-2020 عقدًا عربيًا للتشغيل وخفض البطالة إلي النصف، وإيجاد فرص عمل وتحسين المستويات المعيشية للعاملين.
- كان من المفترض أن تتبني منظمة العمل العربية حزمة من الإجراءات لتيسير تنقل العمالة العربية، وفقًا لمتطلباتها.. ولكن يبدو أن مثل هذه الإجراءات لم تر النور بعد.
(4)
- البطالة لن تجد طريقًا إلي الحل، إلا إذا تم توظيف رءوس الأموال العربية لخدمةمشروعات التنمية في الدول العربية، وتوفير الضمانات اللازمة لحماية تلك الاستثمارات.
- ليس معقولاً ولا مقبولاً أن تساهم رءوس الأموال العربية في خدمة اقتصاديات الدول الغنية، التي تصدر للدول العربية الغلاء والأزمات العالمية التي يصعب مواجهتها.
- الاستثمارات العربية لن تعود للدول العربية بالتمنيات والشعارات، ولكن بخطط واضحة واستراتيجيات محددة وضمانات أكيدة.. وهذا في صالح الدول العربية الغنية قبل الفقيرة.
(5)
- في قمة الكويت أيضًا تم الاتفاق علي برنامج عربي للحد من الفقر، مدته أربع سنوات، ودعوة مؤسسات التمويل العربية إلي المساهمة في تمويله.
- العمود الفقري في البرنامج هو تمويل شبكات الأمن الاجتماعي وتوفير التمويل اللازم للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، بهدف إيجاد فرص عمل حقيقية ومنتجة للشباب.
- تم تكليف مجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب بمتابعة تنفيذ البرنامج وتقديم تقرير للقمة حول ما تم إنجازه في هذا الشأن، وعمومًا فلم تبد في الأفق إنجازات ملموسة لهذا البرنامج.
(6)
- قمة شرم الشيخ هي قمة استعادة الأمل في إنشاء كيان اقتصادي عربي كبير، علي غرار السوق الأوروبية المشتركة، يوظف إمكانيات العرب لخدمة الشعوب العربية.
- تمتلك الدول العربية فرصًا وآفاقًا واعدة، خاصة فيما يتعلق بالاستثمارات العربية المشتركة، والتنمية البشرية والتدريب والتعليم، وإعداد أجيال الشباب لسوق العمل.
- المحور الاجتماعي هو الأهم في القمة، خصوصًا دراسة نتائج البرنامج المتكامل لدعم التشغيل والحد من البطالة، والبرنامج العربي للحد من الفقر وتطوير التعليم.
(7)
- تجيء القمة في ظروف صعبة، بعد الأحداث الدامية التي تشهدها تونس التي تؤكد أهمية الاهتمام بالقضايا الاقتصادية، وتوفير فرص عمل ومكافحة البطالة.
- مصر لها تجربة رائدة في هذا المجال، حيث تتبني حزمة من الإجراءات الاجتماعية التي تستهدف الحد من الغلاء وارتفاع الأسعار وتوفير الاحتياجات الأساسية من السلع الغذائية.
- الأنظار كلها تتجه إلي شرم الشيخ، بعد أن خطفت الأزمة الاقتصادية الأنظار بعيدًا عن القضايا السياسية، وأصبحت الشغل الشاغل للمواطن العربي أينما يوجد.

E-Mail : [email protected]