«الطيارون» يعلنون الحداد على أرواح طاقم الطائرة المنكوبة

كتب - حمادة الكحلى - وأحمد سند 

 

 أصدر وزير الخارجية سامح شكرى تعليماته لجميع السفارات المصرية فى الخارج بالرد على كل ما يثار حول حادث الطائرة المصرية التى سقطت الخميس الماضي، من تكهنات تصدر بعيدا عن التحقيقات الجارية. 
وكلف شكرى بمواجهة الحملة «الممنهجة» ضد الشركة الوطنية «مصر للطيران» والتى تم تصعيدها من جانب وسائل إعلام وجهات أجنبية. 
فيما بدأت لجنة التحقيق المصرية فى مباشرة إجراءات التحقيق فور الإبلاغ عن فقدان طائرة مصر للطيران القادمة من مطار شارل ديجول، حيث قام فريق التحقيق بجمع المعلومات من مختلف المصادر كوثائق الطائرة، ووثائق طاقمها ومراقبة الحركة الجوية والأنظمة الأخرى لإدارة البيانات بما فى ذلك نظام الـ «Airman» وهو نظام  الخاص بتحليل بيانات الصيانة ونظام الـ «ACARS» وهو نظام اتصالات وتقارير الطائرة ،وقد رافق المحققون المصريون رجال القوات البحرية فى عملية البحث عن الحطام بالبحر الأبيض المتوسط.
كما قام فريق التحقيق بالبحث فى جميع المعلومات التى تم جمعها، ويرى فريق التحقيقات أن الوقت مبكر لإصدار الأحكام أو الاعتماد فى القرار على مصدر وحيد للمعلومات، مثل رسائل الـ ACARS وهى إشارات أو مؤشرات قد تكون لها أسباب مختلفة وبالتالى فهى تحتاج الى المزيد من التحليل كجزء من التحقيق الشامل.
ويشارك فى التحقيق العديد من المتخصصين الذين يمثلون سلطات التحقيق فى حوادث الطائرات للدول المشاركة، ويحكم إجراءات التحقيق قانون الطيران المدنى المصرى وتشريعات منظمة الطيران المدنى الإيكاو (الملحق رقم 13 لاتفاقية شيكاجو 1944).
من ناحية أخرى أعرب أهالى وأسر ضحايا حادث طائرة مصر للطيران، خلال لقائهم قيادات الشركة عن تقديرهم للموقف، كما أعربوا عن بالغ استيائهم لقيام عدد من وسائل الإعلام وبعض الأفراد على مواقع التواصل الاجتماعى بالزج بأسماء أسر الضحايا وذويهم واستغلال الحادث لجمع تبرعات مادية والقيام بمبادرات باسم عائلات وأسر الركاب وجمع أموال لمساعدة ذويهم.
 وتهيب مصر للطيران بجميع وسائل الإعلام مراعاة الحالة النفسية لأسر الضحايا سواء من الركب الطائر أو ركاب الرحلة واحترام خصوصيتهم وتقدير الظرف الراهن الذى تمر به الشركة الوطنية .
وفى سياق آخر صرح مصدر مسئول بمصر للطيران أن الشركة استدعت خبيراً أجنبياً فى مجال حوادث الطائرات، كما قامت بمساعدة أهالى الضحايا، واطلاعهم على آخر المستجدات فيما يخص العثور على أجزاء من حطام الطائرة وبعض الأشلاء. 
وقد حضر الخبير الاجتماع الذى عقده قيادات الشركة برئاسة صفوت مسلم رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران والطيار أحمد عادل مساعد رئيس الشركة القابضة والطيار هشام النحاس رئيس شركة مصر للطيران للخطوط الجوية مع أهالى الضحايا فى أحد الفنادق القريبة من مطار القاهرة وقد نقل لهم مشاطرة مصر للطيران لأحزانهم فى هذا الموقف ومساندة الشركة لهم واهتمامها بإعطائهم معلومات صحيحة.
 وقام مسئولو الشركة بالتوضيح لأهالى الضحايا  كيفية  اجراء عمليات جمع الأشلاء، وأوضحوا أنها قد تستغرق وقتاً طويلًا، بسبب إجراء تحليل الحامض النووى «DNA» ما يجعل الأمر يستغرق عدة اسابيع للتعرف على ذويهم. كما تم اخطارهم بأنه سيتم ملء استمارات للتعرف على الأشلاء الخاصة بكل شخص وتجميع أكبر كم من المعلومات. 
وقد تم عرض أمثلة على حوادث مشابهة والاجراءات الخاصة بجمع العينات والوقت المطلوب لجمع الأشلاء، وكذلك اطلاعهم بالإجراءات المتبعة فى مثل هذه الحوادث وتوضيح أن هذه الإجراءات هى إجراءات دولية تتم وفقاً للمعايير العالمية المتبعة.
ومن ناحية اخرى، أوضح قيادات مصر للطيران أن الشركة تلتزم وتتعهد بتقديم جميع وسائل المساعدة الممكنة لأسر الضحايا للمرور بهذه المحنة وهذا المصاب الأليم.
 فيما قرر مجلس ادارة النقابة العامة للطيارين المدنيين المصرية إعلان حالة الحداد لمدة ثلاثة أيام على أرواح طاقم الطائرة وجميع الركاب ضحايا الحادث الأليم للرحلة 804.
جاء ذلك خلال البيان الذى أصدرته النقابة صباح أمس والذى أكدت خلاله أن الطيارين المصريين قادرون على تخطى تلك المحنة والتغلب على حالة الحزن والالم والقيام بدورهم على أكمل وجه بما لديهم من اصرار وعزيمة على انجاز العمل للحفاظ على الشركة الوطنية خاصة أنها تحمل علم مصر .
وأكد البيان الثقتة الكبيرة  فى الطيارين وقدرتهم على تخطى الصعاب بالحكمة وحسن التصرف مشيرًا الى أن الطيار المصرى مشهود له بالكفاءة فى العالم بفضل التدريب المستمر فى شركة مصر للطيران.
وأضاف إن الطيارين كثيراً ما أثبتوا قدرتهم على تحمل المسئولية والثبات على مستواهم الفنى العالى فهناك الكثير من الحالات التى استطاع الطيارون اثبات حسن تصرفهم الدائم فى المواقف الصعبة.
نوه البيان أن الطيار يحمل على عاتقه طوال الرحلة مسئولية الركاب والطائرة وسمعة الشركة وبالتالى فهو يؤدى واجبه على أكمل وجه ولا يتخلى عنه ويظل متمسكاً بهذا الواجب حتى آخر لحظة فى حياته.
أوضح البيان أن الطيارين عاهدوا أنفسهم على تحقيق أعلى معدلات من التشغيل والسلامة الجوية للوقوف بجانب الشركة الوطنية فى ظل الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد.
الجدير بالذكر أن شركة مصر للطيران والطيارين سوف يتلقون العزاء فى طاقم الطائرة وجميع الضحايا اليوم الاثنين بعد صلاة المغرب بمسجد المشير طنطاوى.