المسلسلات الرومانسية تهدد حياتك الزوجية
روزاليوسف اليومية
أجرت جامعة ولاية ميتشجان الأمريكية دراسة ذكرت فيها ان مشاهدة المسلسلات الرومانسية المشاهد قد تنعكس بصورة سلبية على علاقات المرأة العاطفية أو الزوجية على أرض الواقع، فكثير ممن يصدقون هذه المعايير تقل نسبة التزامهم بعلاقة بالعلاقة الزوجية، كما تزيد معدلات الفشل أو احتمالات الطلاق، نظراً لتعلق جمهور هذه النوعية من المسلسلات بخيالات لا توجد على أرض الواقع.
فإذا كنت من المتابعات المدمنات للمسلسلات والأفلام الرومانسية، ويبهرك سحر الحب فى المسلسلات التركية والتضحية والفناء فى الأفلام الهندية الساحرة، فتحذرك الدراسة من تصديق المشاهد الرومانسية غير الواقعية، والتى تبثها محطات التليفزيون وشاشات العرض السينمائية.
أجريت الدراسة على حوالى 392 زوجا وزوجة لقياس مستوى الرضا فى علاقاتهم، عن التوقعات والالتزامات ومدى تأثير التصورات الرومانسية التى تبث فى الأفلام بشكل متكرر على تصورهم عن الحب، ومدى تقبلهم للصور الرومانسية فى هذه البرامج على أنها حقيقة.
وقد تنوعت الاجابات بين الأزواج بين اعتقاد البعض بأن «التليفزيون يعرض العلاقات العاطفية كما هى فى واقع الحياة»، وبين اعتقاد آخرين أن «التليفزيون يساعدهم على فهم ما يمكن أن يتوقعونه فى علاقاتهم العاطفية».
إلى ذلك، وجد الباحثون إنه كلما زادت نسبة تقبل المشاهد الرومانسية فى الأفلام والمسلسلات على أنها حقيقة فإن احتمالات التزام الشخص بعلاقة حقيقية ينخفض، كما يزيد ميوله فى البقاء عازباً حتى يلتقى بالشخص الذى صورته له هذه المسلسلات، وبالتالى يخسر هؤلاء الأشخاص الكثير من الوقت لإيجاد الطرف الآخر.
يقول الدكتور نبيل السمالوطى استاذ علم الاجتماع أن المسلسلات الرومانسية تؤثر بالايجاب أو السلب وذلك وفقا للخلفية الثقافية التى ينتمى اليها المنزل.
أما الدكتور نبيل دخان أستاذ علم النفس أن الظاهرة خطيرة جدا كونها تؤثر على عقلية الإنسان العربى نظرا لاعتمادها لغة المشاهد التى يشعر من خلالها الفرد بالقرب من الشخصيات والانسجام معها بل ومحاولة تبنى قيمها وأفكارها كما أن عدد الحلقات الكبير وقد يصل إلى مائة حلقة هدفه توفير مساحة من الزمن لترسيخ معتقدات معينة فى أذهان الشباب بالتدريج.
واشار دخان الى أن وصول الأمر إلى حد الإدمان على هذه المسلسلات يزيد المشكلة صعوبة فالشاب يكون قد تشرب القيم السيئة التى تروج لها هذه المسلسلات و يبدأ بالتمرد على السلطات وأولها سلطة الوالدين تحت ستار الحريات المطلقة دون قيود و يتعدى كذلك على تعاليم ديننا و معتقداتنا فالفرد هنا يبدأ بالتقليد الفعلى لما يراه فى المسلسل بالتالى تكون قد نجحت فى قلب قيمه الأصيلة رأسا على عقب فى إطار عولمة الثقافة.
من جانبه قال الدكتور جميل الطهراوى أستاذ علم الإجتماع أن سبب نجاح هذه المسلسلات فى مجتمعاتنا العربية ميلها إلى سيكولوجية الإنسان الشرقى العاطفى فيبدو أنها لامست مشاعره وستستمر فى النجاح فى حال استمرت على هذا النهج فقد نجحت الأفلام الهندية فى مراحل سابقة حين اعتمدت نفس المبدأ.
واعتبر الطهراوى أن هذه المسلسلات تمثل خطورة كبيرة على المجتمع إذ يعيش فى ظل عدم الواقعية والأحلام الوردية التى تنسجها له والمشاكل التى تحل بسهولة وبشكل سحرى ثم يصطدم بالواقع وهمومه ومشاكله فتحدث لدى الفرد صدمة مضيفا أن هذه المسلسلات لا تعطينا رسالة رسالة حقيقية فهى تركز دوما على القصص العاطفية.