200 مزرعة دواجن تنهى البطالة بـ«كوم بوها»

إيهاب عمر
أسيوط - إيهاب عمر
قرر شباب قرية «كوم بوها» التابعة لمركز ديروط أن يبحثوا عن ذاتهم عن طريق مشروعات يجدون أنفسهم فيها، فقاموا بإنشاء مزارع الدواجن التى توارثها أبناءهم وأصبحوا يعملون بها رغم حصولهم على مؤهلات عليا، وباتت مشروعاتهم متكاملة، حيث يعمل بعضهم فى إنشاء مزارع الكتاكيت والبط ومنهم من يعمل فى جمع البيض لتوريده إلى هذه المزارع ومنهم من يعمل فى تسويق إنتاج هذه المزارع على قرى أسيوط والمحافظات المجاورة، أكثر من 200 مزرعة، ما جعل القرية ترفع شعار «لا للبطالة».
10 آلاف بطة
يقول ميناء جميل عيسى، صاحب مزرعة بط: إنه يقوم بإحضار البط من عمر يوم ويظل فى مزرعته حتى يبلغ عمر 15 يوما، ويقوم خلال هذه الفترة بتحصينه وتغذيته بالأعلاف حتى يصل وزن البطة الواحدة من 400 إلى 500 جرام، وكميات البط حسب السوق، فإذا كانت هناك حركة تجارية نقوم بتربية 10 آلاف بطة خلال الأسبوع الواحد، منوها إلى أن عملية التسويق تكون فى غالب الأحيان عن طريق سمسار.
فرص عمل
أما باسم مبارك، حاصل على بكالوريوس تجارة دفعة 1998، قرر ألا ينتظر دوره فى طابور البطالة وأن يبدأ حياته مبكرا بمشروع صغير، حيث قام بعمل حضانة تفريخ «البيض» لإنتاج الكتاكيت، بعد محاولاته لإيجاد فرصة عمل فور تخرجه، فاتجه إلى إنشاء حضانة لتفريخ «البيض» الذى كان متاحًا إلى شباب القرية كلها.
وتابع: إن القرية تعمل جميعها على تفريخ البيض وتربية الكتاكيت والدجاج والبط، منوها إلى أنه يقوم بجمع البيض من مصادره من المنازل ويقوم بجمعها فى وحدة التفريغ وتظل 21 يوما فى التفريخ عند درجة حرارة 37.5 وتظل فى وحدة التفريخ 19 يوما وبعدها يتم نقل البيض إلى أقفاص أخرى تكون مؤهلة لتفريخ البيض وخروج الكتاكيت منه، وتظل اليومين فى وحدة التفريخ تحت درجة حرارة أقل ودرجة رطوبة مرتفعة حتى أن يخرج «الكتكوت» من البيضة ويتم نقله إلى مزارع التربية المنتشرة بالقرية.
كتاكيت بالوزن
ولفت مبارك إلى أن القرية تقوم بالإنتاج والتربية بأنواعها، حيث إن التربية هناك منها نوع يقوم صاحب المزرعة بتربية الكتاكيت لمدة 15 يوما ويقوم ببيعها وهناك نوع آخر يقوم بتربية الكتاكيت حتى تصل إلى دجاج يباع بالوزن.
ويقول بهاء حشمت بولس، صاحب مزرعة بالقرية: إنه يقوم بتربية الدجاج منذ أن يتم تفريخ الكتاكيت وحتى يتم بيعها بالوزن بعد أن تصبح دجاجًا، مشيرا إلى أنه يقوم بتحصين الكتاكيت من عمر يوم حتى لا تتعرض للأمراض، منوها إلى أن أزمة نقص السولار تعرضهم إلى مشاكل كثيرة بسبب تعرض المزارع إلى نقص فى التدفئة الذى يهدد حياة الكتاكيت بسبب برودة الجو.
ويشير جوزيف مهدى عمارة، مستأجر مزرعة دواجن، إلى أنه قام باستئجار مزرعة دواجن بـ15 ألف جنيه سنويا وقام بتربية 10 آلاف كتكوت بتكلفة 70 ألف جنيه، وأصيبت بمرض أنفلونزا الطيور، ما أدى إلى نفوقها بالكامل، منوها إلى أنه قام بسحب قرض وقتها 20 ألف جنيه، بالإضافة إلى أنه كان يأخذ الأعلاف من التجار بالآجل.
أما عاطف قزمان، تاجر أعلاف، فيقول: إن قرية «كوم بوها» كان بها 3 معامل بلدية لتفريخ الكتاكيت والبط منذ عشرات السنين وكانوا وقتها يقومون بتدفئة البيض وتفريخه عن طريق إشعال النار فى مخلفات زراعية لتدفئة البيض وتطور الأمر إلى اسطوانات البوتاجاز والمدفئات التى تعمل بالسولار والآن تطور الأمر إلى تركيب ماكينات تفريخ تعمل بمؤشرات حرارة ورطوبة تتناسب مع حالة الطقس فى أى وقت.
التجول فى القرى
ويضيف عادل ريان، بائع سريح: إنه حصل على دبلوم عام 1995 ولم ينتظر الوظيفة بل اتجه إلى العمل ويقوم بأخذ الكتاكيت والبط من المزارع ويقوم بالتجول بها فى القرى المجاورة لبيعها، مشيرا إلى أن مرض انفلونزا الطيور تسبب فى التراجع فى عملية بيع الطيور.
وينوه شادى زهجر، من شباب «كوم بوها» إلى أن قريتهم يطلق عليها القرية المنتجة نظرا لعدم انتظار شبابها الوظائف الحكومية، مؤكدا أن نسبة التعليم بالقرية تتعدى 95%، خاصة أن القرية يقطنها نحو 10 آلاف نسمة ومعظم سكان القرية يعمل فى صناعة وتربية الثروة الداجنة التى تعد هى مورد القرية الأساسي، ناهيك أن القرية بها نحو 200 مزرعة دواجن و150 معمل تفريخ.