الجمعة 6 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حكايات من الوادى ـ 12 ـ تمائم الآلهة المصرية القديمة

حكايات  من الوادى ـ  12 ـ تمائم الآلهة المصرية القديمة
حكايات من الوادى ـ 12 ـ تمائم الآلهة المصرية القديمة




عرفت الحضارة المصرية القديمة استخدام التمائم فى الحياة اليومية وبعد الموت، وكان لها استخدامات كثيرة عرفناها فى متحف الوادى الجديد، حيث توجد ضمن مقتنياته مجموعة من التمائم للألهة المصرية القديمة. وكان الغرض من استخدامها حماية المتوفى فى الحياة الأخرى، ومنها ما استخدم كحلى للزينة، وما كان يوضع بين لفائف المومياء، ومنها ما كان يمثل علامات هيروغليفية مثل تميمة المليون.
ومن أشهر التمائم الفرعـونية تميمة الإلة أوزيريس وتميمة إيزيس ونفتيس التى كانت تحمى المتوفى بصفتها ربة السحر، وتميمة الإله أنوبيس التى كانت تعمل على حفظ الجسد المحنط وبقائه فى أزهى صورة كما تعمل على حماية المقبرة، وتميمة عين حورس التى عرفت فى النصوص المصرية باسم»الأوجات»، وكانت توضع على الجانب الأيسر الذى يتم فتحه أثاء التحنيط، وكانت تحمى المتوفى من الأرواح الشريرة وتمنعها من الدخول للجسد المحنط.
ومن أشهر التمائم المصرية القديمة تميمة الجعران، حيث كان يوضع على القلب ومكتوب علية التعويذة رقم 30 فى كتاب الموتى وتقول»يا قلبى الذى ورثتة عن أمى لا تصبح شاهداً ضدى ولا تقل زوراً فى المحاكمة»، ويرجع شكل الجعران إلى حشرة سوداء من عاداتها تكوير الجيف والقاذورات والروث ووضع بيوضها فيها ودحرجتها أمامها، وتجميعها فى جحرها لتقتات عليها وتحفظ فيها بيضاتها.
ومن بين الصور الغريبة المحفوظة فى وادى الملوك، خنفساء ضخمة سوداء تخرج من الرمل تسحب كرة متوهجة، وقد استعملت الجعارين المصرية فى الأغراض العامة، فكانت أختاما كالأختام الأسطوانية وأزرار الأختام التى على صورة الحيوانات والخواتم الذهبية الضخمة، وإذا وضعت فصا لخاتم أو عقد أمكن أن تختم بها سدادات الأوانى، والخطابات، والمزاليج ضد عبث اللصوص.
كما كان المصريون القدماء يحملونها كتمائم واقية من الشر، إذ كانوا يعتقدون أن تلك الحشرة تجدد نفسها بنفسها، وقد وجدت فى قبور قدماء المصريين أعداد كبيرة من الجعران من الفاينس، وهو مادة سيراميكية لونها أخضر يميل إلى الأزرق ومكتوب عليها بالهيروغليفة إما للاستخدام كأختام أو لكتابة تعاويذ وطلاسم عليها.
والرسوم المنقوشة على الجعارين المزخرفة عديدة وتشمل الزخارف الزجزاجية والحلزونية، ورسوما أخرى تتضمن طلاسم واقية، كما تخفى أحيانا بعض الألغاز وصور الآلهة والملوك. وأحيانا تكون الرسوم عبارة عن مناظر حقيقية وحيوانات مقدسة.