الخميس 29 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كسوة الكعبة من الديباج الأبيض إلى الأسود المطرز بالذهب

كسوة الكعبة من الديباج الأبيض إلى الأسود المطرز بالذهب
كسوة الكعبة من الديباج الأبيض إلى الأسود المطرز بالذهب




كسوة الكعبة، التى ظلت تصنع لسنوات طويلة فى مصر حتى الستينات، توجد قطع منها ضمن معروضات متحف النسيج المصرى بشارع المعز، وعلى رأسها حزام من كسوة الكعبة مستطيل الشكل من الحرير الكحلي، بكتابات مطرزة

«ستارة باب التوبة» قطعة مستطيلة الشكل عليها زخارف نباتية وآيات قرآنية، وكتابات مطرزة بخيوط معدنية فضية بأسلوب السيرما نصها «بسم الله الرحمن الرحيم أمر بتجديد هذه الستائر الشريفة صاحب الجلالة فاروق الأول ملك مصر ابن فؤاد الأول ابن إسماعيل باشا ابن الحاج إبراهيم باشا - مصر - 1359هـ / 1940م»
الدكتور أشرف أبواليزيد مدير عام متحف النسيج المصرى، أوضح أن الاستقرار على الكسوة السوداء جاء فى القرن السابع الهجرى، فقد كانت الكسوة قبل ذلك يتغير لونها من عهد إلى آخر، ومنذ أن عاد إبراهيم عليه السلام ليرفع القواعد من البيت وابنه اسماعيل، كسا الكعبة المشرفة كما يذكر الطبرى.
وكشف مدير المتحف، أن تبع أسعد أبوكرب ملك حمير هو أول من ثبت تاريخياً بأنه جعل للكعبة بابا وكساها ثوباً من الأديم (الجلد) البنى الفاتح فى القرن الرابع الميلادى تقريبا، وتتحدث النوار بنت مالك أم زيد بن ثابت عن شكل كسوة الكعبة قبل بعثة الرسول فتقول: «رأيت قبل أن ألد زيدًا على الكعبة مطارف خز أخضر، وأصفر، وكرار، وأكسية من أكسية الأعراب وشِقاق شَعَر»، وقال عمر بن الحكم السلمي: «نظرتُ إلى البيت وعليه كسى شتى من وصائل (ثياب حمر مخططة) وأنطاع (جلود)، وكرار، وخز، ونمارق عراقية، كل هذا قد رأيته عليه»، وقد يكون ذلك بسبب أن بعض الأغنياء يهدون للكعبة أكسية تغطى بعضًا منها، فيوضع عليها أكثر من كساء، وعندما دخل الرسول مكة أبقى على كسوة قريش لها، حتى جاءت امرأة تطوف بالبيت وتبخّره فاحترقت كسوة قريش فكساها الرسول الثياب اليمانية المخططة بيضاء وحمراء، وألبس الخليفتان أبوبكر وعمر رضى الله عنهما الكعبة المشرفة القباطى، وهى أثواب بيضاء رقيقة تصنع فى مصر.
وأشار أشرف إلى أن الكعبة كساها عبدالله بن الزبير فى سنة 64هـ/683 م بالديباج الأحمر، وفى أيام الخلافة العباسية كُسيت باللون الأبيض، وفى سنة 200هـ/815 م قدم مكة حسين بن حسن الأفطسى الطالبى وملكها، وكسا الكعبة ثوبين رقيقين من حرير أحدهما أصفر، والآخر أبيض، ثم فى عهد المأمون سنة 206هـ/822م صار يكسوها ثلاث مرات فى السنة، الديباج الأحمر يوم التروية، والقباطى «أبيض رقيق» يوم هلال رجب، والديباج الأبيض يوم 27 رمضان، ولما تملك الفاطميون مكة ثبَّتوا الكسوة البيضاء.
وأكد أبواليزيد أنه فى سنة 456هـ/1064 م بعث ملك شاه سلطان السلاجقة كسوة لها وهى ديباج أصفر، وفى خلافة الفاطميين الذين كانت كسوتهم بيضاء، حج المؤرخ ناصر خسرو سنة442هـ/1051م ووصف الكسوة فى كتابه «سفر نامة» بقوله: «وَالكسوة التى تغطى بها الكعبة بيضاء»، وبعد سقوط الدولة الفاطمية كساها العباسيون الديباج الأبيض، أما الخليفة الناصر قبل سنة 614هـ / 1218 م كساها أول حكمه بالديباج الأخضر، ثم غيَّر الخليفة الناصر العباسى (ت622هـ/ 1225 م) كسوتها إلى الديباج الأسود وهو شعار العباسيين، وقد ثبت لونها الأسود منذ ذلك الحين إلى اليوم.