الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

السعودية توقف إمدادات %5 من النفط عالميا و«برنت» يشتعل ويسجل أعلى ارتفاع منذ حرب الخليج

السعودية توقف إمدادات %5 من النفط عالميا  و«برنت» يشتعل ويسجل أعلى ارتفاع منذ حرب الخليج
السعودية توقف إمدادات %5 من النفط عالميا و«برنت» يشتعل ويسجل أعلى ارتفاع منذ حرب الخليج




قفزت أسعار النفط، أمس إذ سجل خام برنت أكبر مكسب بالنسبة المئوية خلال يوم منذ بداية حرب الخليج فى عام 1991، بعدما أدى هجوم على منشأتى نفط فى السعودية إلى توقف إنتاج ما يعادل خمسة فى المائة من الإمدادات العالمية.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت ما يصل إلى 19.5% إلى 71.95 دولار للبرميل خلال تعاملات أمس فى أكبر مكسب منذ 14 يناير 1991.
وخلال تعاملات أمس قفزت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأمريكى الوسيط لما يصل إلى 15.5% إلى 63.34 دولار للبرميل وهو أكبر مكسب بالنسبة المئوية خلال يوم منذ 22 يونيو 1998.
وذكرت شركة أرامكو السعودية أن الهجمات خفضت إنتاج النفط بنحو 5.7 مليون برميل يوميا، ولم تقدم الشركة إطارا زمنيا لاستئناف الإنتاج بالكامل. وقال مصدر مطلع إن العودة إلى الطاقة الإنتاجية الكاملة قد تستغرق أسابيع.
وقال بنك جولدمان ساكس إن توقفا فى الإنتاج لمدة تتجاوز ستة أسابيع بسبب الهجوم بطائرات مسيرة على منشأتى نفط سعوديتين مطلع الأسبوع الحالى قد يجعل سعر خام برنت يتجاوز 75 دولارا للبرميل، رغم أن مدى تأثير الهجوم لم يتحدد بعد.
وعلى الصعيد المحلى قالت مصادر مسئولة بوزارة المالية إن القفزة التى تشهدها أسعار النفط عالميا سيكون لها تأثير محدود على الموازنة لعدة أسباب أهمها أن مصر موقعة على عقد تأمين ضد ارتفاع الأسعار لحماية الموازنة من التقلبات وثانيا لأن ارتفاع الاسعار هو ارتفاع مؤقت والتعاقدات تتم لفترة زمنية لا تقل عن 3 أشهر.
وتابعت المصادر فى تصريحات خاصة أن هناك بنكين يقومان بعملية التأمين على ارتفاع أسعار النفط ولدينا عدد كبير من الطلبات حاليا نستهدف زيادة التعاقدات لمزيد من تأمين الموازنة العامة للدولة.
وكان مجلس الوزراء قد وافق خلال مارس العام الماضى على قيام وزارتى المالية والبترول بالسير فى إجراءات التعاقد مع أحد أو بعض البنوك العالمية للتأمين ضد مخاطر ارتفاع أسعار البترول العالمية، وبالكميات والآليات المناسبة التى سيتم الاتفاق عليها.
وتقدمت 7 شركات وبنوك عالمية متخصصة فى التأمين ضد مخاطر ارتفاع أسعار البترول العالمية، لوزارة المالية بعروض لإجراء تلك الدراسات.
وبحسب المصادر فإن اللجنة ستقوم بتحديد الفترة والكمية المستوردة التى ستقوم التأمين عليها، والتى لو زاد السعر خلال تلك الفترة عنه، تقوم الشركة أو البنك بتغطية الفارق عن الكمية المحددة فى وقت سابق فى الشهر، حيث تعد وزارة البترول والثروة المعدنية دراسة حاليًا لتحديد الاحتياجات الفعلية من المنتجات البترولية وإعداد دراسات مالية تعتمد على الخبرة وقراءة السوق والوضع العالمى.
وقالت المصادرإن الحكومة تسعى إلى التأمين على أسعار النفط لمدة تتراوح ما بين عامين و3 أعوام، لحين استقرار السوق العالمية.
والتحوط ضد مخاطر ارتفاع أسعار النفط هى أداة تعاقدية بين أحد الأطراف وغالباً ما تكون بنوك وبين طرف آخر يستهلك الوقود بكميات كبيرة، ويهدف للتحوط من تقلبات أسعار الوقود المحتملة.
والعقد هو  مستقبلى بين البنك والمستهلك يتم فيه تحديد سعر ثابت للوقود إما من خلال عقد مقايضة أو عقود الخيارات، وإذا زاد سعر النفط عن المستوى المحدد فى عقد المقايضة يتحمل البنك التكلفة الإضافية، وإذا تراجع عن هذا السعر سيضطر المستهلك لدفع القيمة المحددة فى العقد والتى ستكون أعلى من سعر السوق.
فيما قالت وكالة موديز للتصنيف الائتمانى أمس إن هجمات الطائرات المسيرة على منشآت نفطية سعودية فى مطلع الأسبوع سيكون لها تأثير سلبى على التصنيف الائتمانى، وإن تعطل الإنتاج «كبير»، مضيفة أنها تتوقع تأثيرا محدودا على الأجل الطويل.
وقال ريحان أكبر نائب رئيس موديز «لا نتوقع أن يترك ذلك تأثيرا طويل الأجل على المركز المالى لأرامكو السعودية، نظرا لميزانيتها العمومية المتينة والاحتياطيات القوية لديها».
وتابع  «رغم ذلك، سلط هذا الحدث الضوء على الروابط الائتمانية بين الشركة والمملكة من حيث التركيز الجغرافي، والأكثر أهمية الانكشاف على المخاطر جيوسياسية».
وتحظى السعودية بتصنيف طويل الأجل من موديز عند «A1».
من جانبه قال وزير الطاقة الروسى ألكسندر نوفاك : إن هناك مخزونات عالمية كافية لتعويض إمدادات النفط التى فقدتها السعودية مؤقتا بفعل الهجمات على منشأتين نفطيتين لشركة أرامكو.
بينما قالت الحكومة الألمانية:  إن إمداداتها النفطية لم تتأثر بالهجمات على مصاف سعودية فى مطلع الأسبوع وإن أى قرار بالسحب من الاحتياطيات الاستراتيجية يجب أن يكون بالاشتراك مع أعضاء وكالة الطاقة الدولية.
وقالت متحدثة باسم الوزارة «نراقب الوضع عن كثب وإمدادات النفط فى ألمانيا غير متأثرة فى الوقت الحالى».
و«بناء على ما لدينا من معلومات وما تلقيناه من السعوديين، المصافى ستُغلق لعدة أيام أو ما يصل إلى أسبوعين ونفترض أنه لن يكون لهذا أثر مستمر على إمدادات النفط العالمية».
وأضافت «قرار السحب من احتياطيات النفط الاستراتيجية لتعويض اضطرابات الإمدادات العالمية يجب أن يتم اتخاذه على نحو مشترك مع أعضاء وكالة الطاقة الدولية وفى الوقت الراهن لا يخضع هذا الأمر للدراسة».
بينما ارتفعت العملات المرتبطة بسعر النفط أمس  بعد الهجوم على منشآت تكرير فى السعودية مما أدى لاضطراب إمدادات الخام العالمية بينما زاد الين اليابانى والفرنك السويسرى مع سعى المستثمرين القلقين إلى ملاذ آمن.. صعدت الكرونة النرويجية 0.7 % ثم استقرت عند 8.964 كرونة مقابل الدولار مرتفعة 0.3% فقط خلال الجلسة، كما زادت بنفس النسبة مقابل اليورو.
وزاد الدولار الكندى 0.2 % إلى 1.3259 دولار كندى للدولار الأمريكى وكذلك الروبل الروسى.