26 يونيو 2019 - 45 : 14
رئيس مجلس الإدارة
عبد الصادق الشوربجي
رئيس التحرير
احمد باشا

فى كسارة البندق باحتفالات الكريسماس وأعياد الميلاد

باليه أوبرا القاهرة عنوان الجودة والبهجة والانطلاق!

بدأت دار الأوبرا إحتفالات الكريسماس وأعياد الميلاد مبكرا، بتقديم الباليه الأشهر للموسيقار تشايكوفسكى «كسارة البندق» استمر الباليه ستة ايام متواصلة؛ يعد «كسارة البندق» من أهم الباليهات التى تقدم فى احتفالات الكريسماس وأعياد الميلاد فعادة ما يتم تقديمه بإعتباره الباليه الأكثر بهجة وإرتباطا بأحتفالات العام الجديد، «كسارة البندق» مبنى على حكاية اقتبسها الفرنسى إلكسندر دوما عن قصة «كسارة البندق وملك الفئران» لارنست هوفمان، يعتبر هذا الباليه من أواخر أعمال تشايكوفسكى بدأ تأليفه عام 1891 بتكليف من ناشره بعد أن قدم له التصميم المبدئى للرقصات الذى وضعه أحد أشهر مصممى الباليه ماريوس بتيبا واستكمله بعد ذلك تلميذه ليف إيفانوف، فى البداية لم يرحب تشايكوفسكى كثيرا بتلحين هذه القصة بسبب اعتمادها على أجواء طفولية خيالية وهو عكس ما قدمه فى موسيقاه ب»بحيرة البجع» و»الجمال النائم» لكنه بدأ ينجذب له تدريجيا حتى أتم العمل عام 1892 وقدم العرض الأول فى ديسمبر من نفس العام بمدينة سان بيترسبورج»



 

حكاية «كسارة البندق»

تدور قصة الباليه فى فصلين حول احتفال كبير بمنزل والد «كلارا» بمناسبة أعياد الميلاد حيث يقدم صديق العائلة «دورسلماير» العابا سحرية تجذب انتباه الموجودين بالحفل اطفالا وكبارا ويقوم بإهداء كلارا دمية على شكل كسارة البندق وتبدى كلارا إعجابها الشديد بالدمية لكن أخاها «فريتز» الذى يشعر بالغيرة يأخذها بقوة من بين يديها فتنكسر وتنحنى لتجمع أجزائها بينما دورسلماير يتولى إصلاحها ويعيدها مرة أخرى ينتهى الحفل وتذهب كلارا لتلقى نظرة على دميتها «كسارة البندق» لكنها فجأة ترى وجه دروسلماير ثم تشعر بأن الحجرة بكل محتويتها تزداد اتساعا فيتضاعف حجم الشجرة وتكبر الهدايا الموضوعة أمامها وتدب فيها الحياة وفجأة يظهر جيش من الفئران تهاجم كلارا وتدور معركة بين الدمى بقيادة كسارة البندق وجيش الفئران بقيادة ملكهم حتى تنتصر الدمى وتقوم دمية كسارة البندق بإهداء هذا الإنتصار إلى كلارا تتحول الحجرة إلى غابة جليدية ساحرة وسرعان ما تتحول دمية كسارة البندق إلى أمير شاب يصطحب كلارا التى تحولت بدورها إلى فتاة جميلة فى رحلة الأحلام ويرقصان فى سعادة.

 

باليه أوبرا القاهرة

أصبح فريق باليه أوبرا القاهرة عنوانا للجودة والبهجة والحرية والإنطلاق حرية الحركة والسياحة فيها فترى الراقصون يجوبون المسرح بخفة ورشاقة وإنطلاق قدم الفريق الثانى البديل للفريق الأساسى باليه «كسارة البندق» بجودة فنية عالية سواء فى الرقصات الفردية أو الثنائية أو الجماعية جودة لا تفرقهم كثيرا عن فرق الباليه العالمية فكان للجميع بخلاف ابطال العرض حضورا بالغا على خشبة المسرح الكبير حضور أمتع الجمهور وسيطر على سمعه وبصره ووجدانه لم تفتر خفة حركة الراقصين لحظة واحدة على مدار فصلى الباليه تمتعوا جميعا بطاقة فنية كبيرة وجدية فى الأداء الحركى على انغام موسيقى تشايكوفسكى ففى كل مشهد يزداد الراقصون إحساسا بالموسيقى ودقة فى اتباعها وكأنهم استبدلوا موقعهم بالآت الأوركسترا وأصبحت هى المتحركة على خشبة المسرح؛ هكذا كانوا جميعا على اختلافهم من شباب وكبار ومجاميع وأطفال.

 

عالم السحر والخيال

انتقل الجمهور مع فريق الباليه وصناع هذا العمل المبهر بصريا وحركيا إلى عالم سحرى خيالى طاف بهم فى أركان هذا العالم الذى تحول إلى أجواء أشبه بأساطير «ألف ليلة وليلة»، كى يكشفوا لغز الدمية التى حيرت صاحبتها كلارا وفى هذه الجولة السحرية اتقن مصمم الإضاءة ياسر شعلان والديكور محمد الغرباوى والملابس صناعة صورة تشكيلية بديعة ساهموا فى إكتمال حالة الحلم التى انسحب معها وإليها الجمهور فكما عاشت بطلة العرض حلما جميلا استطاع صناعه إضفاء المزيد من التعايش فى هذا الحلم الجميل فمنذ الدقيقة الأولى فى العمل وحتى نهايته سوف تدخل وتعيش أجواء حلم كلارا مع دميتها الجميلة «كسارة البندق».

 

تشايكوفكسى

بدأ تشايكوفسكى محاولاته الأولى فى التأليف فى سن الرابعة عشر عندما توفت والدته التى ارتبط بها كثيرا فوجد فى الموسيقى سلواه كان مولع بالموسيقى الكلاسيكية والرومانتيكية الأوروبية وخاصة أعمال موتسارت وفيردى والتى كانت سببا فى رفض مجموعة المؤلفين القوميين الروس أو من يطلق عليهم «الخمسة العظماء» وعلى رأسهم بالاكيريف انضمامه إليهم بالرغم من تأثره بهم على إعتبار أن مؤلفاته أقرب إلى المؤلفات الأوروبية منها إلى المؤلفات الروسية، وهو مؤلف روسى قومى استطاع أن يمزج تراثه الموسيقى الروسى بتأثيرات الموسيقى الأوربية ليشكل طابعه الشخصى المميز لأعماله، كتب عددا كبيرا من الأعمال الموسيقية الخالدة تشمل سبع سيمفونيات أشهرها السمفونية السادسة العاطفية عام 1893 ومجموعة من مؤلفات الكونشيرتو للبيانو والفيولينه وثمانى أوبرات رأى أن أفضلها يوجين أونيجين عام 1879 وكذلك افتتاحيته الشهيرة من «روميو وجوليت» وتعد أعماله لموسيقى الباليه من اشهر مؤلفاته وأكثرها رواجا وخاصة باليهات «بحيرة البجع 1877، الجمال النائم 1890، وكسارة البندق من 1891 إلى 1892» من تعليق الدكتورة رشا طموم فى الكتيب المصاحب للعرض.