الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

السيناريو العسكرى جاهز لمواجهة سد النهضة




 وسط أجواء متوترة للغاية واصلت اللجنة الدولية لتقييم الآثار المترتبة على بناء سد النهضة الإثيوبى اجتماعاتها بأديس أبابا فى محاولة لإيجاد حلول لعدد من المخاوف التى رصدها أعضاؤها بعد زيارة لموقع السد على النيل الأزرق استمرت عدة ساعات.  فى غضون ذلك تلقت مصر عدة عروض دولية وافريقية على مدار اليومين الماضيين للتدخل بوساطة لحل الأزمة مع إثيوبيا، لم تبت مصر فيها بعد، بينما هناك اتجاه لقبول وساطة جامعة الدول العربية أو منظمة الاتحاد الافريقى وفقا لما أكدته مصادر بالملف.
 وذكرت المصادر التى شاركت فى اجتماعات  اللجنة أن أبرز الملاحظات التى أبداها خبراء اللجنة تعلقت بسعة السد والبالغة 74 مليار متر مكعب، التى تضر بحصتى مصر والسودان الأمر الذى سيكبد الفلاحين فى البلدين معاناة شديدة فى الحصول على المياه الكافية لرى زراعاتهم.
 الملاحظات تضمنت أيضا تأثير الملء الأول على الفقد فى المياه، وعلى عملية الاطماء بما ينعكس سلبا على نوعية المياه الواردة من النهر، وأشار المصدر إلى أن خبراء اللجنة ساندوا موقف دول المصب «مصر والسودان» وأبدوا تحفظهم الشديد على الجانب الاثيوبي.
 فى السياق ذاته وصل إلى القاهرة وزير الكهرباء السودانى أسامة عبدالله محمد الحسن فى زيارة استغرقت يوما واحدا استهدف خلالها تنسيق موقف واحد وتحرك مصرى - سودانى مشترك رداً على التحرك الإثيوبى بتحويل مجرى النهر.
داخليا ناقش مجلس الوزراء فى اجتماعه أمس التحرك الإثيوبى وأكد المجلس فى نهاية الاجتماع ضرورة انتظار نتائج أعمال اللجنة الثلاثية، مشددا على رفض مصر المبدئى لأى اجراءات من شأنها التأثير سلبا على التدفقات المائية الحالية، وأكد المجلس أن هناك سيناريوهات جاهزة للتعامل مع جميع الاحتمالات المتوقعة والتى سيسفر عنها تقرير اللجنة النهائي.  من جانبها تعقد لجنة الشئون الافريقية بمجلس الشورى اجتماعا عاجلا يوم الأحد المقبل لمناقشة تداعيات بناء السد الاثيوبي، ومن المقرر أن تدعو اللجنة ممثلين عن جهاز المخابرات العامة ووزارة الخارجية لحضور الجلسة، على أن يشارك فى الاجتماع أيضا لجان الزراعة والعربية والدفاع والأمن القومي.  إلى هذا نفت مصادر كنسية ما تردد بشأن طلب الرئاسة تدخل البابا تواضروس بطريرك الكرازة المرقسية فى الأزمة موضحة أن البابا فى زيارة حاليا للنمسا ولم يتلق أى طلب رسمى للمشاركة فى حل الأزمة.
 بدوره اتهم د.أيمن فايد المستشار الإعلامى لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الرئيس مرسى وجماعة الإخوان بتعمد تجاهل التحرك الإثيوبي، بهدف ادخال مصر فى حرب مياه تؤدى فى النهاية إلى تقسيم البلاد، فيما دعت الجماعة الإسلامية فى بيان لها إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية للوصول إلى الصورة التى تحفظ حق مصر فى مياه النيل.
 من جهته علق د.محمد البرادعى منسق جبهة الانقاذ على الأزمة عبر حسابه على موقع تويتر قائلا: إن أزمات سيناء واثيوبيا أزمات مزمنة قد تنتهى بكوارث، مشيرا إلى أن هناك غياباً للحقيقة وبالتالى لا نعرف البدائل المتاحة لدى السلطة، وتابع: ثم يتساءلون لماذا يتمرد المصريون؟!
فى المقابل أكد مركز ستراتفور الأمريكى للدراسات الاستراتيجية والأمنية أن المشروع الإثيوبى يمثل خطرا داهما على مصر خاصة فى ظل توقعات بانخفاض منسوب النهر بنسبة 25٪ مع التغيرات المناخية.
من جانبه قال السيد حزين رئيس لجنة الزراعة والرى بمجلس الشورى إن قضية المياه خط احمر لمصر وأنه لايمكن استبعاد الحل العسكرى شرط أن يكون آخر الحلول.