السبت 5 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«إعلان القاهرة».. شرارة انطلاق الدعوات الدولية لحل الأزمة الليبية

جاء إعلان القاهرة الذى أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسى لحل الأزمة الليبية بمثابة شرارة لانطلاق الدعوات الدولية لاستئناف الحوار فى ليبيا والتمسك بالحل السياسى بعيدًا عن القتال، على ضوء إعلان الأمم المتحدة انعقاد الجلسة الثالثة للمحادثات الليبية العسكرية المشتركة، بين وفدى حكومة الوفاق والجيش الليبى.



 

وأكدت كل من مصر والإمارات أن «الحل السياسى هو الوحيد المقبول فى ليبيا»، مطالبتين بوقف العمليات العسكرية واستئناف الحوار برعاية أممية»، كما حذرتا من «جماعات مسلحة مدعومة من الخارج تهدد المدنيين فى سرت الليبية»

 

وأعرب وزير الخارجية سامح شكرى، ونظيره الإماراتى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان،خلال اتصال هاتفى، عن قلقهما من التطورات التى تشهدها ليبيا الشقيقة بسبب استمرار القتال، الذى يهدد ويقوض أمن واستقرار المنطقة.

 

كما عبرا عن إدانتهما الشديدة «لتعريض حياة المدنيين الأبرياء للخطر من قبل جماعات مسلحة مدعومة من قوى خارجية، وعلى وجه الخصوص حول مدينة سرت وجوارها».

 

فيما أكد رئيس مجلس النواب الليبى المستشار عقيلة صالح، أن المبادرة التى أطلقت من القاهرة ليبية بامتياز وتمثل الحل السياسى للأزمة الليبية، كما تستند إلى الإعلان الدستورى ومخرجات مؤتمر برلين، مضيفًا أن إطلاق المبادرة يسعى للتوصل إلى حل سياسى دون تهميش أو إقصاء لأحد.

 

وألقت الولايات المتحدة بثقلها الدبلوماسى فى مساعى وقف إطلاق النار فى لبيبا، من خلال دعم المبادرة المصرية لحل الأزمة الليبية ودعوة الأطراف إلى إنهاء القتال بشكل فورى.

 

ويمثل اتصال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب،  مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، أحدث وأقوى تأييد للمباردة المصرية الرامية إلى إنهاء الصراع فى ليبيا.

 

وخلال الاتصال، رحب ترامب بـ»الجهود المصرية» لتحقيق التسوية السياسية اللازمة لإنهاء أعمال العنف فى ليبيا، من خلال دعم وقف إطلاق النار هناك، وتفعيل إرادة الشعب الليبى فى تحقيق الأمن والاستقرار لبلاده.

 

وجاء ذلك بالتزامن مع إعلان وزارة الخارجية الأمريكية، عن اتصال هاتفى أجراه بومبيو مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، لبحث خطوات إنهاء النزاع فى ليبيا، والدفع باتجاه حل سياسى عبر المفاوضات.

 

وفى وقت سابق طالب وزير الخارجية الأمريكى فى مؤتمر صحفى، بـ«الوقف الفورى» لإطلاق النار فى ليبيا، داعيا إلى إنهاء كل التدخلات الخارجية فى ليبيا والعودة لطاولة المفاوضات. 

 

ورحب بومبيو باستئناف المحادثات التى تقودها الأمم المتحدة بين الأطراف المتحاربة فى ليبيا، قائلا: «موافقة الجيش الوطن الليبى، وحكومة السراج المنتهية الصلاحية على العودة إلى محادثات الأمم المتحدة الخاصة بالأمن، خطوة أولى جيدة وإيجابية جدا».

 

وتابع: «مطلوب الآن بدء مفاوضات سريعة تجرى بحسن نية لتطبيق وقف إطلاق النار، واستئناف المحادثات السياسية الليبية التى تقودها الأمم المتحدة».

 

كما كرر تأكيده على ضرورة وقف التدخل الأجنبى فى ليبيا، بالقول: «حان الوقت.. لجميع الليبيين وجميع الأطراف للعمل، كى لا تتمكن روسيا أو أى دولة أخرى من التدخل فى سيادة ليبيا من أجل أهدافها الخاصة».

 

وتأتى التحركات الأمريكية بعد أيام من إعلان الرئيس المصرى  مبادرة شاملة لحل الأزمة الليبية عرفت بـ»إعلان القاهرة»، وذلك بحضور قائد الجيش الليبى المشير خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح.

 

وقال السيسى إن «المبادرة تدعو إلى وقف إطلاق النار  اعتبارا من الاثنين 8 يونيو، وإلزام الجهات الأجنبية بإخراج المرتزقة وتفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها، بجانب استكمال مسار اللجنة العسكرية 5+5 فى جنيف».

 

كما تهدف المبادرة التى أطلق عليها «إعلان القاهرة»، إلى ضمان تمثيل عادل لجميع أقاليم ليبيا الثلاث، فى مجلس رئاسى ينتخبه الشعب تحت إشراف الأمم المتحدة، للمرة الأولى فى تاريخ البلاد.

 

أكد المستشار عقيلة صالح، رئيس البرلمان الليبى، أن رفض مبادرة القاهرة لحل الأزمة الليبية، سيؤدى إلى استمرار المعارك العسكرية، وذلك وفق العربية الحدث. 

 

ونبه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين نظيره التركى رجب طيب أردوغان، فى اتصال هاتفي، إلى ضرورة وقف إطلاق النار فى ليبيا فى أقرب وقت ممكن واستئناف الحوار بين الفرقاء الليبيين.

 

وذكر الكرملين فى بيان له، أن الرئيس بوتين بحث مع أردوغان الوضع فى ليبيا، حيث أعرب عن قلقه حيال الاشتباكات المسلحة التى أسفرت عن سقوط ضحايا كثيرين وتسببت فى خسائر فادحة فى ليبيا.

 

وأكد بوتين ضرورة استئناف الحوار بين الفرقاء الليبيين بناء على قرارات مؤتمر برلين الدولى الذى عُقد فى 19 يناير والذى صادق عليه مجلس الأمن الدولى فى القرار رقم 2510 وبناء على المبادرات الأخرى الرامية إلى التسوية السياسية والدبلوماسية للصراع.

 

وإلى جانب التركيز على الحاجة إلى فرض وقف دائم لإطلاق النار فى ليبيا فى أقرب فرصة ودون شروط مسبقة، يشدد قرار مجلس الأمن الدولى رقم 2510 على الالتزام بسيادة واستقلال وسلامة ووحدة الأراضى الليبية.

 

كما رأى «صالح» أن رفض المبادرة سيؤدى إلى استمرار المعارك العسكرية، معربًا عن أمله بقبول الحل السياسى لتجنب ويلات الحروب والتدخل فى الشأن الليبى.

 

كمل أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا، عن انعقاد الجلسة الثالثة للمحادثات الليبية.