السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عرض بـ20 مليون دولار ويؤرخ لبداية انطلاق الفنان

بورتريه نادر لـ«رامبرانت» يتألق فى مزاد بلندن

مع بداية موسم مزادات أعمال فنانى عصر النهضة والباروك فى أوروبا فى يوليو القادم، تتنافس دور المزادات الشهيرة على الكشف عن اللوحات التى تتصدر كتالوجات البيع لديها، ومنها دار «سوثبى» التى تعرض لوحة نادرة للرسام الهولندى الشهير «رامبرانت» الشهر الجارى فى مزاد بلندن والتى يتوقع أن تحقق سعرًا كبيرًا يتجاوز 20 مليون دولار.



اللوحة المعروضة  فى مزاد يقام عبر الإنترنت يوم 28 يوليو هى برتوريه شخصى للرسام مقاسها صغير لا تتجاوز أبعادها 16 * 21 سم، تصور الفنان فى شبابه مرتديًا ياقة بيضاء فخمة ويعتمر قبعة سوداء.

وتكمن أهمية اللوحة فى أنها آخر لوحة شخصية للرسام مملوكة لأشخاص تعرض للبيع من ثلاث لوحات، حيث باعت دار سوثبى فى لندن واحدة فى عام 2003، والأخرى تمت إعارتها  لمعرض اسكتلندا الوطنى.

رسم رامبرانت (1606 – 1669) اللوحة فى مرحلة مبكرة من مشواره الفنى نهاية عام 1632، عندما كان شابًا يبلغ من العمر 26 عامًا يبدأ مشواره الفنى فى مدينة أمستردام ويتمتع بزخم بداية تدفق الشهرة والثروة.

ويقدر مؤرخو الفن أنه رسم البورتريه فى نفس العام الذى اتم فيه لوحته الأشهر «درس التشريح للدكتور نيكولاس تولب» التى أبدعها بتكليف من رابطة أطباء هولندا وهو ما يكسب اللوحة أهمية مضاعفة. . ويعتقد أن اللوحة بمثابة صورة لبطاقة التعريف بالفنان الذى كان فى بداية تألقه الفنى، خاصة أن حجمها صغير ويروج البعض لفكرة أخرى مثيرة للفضول هى أنه ابتكرها لإثارة إعجاب أقارب زوجته المستقبلية، أساسكيا فان أولينبرج» وكانوا من علية القوم حيث كان والدها محاميًا شهيرًا.. رامبرانت فان راين،  من أهم الرسامين الهولنديين وقد عاش فى القرن السابع عشر الميلادى، حيث ولد منتصف يوليو عام 1606 بمدينة «ليدن» الهولندية وانتقل عام 1631 لمدينة أمستردام التى كانت حاضرة الازدهار الفنى والثقافى والاجتماعى فى هولندا وأوروبا فى العصور الوسطى, ويعد من رواد الفن التشكيلى فى العصر الذهبى للفن الأوروبى.

قدم الفنان طوال تاريخه الفنى مجموعة ثمينة من اللوحات تقدر بنحو 600 لوحة علاوة على الاسكتشات ومن أشهر أعماله لوحة «دورية الليل» و «عودة الابن الضال» وعشاء عند آموس» ولوحة «درس التشريح للدكتور نيكولاس تولب».   

ويعد «رامبرانت» من أبرز فنانى البورتريه فى العالم وكانت ريشته موهوبة فى سبر أغوار النفس البشرية عبر الوجوه المرسومة ومهارته فى توظيف الضوء فى لوحاته عبر توزيع كتل الظلال والنور وتسليط الضوء على موضوع اللوحة بينما يكتنف باقى اللوحة عتمة أو ظلال.

وهو من أكثر الفنانين الذين رسموا أنفسهم, حيث رسم بورتريهات شخصية لخمس مراحل من حياته كانت أكثرها مفعمة بالحياة والشعور بالسعادة. وتشير دار المزادات إلى أن الرسام ابدع نحو 80 صورة بورتريه لنفسه من عمر 22 عامًا إلى 63 عامًا. 

وما يضاعف أهمية اللوحة كما يقول «جورج جوردون»، الخبير فى فن عظماء الفن التشكيلى بدار  «سوثبى»،  أن معظم أعماله موجودة بين جدران المتاحف العالمية ونادرًا ما يظهر عمل له فى سوق الفن أو يملكه أشخاص. وآخر لوحة بيعت له فى مزاد كانت عام 2003 حينما حققت رقمًا قياسيًا بلغ وقتها 11 مليون دولار.

وقد ظلت اللوحة مختفية لمدة طويلة، حيث كان أول ظهور لها فى العصر الحديث عام 1970 عندما اشتراها جامع تحف فرنسى فى مزاد بلندن بمبلغ 650 جنيهًا إسترلينيًا. 

وحينها لم تكن دارمزادات سوثبى متيقنة أن اللوحة حقيقية، والطريف أنها صنفتها على أنها «رامبرانت» فقط وهو ما يعنى فى لغة سوق الفن أنها قد تكون تقليد لأسلوبه الفنى.