هل تعود أزمة «كورونا» إلى المربع «صفر»؟

محمود جودة وإبراهيم المنشاوى
الفيروس يقرر عزل بريطانيا ويعطّل خطوط الطيران
حالة من القلق، تعيشها سلطات الدول، خاصة مع اكتشاف ظهور سلالة جديدة من فيروس «كورونا»، فى بريطانيا، واكتشاف حالات فى ألمانيا، التى تنفرد بسرعة الانتشار الذى قد يصل لـ 70%، فضلا عن أنها تسببت فى تسجيل أكثر من 500 وفاة و35 ألف إصابة فى يوم واحد فقط. وفرضت السلالة الجديدة على «بريطانيا» حالة من العزلة الدولية، حيث قطعت «فرنسا ألمانيا إيطاليا هولندا النمسا سويسرا أيرلندا بلجيكا كندا السعودية الكويت الهند» روابط السفر معه، مع التحذيرات التى أصدرها رئيس وزراء بريطانيا من أن السلالة الجديدة شديدة العدوى من الفيروس، وتمثل خطرًا على بلاده.
ولا شك أن هذا يتطلب التزامًا كبيرًا من المواطنين بالإجراءات الاحترازية، ومراعاة التباعد الاجتماعى، وارتداء الكمامات، فضلًا عن اتخاذ إجراءات دولية ومحلية أكثر صرامة، وأبرزها ما ذهبت إليه بعض الدول عبر تعليق جميع الرحلات الجوية، ومن بين تلك الدول ما أصدرته الهيئة العامة للطيران المدنى السعودى، تعليق جميع الرحلات الجوية الدولية المغادرة والقادمة من وإلى السعودية ابتداءً من أمس ولمدة أسبوع قابل للتمديد.
سباق دولى للحصول على اللقاحات.. من ينتصر؟
قد تعزز هذه السلالة الطلب على اللقاحات التى تم اكتشافها، خاصة لقاحى «فايزر بايونتك» الذى بلغت فاعليته 95%، لكن بعض العلماء سلطوا الضوء على بعض العيوب المتعلقة بـ«فايزر»، حيث يجب أن يخزن بدرجة 70 مئوية تحت الصفر، ويمكن تخزينه فى الثلاجات لمدة 5 أيام فقط، ما يمثل صعوبة على بعض الدول فى طريقة تخزينه عند الدرجة المطلوبة، ويبلغ سعر اللقاح نحو 20 دولارًا للحقنة الواحدة.
هذا ما دفع إلى تطوير شركة «موديرنا»، بالتعاون مع معاهد الصحة الوطنية الأمريكية، لقاحًا يتكون من قطع صغيرة من الحمض النووى الريبى «mRNA» تحفز جسم الإنسان على إنتاج البروتين الموجود على سطح فيروس كورونا المستجد، عبر حقن جزء من شفرة الفيروس الجينية فى الجسم، ويبدأ اللقاح عندئذ بإنتاج بروتينات فيروسية وليس الفيروس بكامله، ويتعرف عليها الجهاز المناعى بعد ذلك، ليبدأ فى إنتاج الأجسام المضادة كما لو كان الشخص مريضًا بالفعل. وهناك أيضا لقاح «أسترازينيكا»، حيث يعتبر لقاحاً مطورًا لفعاليته وأمانه وقوته، كما أنه لا يحتاج إلى تبريد مُكلف مثل اللقاحات الأخرى.
«مصر»: السلالة موجودة منذ فترة طويلة وتحت الملاحظة
وفى مصر، أعلن الدكتور محمد النادى، عضو اللجنة العلمية لمواجهة كورونا بوزارة الصحة، أن السلالة الجديدة للفيروس، موجودة منذ فترة طويلة، وتنتشر فى إفريقيا ويرجح احتمالية وجودها فى مصر، لأنها سريعة الانتشار، خاصة أن الدولة حذرت منذ فترة من شدة الفيروس انتشارًا، وليس على مستوى الخطورة.
وأكد عضو اللجنة العلمية لمواجهة كورونا بوزارة الصحة، أن اللجنة لم تجر أى دراسات جينية، لكن الأمر قيد الملاحظة، وليس الدراسة، وتتم مراقبة المرضى وأقاربهم فى نفس المكان، وتعتبر سرعة الانتشار مؤشرًا دالًا على وجود السلالة فى مصر.