«النوادر والزيادات».. تلخيص الفقه المالكى حتى القرن الرابع الهجرى
روزاليوسف اليومية
نعرض اليوم لأحد أهم كتب الفقه الإسلامى الموسوعية وهو كتاب «النوادر والزيادات» ويعتبر بمثابة تلخيص للكتب الفقهية المهمة للمذهب المالكى حتى القرن الرابع الهجري فهو ذروة الفقه المالكى وهو من تأليف ابن أبى زيد القيروانى فقد استوفى فيه ابن أبى زيد النقل عن الإمام مالك، وفقهاء المذهب، فجمع ما فى الأمهات من المسائل،
والخلاف، والأقوال، فاشتمل على جميع أقوال المذهب وفروع الأمهات كلها، ففاق المدونة حجماً، لاستناده على مراجع أوسع منها، وتناول بذلك جميع المسائل الفقهية، إضافة إلى الفقه المقارن داخل المذهب، وبعضا من الأخبار والسير، ووصف أحداث مما كان متعارفاً فى عهد الإسلام الأول، والكتاب يحوى 83 كتابا؛ يبتدئ بكتاب الطهارة،
وينتهى بكتاب المرتدين، وتحت كل باب عدة فصول، ويعد الكتاب المرجع الأهم عن مصادر الفقه المالكى المتمثلة فى مختصرات فقهية منتظمة، ومجاميع ومسائل، ومعالجات لمشكلات فقهية منتظمة، مع مراعاة الاختلاف فى الفروع، فقد نقل عنه كل من ألف فى المذهب المالكي.
وقد قال ابن خلدون فى مقدمة تاريخه: جمع ابن أبى زيد جميع ما فى الأمهات من المسائل والخلاف والأقوال فى كتاب النوادر، فاشتمل عين جميع أقوال المذاهب، وفرع الأمهات كلها فى هذا الكتاب، وقد أوضح ابن ابى زيد منهجه فى مقدمة الكتاب، مبيناً أنه عمل على جمع المادة الفقهية من مختلف الدواوين المتقدمة، مثل الموازية لابن المواز،
والعتبية أو المستخرجة للعتبي، والواضحة لابن حبيب، وكذا تآليف ابن عبدوس وابن سحنون، فاستخرج ذلك منها، وجمعه باختصار من اللفظ فى طلب المعنى، وعمل على تقصى أغلب المسائل الفقهية، وبسطها، مع تجنب تكرارها، كما اجتهد فى الاستدلال للمسائل بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، فكان بذلك كما يقول: «كتابا جامعا لما افترق فى هذه الدواوين من الفوائد، وغرائب المسائل، وزيادات المعانى على ما فى المدونة، وليكون لمن جمعه مع المدونة، أو مع مختصرها مقنع بهما، وغنى بالاقتصار عليهما».
أما مؤلفه أبو زيد القيروانى فهو عبد الله (أبو محمد) بن عبدالرحمن (أبى زيد) القيروانى فقيه، مفسر، من أعلام المذهب المالكى ولد بمدينة القيروان بتونس عام 922 م، يعتبر «ابن أبى زيد القيرواني» هو جامع علم مالك وفتاواه حتى سمى «مالك الصغير»، وعليه يقول «المالكية» فى كتبهم: ولو لم يؤلف إلا كتابه العظيم «النوادر والزيادات» الذى جمع كل فتاوى مالك ومسائله مما لم يرد فى الموطأ أو المدونة لكفاه، ويوازيه فى هذه المنزلة «البيهقي» عند الشافعية فهو جامع علم الشافعى وفتاواه.
من تصانيفه: كتاب الرسالة الذى قيل أنه قد ألفه وهو ابن سبعة عشر عاما، كتاب «إعجاز القرآن»، والتفسير، كتاب النهى عن الجدال، كتاب «من تحرك عند القراءة»، كتاب «الثقة بالله والتوكل على الله»، وَرسَالته فِى الرَّدِّ عَلَى القَدَريَّةِ، وَرِسَالته فِى التَّوحيدِ.