الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«منشأة اليوسفى».. رمضان بـ«نكهة زمان»

لم تستسلم قرية منشأة اليوسفى، التابعة لمركز بنى مزار، بمحافظة المنيا، لموجة الغلاء الفاحش، واشتعال أسعار السلع والمنتجات، ومنها «زينة رمضان»، حيث إن الكثير من أرباب الأسر قرر الاستغناء عن الرفاهيات وانهمك فى توفير المواد الأساسية لاستقبال شهر رمضان الكريم، ليقرر أبناء البلدة والأغلبية منها، العودة فجأة إلى أجواء زمان، ولعلها مطلع التسعينيات، حيث زينة رمضان الورقية، لتغطى وتملأ الشوارع.



فمبجرد أن تتجول فى تلك القرية، وتتفقد شوارعها تشعر براحة نفسية كبيرة، وتتذكر لحظات وأيام بات يترحم عليها الجميع، حيث قبل بدء شهر رمضان بنحو أسبوع أو عشرة أيام على الأقل، واجتمع الصغار والكبار فى كل شارع، وأخذوا فى تجهيز زينة رمضان «الورقية»، فهذا يتولى إحضار القصاصات الورقية، وذاك يتولى توفير الخيط، وآخر يحمل على عاتقه مسئولية توفير الـ»عجين».

وبدأ السباق يشتد، حيث شرع كل فريق أو بالمعنى الأدق كل شارع فى التجويد وعمل أفضل الأشكال من الزينة والفوانيس الورقية، إلا أن هناك البعض لجأ إلى شراء زينة رمضان الـ»جاهزة»، والفوانيس الصاج، وهذه لم تكن متنشرة كثيرة، نظرًا لارتفاع أسعارها.

فى حين قام الكثير بتصميم فوانيس من الخشب أو «جريد النخل»، وغلّفه بالورق الملون ووضع داخله لمبة لُتزيّن الشارع، كل هذا حدث دون كلل أو ملل من أبناء البلدة، فهى تلك العادات والأجواء التى اعتداوها فى الصغر، وأجبرتهم الظروف المعيشية والغلاء على العودة إليها مجددًا.

الأجواء الرمضانية فى تلك البلدة لم تقتصر على الزينة الرمضانية الورقية فحسب، بل تجد الأطفال ينتشرون فى شوارعها ويجتمعون من بعد صلاة العصر، فهذا يلهو، وذاك يقرأ القرآن، وثالث يترقب موعد أذان المغرب للإفطار، علاوة على أن الطرقات يشغلها بائعى «الفول والطعمية»، و»الكنافة» وأيضًا «القطايف».

يقول محمود حسنى، حاصل على بكالوريوس تجارة: من أبناء قرية «منشأة اليوسفى»: إن أجواء رمضان هذا العام مختلفة تمامًا، حيث تذكرنا بـ»زمان» وأجوائه، حيث الحب والتعاون بين الجميع، هرولة الكبير والصغير إلى المسجد فى كل فرض، خاصة أن التراويح تجد المساجد ممتلئة على بكرة أبيها.

ويضيف محمد فتحى، دبلوم، من أبناء القرية: «مش كل الناس عاملة زينة ورق، فيه ناس تانية معاها فلوس اشترتها جاهزة»، منوهًا إلى أن تلك البلدة تشهد على مدار الشهر جمع التبرعات لمساعدة الأيتام والفقراء والمجتاجين، وتنظيم مسابقات لحفظة القرآن الكريم، والجلوس فى المساجد لتلاوة القرآن من بعد صلاة العصر.