الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مجمع الصناعات للكيماويات.. طـفرة تنموية للوصول العالمية

الرئيس يفتتح مصنعى الغازات الطبية والصناعية ومحطة توليد الطاقة الثلاثية بـ«أبورواش»

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، افتتاح مصنعى الغازات الطبية والصناعية ومحطة توليد الطاقة الثلاثية بمجمع الصناعات الكيماوية بمنطقة «أبو رواش» فى محافظة الجيزة، وذلك فى حضور الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول محمد زكى، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة، حيث بدأ الافتتاح بتلاوة آيات من الذكر الحكيم للقارئ الشيخ «أيمن عقل».



من جانبه أكد اللواء أ.ح. وليد حسين أبوالمجد، مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، أن شركة النصر للكيماويات تعد ركيزة مصر الأساسية لخدمة القطاعات الصناعية والزراعية والطبية، اعتمادًا على الكفاءات والخبرات الوطنية فى واحدة من أكبر وأقدم شركات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية.

وقال أبوالمجد، خلال الافتتاح: «إنه خلال خمسين عامًا لم تتوقف خلالها تروس مصانعنا عن العمل»، مشيرًا إلى أن شركة النصر تأسست عام 1972 وواصلت دورها الريادى عبر نهج تنموى مثالى يحقق النقلة النوعية كنموذج للاقتصاد الإبداعى، وخاصة منذ تولى الرئيس السيسى المسئولية فى عام 2014، مضيفًا: «أنه بموجب رؤية مصر الاستراتيجية عام 2030 تمكنت الشركة من تدشين 13 مصنعًا جديدًا داخل مجمعاتها الصناعية العملاقة فى مناطق أبورواش والفيوم والسخنة».

وأوضح مدير مشروعات الخدمة الوطنية، أن تعداد مصانع شركة النصر للكيماويات الوسيطة ارتفع خلال ثمانى سنوات من 26 إلى 39 مصنعًا متخصصًا فى الصناعات الكيماوية والأسمدة الفوسفاتية، تمكنت من تأمين حياة المصريين والوفاء باحتياجات السوق المصرية من الكلور ومشتقاته لتوفير مياه شرب صحية وآمنة بكل أنحاء الجمهورية والأسمدة الفوسفاتية بتعظيم قيمة خام الفوسفات، بالإضافة إلى الغازات الطبية والصناعية وتصدير فائض الإنتاج إلى دول العالم المختلفة.

عقب ذلك، عرض فيلم تسجيلى بعنوان «أمل جديد» استعرض الطفرة التنموية للمشروعات الصناعية الجديدة، ومنها المجمع الصناعى المصرى الذى تمكن من إنشاء عشرات القلاع الإنتاجية ومن بينها صروح شركات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، تتقدمها شركة النصر للكيماويات الوسيطة بمنتجاتها التى أمنت المتطلبات الزراعية والصناعية والطبية فى مناطق أبورواش والفيوم والعين السخنة، ليزداد تعداد المصانع فى السنوات الثمانى الماضية إلى 39 مصنعًا نجحت فى توفير الأسمدة بأنواعها، والكلور بمشتقاته، والشبة السائلة والصلبة، والغازات الصناعية والطبية، ومبيدات مقاومة الآفات الزراعية، ومبيدات الصحة العامة والأيروسولات والكمامات والمطهرات. 

ونوه الفيلم التسجيلى، إلى أن تلك الصروح الصناعية الضخمة وفرت ما يزيد على 6 آلاف فرصة عمل وصدرت منتجاتها إلى نحو 55 دولة عربية وأجنبية، وفى ظل توجيهات القيادة السياسية لتأمين الاحتياجات من الأكسجين الطبى المسال، افتتحت الشركة عام 2019 مصنع الغازات الطبية والصناعية رقم 3، وإنشاء مصنعين جديدين لإنتاج الأكسجين والنيتروجين والأرجون بطاقة يومية/ 200 طن ليصبح إجمالى الإنتاج من الأوكسجين المسال 340 طنًا يوميًا، ومن الأرجون المسال ألف طن سنويًا، ومن النيتروجين 43 ألف طن سنويًا، ما أسهم فى تلبية احتياجات أكثر من 280 مستشفى، كما شهد فرع أبورواش افتتاح مصنع فوق أوكسيد الهيدروجين بتركيز 50%.

وأشار الفيلم، إلى أن محطة إنتاج الطاقة الثلاثية قدرتها 27 ميجاوات/ساعة كهربائية، و16 طن ساعة/بخار، ونحو 430 طنًا من المياه المبردة، بما أسهم فى الحفاظ على البيئة عبر خفض استهلاك المحروقات بمعدل 25% عن الطرق التقليدية.

وأكد اللواء إيهاب عبدالسميع، رئيس مجلس إدارة شركة النصر للكيماويات الوسيطة، أنه من خلال الإرادة والعزيمة نستطيع تقوية دعائم اقتصادنا، قائلًا: «الشكر للرئيس السيسى على اهتمامه بالشركة، والذى ظهر جليًا على مدار الأعوام الثمانية السابقة ووضع الشركة فى مصاف كبريات الشركات فى مجال الكيماويات الوسيطة والأسمدة والمبيدات والغازات الطبية، مشيرًا إلى أنه منذ تولى الرئيس السيسى قيادة الدولة المصرية، صدق على تطوير شركة النصر للكيماويات الوسيطة وإنشاء العديد من المصانع الجديدة فى فروعها المختلفة التى حققت الاكتفاء الذاتى من بعض المنتجات وتمكنت من تصدير الفائض، مستعرضًا أنه فى عام 2015 تم افتتاح مصنع سماد أحادى وثلاثى سوبر فوسفات المُحبب لمجمع إنتاج الكيماويات والأسمدة بالفيوم.

وتابع عبدالسميع: «فى عام 2015 تم افتتاح مصنع الكلور والصودا الكاوية رقم 4 لمجمع الصناعات بأبورواش، كما أنه فى عام 2019 تم افتتاح مجمع الأسمدة الفوسفاتية والمركبة بالعين السخنة، علاوة على افتتاح مصنع فوق أوكسيد الهيدروجين بأبورواش والذى ينتج لأول مرة فى مصر ومصنع الغازات الطبية والصناعية رقم 3».

من جانبه، أكد «مدبولى»، أنه تم الإفراج عن بضائع من الموانئ بقيمة 5 مليارات دولار منذ مطلع ديسمبر وحتى الـ23 من الشهر نفسه، قائلًا: «إن إجمالى قيمة البضائع الموجودة فى الموانئ بلغ 15 مليار دولار»، مضيفًا فى مداخلة خلال الاحتفال: «إن إجمالى البضائع فى الموانئ تراوح ما بين 15 إلى 16 مليار دولار بضائع وهذا الرقم فعلًا كان موجودًا حتى آخر نوفمبر الماضى، ولكننا عملنا مع البنك المركزى ومع جميع البنوك على تأمين الإفراج عن أكبر حجم من هذه البضائع على مدار الشهر».

فيما عقب الرئيس السيسى على حديث رئيس الوزراء، قائلًا: «من فضلكم نركز جيدًا فى كلام «رئيس الوزراء» لأن قلة البيانات أو عدم تصدينا تتيح فرصًا للشائعات»، كما لفت مدبولى إلى أنه «منذ الأول وحتى 23 ديسمبر الجارى تم الإفراج عن 5 مليارات دولار بضائع، والمتبقى حتى أمس 9.5 مليار دولار الموجودين فى الموانئ وكانت الأولوية للبضائع المهمة الجاهزة للخروج من الموانئ، واتفقنا على ذلك مع كل الجهات بما فيها اتحاد الغرف والصناعات من أجل الاستعدادات لشهر رمضان وكانت فى حدود 4.5 مليار دولار».

وتابع رئيس الوزراء: «الباقى وضعنا له خطة لأن يخرج من الموانئ لأننا لا نريد أن نوقف المصانع ولا نقلل أو نبطئ عملية الإنتاج خلال الفترة القادمة»، مشيرًا إلى أنه عقد اجتماعًا مهمًا أول أمس مع كل الجهات لتنسيق هذا الموضوع، موضحًا أنه أسبوعيًا سنعلن حجم البضائع التى تخرج من الموانئ من كل البنوك والقطاع المصرفى واسم المنتجات التى تخرج وذلك بناء على توجيهات الرئيس السيسى».

وأكد «مدبولى»، إننا نعمل على التغلب على هذا التحدى الذى تواجهه الدولة المصرية فى ظل الظروف الراهنة من أجل أن نعيد عجلة الاقتصاد إلى ما كانت عليه وهو ما نعمل عليه خطة أسبوعية وسيتم الإعلان للرأى العام حجم ما يخرج من الموانئ من منتجات حتى نوصل رسالة طمأنينة للسوق»، موضحًا أنه خلال الفترة التى توليت فيها وزارة الإسكان كان لدى هاجس لتوفير الكلور لمحطات مياه الشرب، حيث كانت مصر قبل هذا المشروع الذى أنشئ بناء على توجيهات الرئيس السيسى لم يكن لديها سوى مصنعين لإنتاج الكلور تابعين للقطاع الخاص.

وشدد على أن طبيعة عمل مصانع الكلور تتطلب عمل صيانة كل عام، وبناء عليه يتوقف المصنع خلال فترة الصيانة، لذلك يكون لدينا أزمة بسبب توقف بعض محطات المياه عن العمل وإلا سيكون البديل استيراد الكلور بالدولار حتى نحصل عليه لتشغيل المحطات وذلك خلال الفترة من 2015 إلى 2016.

وأوضح أنه تم تزويد كميات المياه المنتجة اليوم من 25 إلى 30%، وقال إنه لولا صناعة إنتاج الكلور لأصبحنا نستورد نصف احتياجاتنا منه بالعملة الصعبة، مؤكدًا أن هذه المشروعات تعتبر أمنا قوميا.

وأثناء الاحتفال، تسلم الرئيس السيسى نسخة من القرآن الكريم كهدية تذكارية من رئيس مجلس إدارة شركة النصر للكيماويات الوسيطة، وعقب ذلك، قام «السيسى» بجولة تفقدية بمصنعى الغازات الطبية والصناعية ومحطة توليد الطاقة الثلاثية بمجمع الصناعات الكيماوية بمنطقة «أبورواش» فى محافظة الجيزة، رافقه خلال الجولة رئيس مجلس الوزراء، ووزير الدفاع والإنتاج الحربى، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.

كما استمع الرئيس، لشرح مفصل عن مصنعى إنتاج الغازات الطبية والصناعية ومحطة توليد الطاقة الثلاثية بمجمع الصناعات الكيماوية بمنطقة «أبورواش»، واستمع كذلك لشرح تفصيلى عن مجمع الصناعات الكيماوية بمنطقة أبورواش، والذى يقع على مساحة 250 فدانًا، حيث يتكون من 5 قطاعات إنتاجية تضم 21 مصنع كيماويات بالإضافة إلى عدد من المنشآت الإدارية والخدمية.

وتشمل قطاعات الإنتاج فى مجمع الصناعات، قطاع الكلور والصودا الكاوية ويضم 4 مصانع، قطاع الغازات الطبية والصناعية ويضم 5 مصانع، قطاع المبيدات الزراعية والأسمدة السائلة والصلبة ويضم 4 مصانع، بالإضافة إلى قطاع الإيروزولات والمبيدات الحشرية المنزلية ويضم 4 مصانع، وقطاع المطهرات ومواد التعقيم 4 مصانع.

وبافتتاح مصنعى الغازات الطبية والصناعية رقم 4 و5، بالإضافة محطة توليد الطاقة الثلاثية، يصبح إجمالى عدد مصانع مجمع الصناعات الكيماوية بأبورواش 23 مصنعًا.

من جهته، أوضح محمد مدحت، المدير التنفيذى عن وحدة أعمال الطاقة والتوكيلات بمحطة توليد الطاقة الثلاثية بمجمع الصناعات الكيماوية بمنطقة «أبورواش» بمحافظة الجيزة، أن غرفة التحكم الرئيسية بالمحطة تحتوى على مجموعتين من شاشات العرض، المجموعة الأولى تحتوى على كل البيانات وأوامر تشغيل منظومة المولدات بالكامل، والمجموعة الثانية تحتوى على بيانات وأوامر تشغيل منظومة الغلايات، مشيرًا إلى أن المحطة تحتوى على عنبر المولدات، والذى يتكون من 3 وحدات توليد كهرباء، الوحدة الواحدة 9.5 ميجا وات قدرة كهربائية، بإجمالى القدرة الكهربية المولدة 27 ميجا وات.

ونوه مدحت، بأنه يتم استغلال العوادم من كل مولد بدلًا من التخلص منه دون الاستفادة منه، حيث يتم ربط الطاقة الحرارية فى العادم ما بين المولدات، بحيث تكون طاقة العادم مصدرا لتشغيل الغلايات وبالتالى يتم الاستفادة من الطاقة الحرارية فى العادم فى إنتاج 5.5 طن فى الساعة لكل وحدة بإجمالى قدرة من البخار 16 طنا فى الساعة بخار ويتم استخدام جزء من البخار فى تشغيل وحدة تبريد للعمليات الصناعية سعة 430 طن تبريد.

كما استمع الرئيس، لشرح مفصل عن القطاعات التى تشارك شركة النصر للكيماويات الوسيطة فى تأمينها عن طريق الخدمات المختلفة للمواطن فى شتى القطاعات المختلفة.

وقال أحد العاملين بشركة النصر: «إن الشركة تقدم خدماتها من خلال 4 قطاعات إنتاجية رئيسية، هى قطاع الغازات الطبية والصناعية، قطاع صناعة مياه الشرب، قطاع الأسمدة السائلة والصلبة، وقطاع المبيدات الزراعية ومبيدات الصحة العامة، مضيفًا: «شركة النصر تقدم فى قطاع الغازات الطبية والصناعية خدمات توصيل الشبكات للمستشفيات سواء غرف العناية المركزة أو الرعاية الحرجة عن طريق نقل الأكسجين لمراكز الإسعاف».

ولفت كذلك إلى أن شركة النصر قامت أيضًا خلال جائحة كورونا بتسجيل 10 مطهرات كان لها أثر كبير فى مواجهة جائحة كورونا، كما قامت أيضا بإمداد قطاع البترول بغاز النيتروجين والأرجون، موضحًا أن الشركة قامت فى قطاع صناعة مياه الشرب بمعالجة المياه سواء كانت بالشبة الصلبة أو السائلة، وأيضًا تصنيع أسطوانات الكلور، وخدمة توصيل الكلور لمحطات الشرب بكافة محافظات الجمهورية.

وتابع مدحت: «نزود محطات الكهرباء بالصودا الكاوية وحامض الهيدروكلوريك المستخدم فى معالجة مياه التبريد المستخدمة فى محطات الكهرباء»، قائلًا: «إن قطاع المبيدات الزراعية والصحية العامة بالشركة لديه مبيدات لمختلف الحشرات الزراعية، ومبيدات صحة عامة بإفريقيا، كان لها تأثير كبير فى مكافحة الملاريا والمبيد الحشرى الأشهر «البيروسول».

وفى نهاية الزيارة توسط الرئيس السيسى، صورة تذكارية مع رئيس الوزراء، وعدد من المسئولين والعاملين بمجمع الصناعات الكيماوية بمنطقة «أبورواش» فى محافظة الجيزة.