الشباب: «أيتام مكة» نموذج للى بيحصل كل يوم فى جمعيات الرعاية
هاجر كمال
تداول عدد من مستخدمى موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، مقطع فيديو مسرباً لاعتداء مدير دار مكة المكرمة لرعاية الأيتام بشارع الهرم، أسامة محمد عثمان على الأطفال بسبب تشغيل التليفزيون وفتح الثلاجة، يكشف الفيديو عن وحشية عقاب الأيتام داخل الدار، حيث يضرب المدير الأطفال بالعصا وبقدمه مع سبهم، وانهالت التعليقات على موقع «يوتيوب» تطالب وزارة التضامن بالتدخل وحبس مدير الدار فورا، وتأهيل الأطفال نفسيا، فيما طالب نشطاء بزيارة فورية لدار الأيتام. ما أثار موجة غضب واسعة داهمت إثرها قوات الشرطة الدار وتحفظت عليها وتم فتح التحقيق فى الأمر.
وكثرت التعليقات عبر مواقع التواصل الاجتماعى أن من قام بتصوير الفيديو صاحبة الدار، وزوجة المدير المتهم إلهام عيد عوض، وهى من قام برفعه على موقع يوتيوب، وقالت «أنا صاحبة الدار» وأضافت إن الذى قام بالاعتداء على الأطفال هو زوجها وقد تعود التعدى على الأطفال أكثر من مرة، وقدمت شكوى إلى وزارة التضامن التى لم تتحرك، مما دفعها لقيامها بالتصوير وبث الفيديو على الإنترنت كى يفتضح أمره، وقالت إن الفيديو مصور منذ شهرين وأنها كانت منتظرة للحصول على مكان آخر لنقل الأطفال وبالفعل قامت بتوفير مكان بحدائق الأهرام، ولكنها لم تتمكن من نقل الأطفال إليها، وأضافت إن الدار كان بها 20 طفلاً طرد المتهم سبعة منهم.
ومن جانبها شكلت وزيرة التضامن الاجتماعى غادة والى لجنة لسحب الأطفال من دار أيتام مكة بمنطقة الهرم وإبلاغ النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد المسئولين عن الدار.
قال الدكتور على عبد الرحمن، محافظ الجيزة، إنه تم الانتهاء من إجراءات تسكين أطفال دار مكة المكرمة لرعاية الأيتام بالهرم والتى تم حلها أمس بسبب انتشار وقائع تعذيب للأطفال.
وأضاف إن الأطفال وعددهم 13 تم تسكينهم بمنظمة فيس بالقاهرة عدا طفلة واحدة تم تسكينها بجمعية الأورمان بالجيزة.
وأكد عبد الرحمن، فى تصريحات صحفية له، أنه بعد انتهاء التحقيقات التى أجرتها النيابة العامة مع الأطفال لأخذ أقوالهم قامت مديرية التضامن بالجيزة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية بغلق الجمعية لحين انتهاء أعمال اللجنة المشكلة لتسوية أوضاعها، حيث إن الجمعية عليها العديد من المخالفات المالية والإدارية والتى تم إبلاغها للرقابة الإدارية.
وأضاف المحافظ إنه تم تكليف عايدة عبد المنعم القائم بأعمال مدير مديرية التضامن بالجيزة بتشديد الرقابة على جميع دور الأيتام بالجيزة البالغة 72 دارا والتأكد من تطبيق المعايير الوزارية وتدريب الجمعيات وإعادة تقييم الإدارات التابعة للمديرية وإعداد تقارير كل 15 يوما عن مدى التزام وحسن سير العمل داخل هذه الجمعيات.
كما أعلن رجل الأعمال ممدوح عباس التكفل برعاية الأطفال، لحين الفصل فى مصيرهم بعيدا عن دار الأيتام التى أصبحت حديث الشارع المصرى .
وعن ردود فعل الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعى ..
علق «تامر احمد» 30سنة: اللى حصل فى دار أيتام مكة المكرمة فى الهرم جريمة دولة ومجتمع مش جريمة صاحب الدار، دولة قدامها شكاوى ضد الدار من ٢٠٠٤ وعندها سلطة سحب الترخيص من الدار ومعملتش ده، نيابة قدامها بلاغات ضد الدار من ٤ سنين ومجمداها ومش بتحقق فيها عشان مش فاضية وعندها قضايا أهم زى حبس المتظاهرين والتحقيق مع أبلة فاهيتا، والحكومة عاملة قوانين واشتراطات للمواصفات اللى تكون عليها دور الايتام ومساحاتها والاشراف عليها ومش بتتابع تنفيذ القوانين وجيران بيسمعوا كل يوم صراخ الايتام وبكائهم ومحدش منهم بيفتح بقه ويقول اللى بيحصل ده حرام، وزوجة بتصور الفيديو من سنة ونص وشايفة اللى بيحصل كل يوم ومخرجتش الفيديو غير لما اتخانقت مع جوزها، صحفيين بييجى لهم شكاوى من شخص شاهد على اللى بيحصل ومحدش بيفكر ينشر عشان فيه اخبار اهم زى رحلة شاكيرا وبيكيه لجزر المالديف، وتابع «تامر»: اللى حصل بيأكد قد ايه احنا عايشين فى دولة مهلهلة ومجتمع مخوخ من جواه وياريت اللى مشافش الفيديو يشوفه علشان يتوجع ويزعل ويخاف من اللى جاي.
وقالت «منة قدرى» 25سنة: إمبارح كنت عند حمايا وفجأة جاء على التليفزيون فيديو الراجل شل الله أركانه اللى كان بيضرب الايتام.
بما انى كنت شفته الظهر، كنت بقول لبنتى متبصيش، طبعا هى عايزة تتفرج ويا عينى حواجبها مرفوعة وعينيها مبرقة، واذ بابنى اللى كان مشغول باللعب بيطلع ويقعد على الكنبة ويتجمد وهو بيتفرج فكرونى بكاريكاتور الفراخ اللى بتتفرج على فيلم فرخة بتتشوى وهم مرعوبين المهم جدو وتيتا خدوا بالهم الحمد لله وقفلوا التليفزيون.
ده كان حال اطفال بيتفرجوا من خلال التليفزيون، فما بالكم باللى كانوا بنفس الغرفة، ليه حابة أسلط الضوء عليه، ان اللى الراجل ده بيعملوه باولاد الناس، فى ملايين من الناس، نساء ورجال، متعلمين وجهال، ملتزمين وغير ملتزمين، فى مصر وفى غير مصر، كمان يعملوه فى أولادهم اى والله مش بهرج.
وبينسوا إن أولادهم دول أمانة عندهم ومش ملكهم وحتى فى رجالة بيعملوا كدا فى نسائهم، ونسوا انهم كمان امانة عندهم، الظلم ظلمات يوم القيامة يا سيدات ويا سادة.
وتابعت «هاجر الجنوبى» 22سنة، ان مسئولية ما حدث فى الدار تقع على كل من علم بالموضوع وسمع تعذيب الاطفال ولكنه لم يتدخل لانهاء هذه الجريمة التى يعيشها الاطفال كل يوم مع مدير الدار، وتابعت إن العنف الذى صدر ضد الاطفال سيظهر تبعاته فيما بعد كما سيسهم الضرب فى كراهية التعليم الذى يترتب عليه فشل الطفل فى حياته فيما بعد .
وانتقدت اسراء صادق» 23سنة، من قام بتصوير الفيديو: امبارح كنت بفكر ازاى اللى صور فيديو الاطفال اللى بيتضربوا فى دار الايتام ده فضل انه يصور على انه ينقذ الاطفال، بس اولا فى اخبار بتقول ان اللى عمل كدة مراته، ثانيا فكر لقدام انه كده انقذ الأطفال على طول ان شاء الله، لكن لو كان اتدخل فى ساعتها كان احتمال مش اكيد كمان يعرف ينقذهم مرة واحدة كتير بنبقى محتاجين نفكر فى الامور بنظرة بعيدة مش قريبة حتى لو أصعب.
وتؤكد سامية محمد إحدى المتخصصات فى مجال رعاية الأيتام والأحداث بمديرية التضامن الاجتماعى بالشرقية أن الأطفال فى هذه السن كما يحتاجون لشدة الاب وصرامته لضمان عدم الاعوجاج وتفادى الانحراف يحتاجون أيضا للأم كمصدر للحنان والعطف والسلامة النفسية وهو ما تفتقده دور الرعاية للأيتام فى هذه المراحل العمرية حيث يفضل توفير أم بديلة لكل دار على الأقل لتحقيق التوازن النفسى ولو لساعات النهار مع تحرى اختيار من يتمتعن بقوة الشخصية لضمان التأثير الامثل وتحقيق مردود إيجابى وحتى لا يتحول وجودها لنقمة وليس العكس.