الخلافة وهم الإخوان الكبير
روزاليوسف اليومية
الإخوان يعتقدون أن الخلافة رمز الوحدة الإسلامية، ومظهر الارتباط بين أمم الإسلام، وأنها شعيرة إسلامية يجب على المسلمين التفكير فى أمرها بعد أن أصيبت «الجماعة» بحالة من الترنح، لكنها باتت قاب قوسين أو أدنى من التفكك الكامل، مع تسلل أزمة جديدة بعد الاحكام القضائية بالإعدام على خليفة الإخوان الدكتور محمد بديع مما يستوجب اعداد البديل بعد اعلان ابوبكر البغدادى خليفة لتنظيم داعش. لكن الباحثين فى الإسلام السياسى والمنشقين عن جماعة الإخوان أكدوا إن موضوع الخلافة خديعة كبرى هدفها الوصول إلى السلطة.
وأكد سلفيون أن البيعة فى الإسلام والتى شوهها الإخوان تكون للإمام العام، فرئيس الجمهورية فى مصر هو من ينبغى أن تكون له البيعة شرعًا دون غيره من الناس موضحين أن مشروع الإخوان لن يتم لأن هدفهم السلطة ولو كان السبيل هو القضاء على الإسلام نفسه.
الخلافة خديعة كبرى
قال محمد الأباصيرى الداعية السلفى والباحث فى الإسلام السياسى: إن موضوع الخلافة عند الإخوان وبقية الجماعات الإرهابية كتنظيم القاعدة والجماعة الإسلامية وداعش وغيرها هو فى الحقيقة خديعة كبرى فهؤلاء يستخدمون الخلافة كشعارٍ يجتمع تحته الأنصار والأتباع فقط، وهم لا تعنيهم لا خلافة ولا الإسلام، ولا يسعون فى الحقيقة لإنشاء خلافة ولا شيء وكل ما يقال فى هذا الأمر هى شعارات «للاستهلاك فقط» ولا يعيهم سوى الوصول للحكم والكرسى ولو كان السبيل هو القضاء على الإسلام نفسه.
و أضاف الأباصيرى فى تصريحات خاصة «لروزاليوسف» أن موضوع إقامة خلافة وتننظيم داخل الدولة أمرٌ مهمٌ جدًا لأن الإرهابى الأول حسن البنا مؤسس الإرهاب الحديث لما أسس جماعته أسسها على أساس أنها دولة موازية للدولة، وعمل على أن يكون لها نفس مؤسسات الدولة من شرطة وقضاء وخارجية بل وجيشٍ خاصٍ بها كان يتدرب أعضائه على العمليات العسكرية فى بعض الصحارى كما تتدرب الجيوش وهكذا بقية مؤسسات الدولة وكانت خطة البنا الشريرة تقوم على أساس أن تنمو هذه الدولة السرية التى أنشأها وتعمل على أن تزيح الدولة العلنية شيئًا فشيئًا حتى تحل محلها وتبتلعها تمامًا، وهو ما حاول الإخوان تطبيقه خلال عام حكمهم واصطلح على تسميته إعلاميًا بـــ«أخونة الدولة المصرية».
وأكد أن كل عملٍ سرى مرفوض فى الشريعة فالشريعة تقوم على أساس من الشفافية والوضوح ولا تعرف المكر السييء ولا تعرف العمل فى جنح الليل والظلام.
البنا شوّه الإسلام ببيعته
وعن البيعة فى الإسلام أوضح الأباصيرى أنها تكون للإمام العام وهو ما يعرف على حسب مصطلحات العصر الحديث بــــ«الرئيس أو الملك» فرئيس الجمهورية فى مصر هو من ينبغى أن تكون له البيعة شرعًا دون غيره من الناس وأما البيعة الخاصة التى ابتدعها حسن البنا وتبعه عليها كل قادة الجماعات الإرهابية من بعده فهى بدعة منكرة فى الدين يرفضها الدين ولا يقبلها وهى أمر ضمن أمور مما أساء به حسن البنا وأتباعه إلى الإسلام وشوه به حضارة المسلمين، ومنشأها فى الأساس من تكفيره للحاكم والدولة بحيث لا تكون للحاكم بيعة.
ولفت إلى أن لكل جماعة طريقة فى إطلاق اللقب على قادتها فالإخوان تطلق لقب «المرشد» فى حين يطلق السلفيون فى الإسكندرية على الأمير لقب «القيّم» والجماعة الإسلامية تطلق لقب «الأمير» وتنظيم القاعدة الإرهابى يستخدم لقب «أمير المؤمنين» وهكذا.
بديع مازال المرشد
وأكد الأباصيرى أن مرشد الجماعة ما يزال هو محمد بديع وليس محمود عزت، وذلك أن قانون الجماعة يقضى بأن من يتولى منصب الإرشاد لا يتركه حتى يموت أو يعزل وما حدث مع مهدى عاكف كان أمرًا استثنائيًا وكان مرتبًا له من قبل أن يحدث وذلك لظروف داخلية كانت تقتضى ترتيب البيت الإخوانى من الداخل نظرًا لخطورة المرحلة وقتها ومنع محمد حبيب وعبد المنعم أبو الفتوح من تولى المنصب لكونهما غير موثوقٍ بهما من قبل قادة التنظيم الخاص وعلى رأسهم خيرت الشاطر موضحًا أن محمد بديع لا زال هو المرشد الحالى للجماعة الإرهابية وما يشاع من أن محمود عزت هو مرشد الإخوان الجديد هى إشاعات يطلقها الإخوان أنفسهم ويصدقها ويروج لها بعض السذج والغرض منها التشويش ولفت الانتباه عن المرشد الحقيقي.
التنظيم مشروع لن يتم
أما الدكتور كمال الهلباوى القيادى السابق بجماعة الإخوان المسلمين قال إن التنظيم الدولى للإخوان مشروع لم يتم لأسباب عديدة، فهو مشروع فكر فيه الإخوان أواخر السبعينيات ووضعوا له اللوائح بهدف جمع الإسلاميين من الإخوان فى شتى البقاع فى عمل مشترك.
وأضاف فى تصريحات صحفية أن هذا المشروع لم يتم كما هو مخطط له نتيجة القبض على زعماء الإخوان وإيداعهم السجون والمعتقلات، ومنعهم من السفر، ومطاردتهم أينما كانوا.
واعتبر الهلباوي، أن هذه الأسباب جعلت التنظيم على مدار 33 سنة «مجرد تنسيق بين الإخوان المسلمين وتنظيمات الاخرى يشترك فيه مسئولون فى لجان متعددة، مع عقد اجتماعات كثيرة للتربية والتنشئة والتنسيق السياسى وما إلى ذلك».
رسالة محمد لم تكتمل
وفى السياق نفسه قال سامح عيد القيادى الإخوانى المنشق إن مشروع حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان يعتمد على إنشاء ما يسمى بالأسرة المسلمة والمجتمع المسلم والبيت المسلم والدولة المسلمة مؤكدًا انه كان يعمل على تكوين خلافة تبدأ من مصر ثم تونس ثم الأندلس وإعادة الخلافة العثمانية مرة أخرى
وأكد «عيد» فى تصريحات صحفية خاصة لـ«روزاليوسف» أن حسن البنا كان يعتقد أن الدولة العثمانية لم تكتمل وكان يجب إقامة فتوحات اخرى لضم جميع الدول تحت الخلافة المزمع إنشاؤها مشيرًا إلى أنه حسن البنا كان يعتقد أن رسالة نبينا محمد صلى الله علية وسلم لم تكتمل حيث كان هدفه هو إكمال مايسمى بـ«أستاذية العالم».
المخابرات تتبع تحركات عزت
وأوضح أن المخابرات المصرية تتبع تحركات القيادى الإخوانى محمود عزت ولا يعرف مكانه حتى الآن مؤكدًا أن التواصل حوله ضعيف وتولى محمود عزت مرشدًا مكان بديع موضوع معقد وليس سهلًا لأن نفوذ خيرت الشاطر قوى من داخل سجنه بالدول الداعمة له سواء قطر أو تركيا بالإضافة إلى دول أخرى من أفريقيا خاصة فى اتخاذ أى قرار فى هذه الفترة.
وأشار الإخوانى المنشق إلى أن الأوضاع داخل جماعة الإخوان هذه الأيام تسير بشكل عشوائى مؤكدًا أن هناك وصايات على أى قرار يصدر مراعاة للدول الداعمة للإخوان فى الخارج بتواصل مع خيرت الشاطر من داخل سجنه.
7 مستويات للتنظيم
وعن تنظيم الإخوان قال سامح عيد إن هناك 7 مستويات فى تنظيم الإخوان وهم «مؤيد- محب- منتظم- منتسب 1- منتسب 2- عامل- نقيب- عامل نشط»، مؤكدًا أن البيعة تقوم على السمع والطاعة من بداية مستوى «عامل» أما الإشتراك المالى الشهرى داخل الجماعة هى 7% من الدخل يبدأ من مستوى منتسب 1». ولفت إلى أن لقب المرشد اختير من وقت حسن البنا ولم يختر أميرًا أو زعيمًا ولكن اختير مرشدًا لتعليمات دينية مؤكدًا أن فيها مسحة شيعية بما يتماثل مع المرشد الإيرانى. مرسى قطعة شطرنج فى التنظيم الإرهابى قال الشيخ نبيل نعيم زعيم تنظيم الجهاد السابق والخبير فى شئون الحركات الإسلامية لـ«روزاليوسف» أن الإخوان تخطط إلى نقل البيعة والخلافة إلى الدكتور محمود عزت فى المرحلة القادمة على نهج تنظيم داعش الإرهابية وذلك للحفاظ على هيكل التنظيم الإرهابى حيث إن الإخوان تعتبر البيعة هى الخلافة حتى لا تصطدم برؤساء وملوك الدول العربية وتعتبر المرشد هو خليفة المسلمين فى الارض باعتبار أن كل ما هو غير الإخوان كافر وعلى غير ملتهم ويستلزم الجهاد نحوه واضاف نعيم أن الإخوان ستعلن عن الخليفة الجديد لهم قبل انتهاء محاكمة المرشد والخليفة الحالى الدكتور محمد بديع المحبوس على زمة قضايا تمس الامن القومى والتجسس كما أن الاجتماع الذى عقد فى لندن الاخير للإخوان الهاربين استعرض هذه القضية لدراسة الامر واختيار الخليفة الجديد واشار نعيم أن اعضاء تنظيم الإخوان لا تعتبر الرئيس المعزول محمد مرسى خليفة ولا مرشد ولا يمثل اكثر من قطعة شطرنج فى مكتب الارشاد ينفذ ما يأمر به فقط لخدة التنظيم وليس له أى مبايعة او ولاء من اعضاء التنظيم
بيعه الإخوان تكون فى الظلام على المصحف والسلاح
ومن جانبه قال محمود الصباغ عضو قيادى فى التنظيم الخاص لجماعة الإخوان المسلمين كانت البيعة تتم بحى الصلبية حيث يدعى العضو المرشح للبيعة ومعه المسئول عن تكوينه والأخ عبد الرحمن السندى المسئول عن تكوين الجيش الإسلامى داخل الجماعة وبعد استراحة فى حجرة الاستقبال يدخل ثلاثتهم إلى حجرة البيعة فيجدونها مطفأة الأنوار ويجلسون على بساط فى مواجهة أخ فى الإسلام مغطى الجسد تماما من قمة رأسه إلى أخمص قدميه برداء أبيض يخرج من جانبيه يداه ممتدتان على منضدة منخفضة (طبلية) عليها مصحف شريف ولا يمكن للقادم الجديد مهما أمعن النظر فيمن يجلس فى مواجهته أن يخمن بأى صورة من صور التخمين من عسى أن يكون هذا الأخ. واشار الصباغ بان البيعة تبدأ بقيام الأخ الجالس فى المواجهة ليتلقاها نيابة عن المرشد العام بتذكير القادم للبيعة بآيات الله التى تحض على القتال فى سبيله وتجعله فرض عين على كل مسلم ومسلمة وتبين له الظروف التى تضطرنا إلى أن نجعل تكويننا سريا فى هذه المرحلة مع بيان شرعية هذه الظروف واضاف الصباغ أن الإخوان تأخذ البيعة على الجهاد فى سبيل اللهِ فى اعتقادهم حتى ينتصر الإسلام أو نهلك دونه مع الالتزام بالكتمان والطاعة ثم يخرج من جانبه مسدسا ويطلب للمبايع أن يتحسسه وأن يتحسس المصحف الشريف الذى يبايع عليه ثم يقول له فإن خنت العهد أو أفشيت السر يؤدى ذلك إلى إخلاء سبيل الجماعة منك ويكون مأواك جهنم وبئس المصير، فإذا قبل العضو بذلك كلف بأداء القسم على الانضمام عضوًا فى الجيش الإسلامى والتعهد بالسمع والطاعة للمرشد وهو الخليفة.