«طاعون فساد الصحة» يلتهم الغلابة

بنى سويف مصطفى عرفة
بنى سويف - مصطفى عرفة
شابة فى العقد الثالث من عمرها دخلت أحد المستشفيات الخيرية بمدينة بنى سويف لتضع وليدها وبدلا أن تحمله بين يديها لتفرح به، خرجت محمولة إلى قبرها، ضياء محمد عبد الله زوجة وأم لثلاثة أطفال اكبرهم فى الحادية عشرة من عمره تركتهم يعانون بسبب الاهمال الطبى الذى بات سمة اساسية للعديد من المستشفيات بعد أن صارت أحد الطرق للموت وليست للشفاء.
فى البداية يقول طه رمضان الجزار سائق توك توك زوج الضحية حملت زوجتى ووضعت أبناءنا الثلاثة بكل سهولة ويسر الا أنها فى حملها الرابع لاحظنا انتفاخ بطنها بمعدل غير طبيعى خاصة منذ بداية الشهر التاسع التى كان من المفترض أن تضع فيه فقمت بعرضها على طبيبة القرية وتدعى «هبة» والتى أوصت لنا بعمل اختبار سكر حمل لان وزن الجنين زائد عن الحجم الطبيعى فتوجهت بها الى مستشفى ببا المركزى وهناك كانت الصدمة الاولى حيث أخطرتنا احدى الممرضات عدم وجود أحد فى المعمل لياخذ منا عينة دم وبول ونصحتنا بإجراء التحليل فى أحد المعامل المشهورة بمدينة ببا تحديدا وعندما توجهنا للمعمل فوجئنا بأن قيمة التحليل 40 جنيها لم نكن نمتلكها واصرت مسئولة المعمل على دفع المبلغ مقدما رافضة أن ندفع النصف والنصف عند استلام النتيجة فعدنا دون اجراء التحليل المطلوب.. وبعدها بيومين أخبرتنى زوجتى أن حركة الجنين فى بطنها توقفت وانها لا تشعر به تماما وتضخمت بطنها بشكل غير طبيعى فعدنا الى الدكتورة «هبة» التى قامت بتحويلها الى مستشفى بنى سويف العام وطلبت منى أن اذهب بها فورا دون انتظار وهناك بدأت مأساتنا مع معدومى الضمير فعند دخولنا استقبال المستشفى العام أجروا لها كشف ظاهرى وكتبوا لها علاج على ورقة كرتون التقطتها الطبية من على الارض عبارة عن لبوس وبرشام وقالوا لنا ارجع بعد اربع ايام وهتولدى طبيعى.
وداخل مستشفى زكى عابدين استقبلتنا الممرضة ( ش) اجرت عليها الكشف الطبى لعدم وجود طبيب وطلبت منا أن نذهب لاحد المستشفيات لاجراء اشعة تحدد لنا حركة الجنين فأخطرتها زوجتى المرحومة أن حركة الجنين توقفت فقالت طيب كده مش عايزين تحاليل أنا الآن هتصل بالطبيبة ( ع ) والتى حضرت على الفور وأجرت لها كشف نساء واشعة سونار وقالت خير خير الولادة طبيعية فقلت لها دى عايزة قيصرية فصرخت فى وجهى انت هتعلمنى شغلى روح ادفع الرسوم فى الاستعلامات وهات لى حقنة طلق صناعى من الصيدلية فصرخت زوجتى الدكتورة هبة قالت لى اوعى تاخدى طلق صناعى انتى الجنين عندك حجمه كبير وده ممكن يسبب انفجار فى الرحم ولكنها طلبت منها التزام الصمت واهدى كدة علشان تقومى بالسلامة.
واستطرد زوجها المكلوم طوال الليل وضعوا لها محاليل وهى تتوجع من الالم وصرخاتها تتعالى فى جنبات المستشفى حتى بدأ جسمها ( يصقع ) واصفر وجهها وبدات ترتعش وتعلقت برقبتى وقالت لى خلى بالك من العيال انا بموت.
وأضاف أيقظت العاملات الممرضة «ش «التى جاءت على عجل ولما رات الحالة قامت بالاتصال بالطبيبة «ع» وطلبت منها الحضور فورا وهى تقول الحالة بتموت يا دكتورة وعندما حضرت الطبيبة طلبت منى أن أدفع 400 جنيه اضافية لاننا هنولدها الآن والغريب أننى وانا ادفع المبلغ نصحنى موظف الاستعلامات بعدم دفع اى فلوس تانى لما تشوف حالة زوجتك هيحصل لها ايه.
عدت فوجدت أحد الاطباء يجلس على صدر زوجتى ويضغط عليه بشدة وطلبوا منى الذهاب للمستشفى العام لاحضار كيس دم لان المريضة عايزه عملية ولما رجعت عرفت انها توفت عقب نزول المولودة متوفية ووجدت والدتها تصرخ وتلطم وأخواتها يبكوا، مشيرا إلى أن شيئا غريبا حدث حيث تم اغلاق باب المستشفى الرئيسى بالجنزير وغادر جميع الاطباء والممرضات من باب خلفى وتبين أن هذه رابع حالة وفاة تحدث فى ذلك المستشفى المشئوم .
واشار روبى زكى ابراهيم عم الفقيدة الى انه سمع الخبر المشئوم وعندما دخلت المستشفى وجدت المولودة على جنب عريانة فقمت بلفها بشال التحف به والمرحومة نايمة غير مستورة فلفتيها بملاية حتى حضر مفتش الصحة مكرم وبعد الكشف على الجثة قال لى هناك شبهة جنائية وأنا هكتب تقرير وارفعه للنيابة العامة وأضاف هناك نزيف وتهتهك بعنق الرحم أدى الى هبوط فى الدورة الدموية وتوقف لعضلة القلب.
داخل قرية قمبش الحمراء التابعة لمركز ببا جنوب بنى سويف مسقط رأس الفقيدة أقيم سرادق عزاء كبير استقبل اهالى القرية والقرى المجاورة لتقع الطامة الكبرى باتصال هاتفى تلقاه زوجها من الطبيبة ( م ) صديقة الطبيبة ( ع ) المتورطة فى وفاتها تساومه على قبول مبلغ مالى نظير دفع مبلغ مالى مقابل التنازل عن الشكوى وحتى لا يتم تشريح المرحومة والغريب انها قالت له هتدفع 50 الف جنيه للطبيب الشرعى نظير عدم تشريح زوجتك.
هذه المكالمة وغيرها من مكالمات المساومة تم تسجيلها وإرفاقها ضمن مستندات القضية.