الجمعة 1 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«عزة مصطفى».. المذيعة التى حافظت على وقارها

«عزة مصطفى».. المذيعة التى حافظت على وقارها
«عزة مصطفى».. المذيعة التى حافظت على وقارها




كتب - عمر حسن

مذيعة مثقفة صنعت اسمها فى التليفزيون المصرى قدمت عددًا من البرامج الناجحة على شاشته واستضافت خلالها رموز الفكر والثقافة والبارزين فى المجالات المختلفة واستطاعت ان تكون لها بصمة واضحة فى هذه الحوارات التليفزيونية  وحجزت مكانها بجدارة بين زملائها فى فترة كانت من أكثر الفترات تضييقا على العاملين بمبنى اتحاد الإذاعة و التليفزيون من جانب وزير الاعلام الأسبق «أنس الفقى» الذى كان يحكم الاعلام الحكومى حينها بالحديد والنار بما لا يتسق مع سياسة بعض الاعلاميين الذين يرفضون «التطبيل» و«التهليل» للحاكم، ورغم ذلك كافحت ونجحت فى تقلّد عدد من المناصب به ولكنها لم تترك مقعد المذيعة طوال مسيرتها الإعلامية، إلى أن قامت ثورة 25 يناير وانفلت زمام السيطرة على الحصول على تصاريح باطلاق قنوات فضائية خاصة جديدة


فظهرت عدد كبير من المحطات التليفزيونية التى احتاجت بالطبع إلى مجموعة متميزة من مقدمى البرامج، ونظرا لأن الاعلام الخاص قبل الثورة كان موجها هو الآخر لخدمة نظام «مبارك» فكان عدد المذيعين المسيطرين عليه خاصة من مقدمى برامج  «التوك شو» قليل جدا بما لا يصلح لتلبية حاجات الاعلام الجديد الأكثر انفتاحا، فتوجهت الأنظار إلى «ماسبيرو» ذلك المبنى الذى يحوى بداخله مجموعة من أمهر الكوادر الاعلامية المدفونة التى لم تسنح لها الفرصة بعد للظهور على قناة خاصة، فوقع عليها الاختيار من بين العديدين للظهور فى برنامج يومى على قناة «صدى البلد» لتبدأ مرحلة جديدة من حياتها المهنية تفتح أمامها آفاقًا لشهرة مضاعفة جاءت نتيجة لسنوات من الجهد والشقاء داخل دهاليز «ماسبيرو» تميزت خلالها بعنايتها الفائقة فى اختيار الضيوف، بالاضافة إلى إعدادها الجيد للحوارات بما ينعكس على جودة المادة الاعلامية التى تقدمها.
«عزة مصطفى» مقدمة برنامج «صالة التحرير» على قناة «صدى البلد» وهو برنامج يتناول اهم عناوين الجرائد الصادرة صباح اليوم التالى ورصد اهم الاخبار والمانشتات ومناقشتها مع ضيوف البرنامج من كبار الكتاب والصحفيين. بدأت مشوارها الاعلامى على شاشة القناة الثالثة عام ١٩٩٠ وقدمت بها عدة برامج، ثم انتقلت للقناة الاولى وقدمت برامج وحفلات منها «نجوم المسرح» و «سينما الأطفال» و «خلى بالك من أفلامك» و «صباح الخير يا مصر» و «الأوبرا المصرية» بالإضافة الى مجموعة حفلات «ليالى التليفزيون» ،ثم تدرجت فى المناصب الادارية ففى عام ٢٠٠٦ أصبحت رئيس قناة نايل دراما وفى عام ٢٠٠٨رئيس القناة الاولى وظلت ترأسها حتى قامت ثورة يناير واُفتتحت قناة «صدى البلد» فوقع عليها الاختيار من جانب ادارة القناة؛ التى كانت تبحث حينها عن اعلاميين متمييزين؛ لتقدم برنامجًا يوميًا على شاشتها تحت عنوان «استوديو البلد».. حينما قفزت الجماعات الاسلامية على عرش حكم مصر بزعامة «الاخوان المسلمين»، تبنّت الاعلامية تيارا معارضا لهم خاصة بعدما تبينت سوء نواياهم وتهيأتهم لطمس هوية مصر المدنية منارة الاسلام الوسطى فى العالم ،فما كان منهم سوى إمطارها بوابل من الافتراءات والتشويهات انتقاما منها على معارضتها لهم ،حتى خاض أحدهم فى حقيقة انتمائها لمصر وهو «جمال صابر» مدير حملة المرشح الرئاسى السابق «حازم صلاح أبو اسماعيل» الذى أتى بأوراق مجهولة المصدر ورفعها أمام المشاهدين خلال استضافته فى برنامجها «استوديو البلد» عام 2012 ليؤكد أن الاعلامية يهودية الأصل فى محاولة منه لاثبات سهولة الاتيان بأى أوراق رسمية «مفبركة» وتلفيقها لأى شخص مثلما فعلت الدولة - على حد تعبيره -حينها مع «ابو اسماعيل» بخصوص قضية ازدواج جنسية والدته التى منعته من خوض انتخابات الرئاسة 2012، إلا أن الاعلامية رفضت ذلك الأسلوب ولو على سبيل التشبيه فجاء ردها قاسيا وهو أن قامت بطرد ذلك الشخص الذى أساء الأدب لها ولمشاهديها واستخدم وسيلة رخيصة لضرب مثال على امكانية تزوير الأوراق الرسمية فأقحمها فيه بقصد أو بدون قصد ،كما هددت برفع قضية عليه ردا على تطاوله، فضلا عن تلقيها تهديدات من قبل على يد اخوانى قال لها نصا على الهواء خلال مداخلة هاتفية فى برنامج «صالة التحرير»: «هجيب رشاش واقتلكو كلكو»، وهو ما قابلته بالسخرية وضيفها أيضا.. كان ولا يزال برنامجها منصة لاطلاق المبادرات، فناشدت فى احدى حلقاتها وزير الاتصالات ورئيس جهاز تنظيم الاتصالات بالتنسيق مع شبكات المحمول لنشر فكرة التبرع بقيمة رسالة التليفون لصالح أكاديمية البحث العلمى وتفعيلها على مستوى الجمهورية ،وهو ما قوبل بالترحاب من جانب الوزير الدكتور عاطف حلمى حينها الذى قال إن الوزارة ستدرس تفعيل مبادرة «صالة التحرير»  تحت شعار «ادعم البحث العلمى برسالة موبايل» وذلك خلال مداخلة هاتفية أجراها مع برنامجها فى اليوم التالي، وهو ما يؤكد دور الاعلامى المتميز الواعى فى كيفية تحويل ظهوره على الشاشة إلى خدمة للصالح العام وليس منبرا للدفاع عن مصالح شخصية، فـ«عزة مصطفى» نموذج لاعلامية ناجحة ومثقفة، اتفقت أو اختلفت عليها، إلا أنها لا تزال تتمتع برونق جذاب وأسلوب مرن فى ادارة الحوار يميزها عن كثير من مقدمى البرامج التى تتوقف مهامهم على طرح السؤال وانتظار الجواب مما أكسبها «كاريزما» خاصة أضفت عليها تألقا لامعا.