الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حفر وتنقيب عن الآثار فى أخميم.. وكلمة السر الجبانة القديمة

حفر وتنقيب عن الآثار فى أخميم.. وكلمة السر الجبانة القديمة
حفر وتنقيب عن الآثار فى أخميم.. وكلمة السر الجبانة القديمة




سوهاج - خالد سليمان
الصدفة وحدها كشفت عن اول كشف اثرى فى اخميم عام 1981 عندما شرع فى انشاء مكتب بريد فعثر على تمثال للملك رمسيس الثانى وفى عام 1991 عثر على تمثال آخر للملكة ميريت امون اجمل واروع واطول تمثال لامرأة فرعونية فى العالم طوله 11 مترا وهى ابنة الملك رمسيس الثانى ويدهش كل من شاهد هذا التمثال ورأى كم تحتفظ شفاه التمثال باللون الاحمر (روج الملكة) حتى الآن وبعد ذلك عثر على عدة تماثيل اثرية فى غاية الاهمية.
وأكد العلماء والاثريون وعلماء التاريخ ان اخميم تعوم على بحر من الآثار وفى باطنها معابد من مختلف العصور البطلمية والقبطية والفرعونية حتى تم الكشف عن رأس تمثال ضخم للملك رمسيس الثانى فى مدخل جبانة المسلمين القديمة ما اكد اقاويل العلماء ان الجبانة يرقد اسفلها معبد يعادل فى قيمته معبد الاقصر وعندما زار اخميم الدكتور زاهى حواس منذ عدة سنوات قال بالحرف الواحد:إن اخميم هى الاقصر نمرة 2 فى مصر والعالم كله سيتجه إلى اخميم يوما ما.
وكانت العقبة الوحيدة امام مشروع الكشف والتنقيب عن الآثار فى مدينة اخميم وجود الجبانة القديمة للمسلمين واستمرار الدفن فيها فصدر قرار محافظ سوهاج الاسبق اللواء محسن النعمانى بانشاء مقابر بديلة بحى الكوثر وبالفعل تم انشاء المقابر الجديدة وصدر قرار بوقف الدفن فى الجبانة القديمة وجاءت ثورة 25 يناير وحدث الانفلات الأمنى وعاد الاهالى الى الدفن مرة اخرى فى الجبانة القديمة وتوقف بالتالى حلم علماء الآثار فى استئناف العمل فى الحفر والتنقيب عن آثار اخميم حتى الآن ويتردد أن رفض الأهالى بالتوقف عن الدفن فى الجبانة القديمة ليس بسبب بٌعد المسافة إلى المقابر الجديدة وأنما يعود لقيام البعض بالتنقيب والبحث عن الآثار فى أخميم.
توجهنا الى اخميم على بعد حوالى 7 كيلو مترات من مدينة سوهاج وتقع اخميم على نهر النيل شرقا.
للوهلة الأولى تراها ارضا منبسطة ثم تفاجأ بوجود ارتفاعات فى مساكن الاهالى ثم انخفاضات مرة اخرى ويبلغ ارتفاع الارض حوالى 26 مترا بوسط المدينة كما تشاهد مفارقات غريبة فيللا مقامة على احدث مستوى من الناحية الانشائية بجوارها بيوت قديمة جدا اقرب الى العشش المقامة بالطوب اللبن ويتخللهما عمارات شاهقة وبضعة ابراج سكنية عندما اقتربت من المنطقة الاثرية المعروفة بالعروسة نسبة الى تمثال «ميريت آمون» وهناك كان فى انتظارى مدير عام الآثار بسوهاج جمال عبدالناصر وزملاؤه من الأثريين واغلبهم من ابناء مدينة اخميم.
وقال عبدالناصر: إن جبانة المسلمين القديمة تم وقف الدفن فيها بالفعل ابان ثورة يناير وتم الدفن فى المقابر الجديدة بحى الكوثر بعد تسليمها للاهالى وقد شيدت على احدث مستوى ولكن بسبب الانفلات الامنى بعد الثورة عاد الاهالى يدفنون موتاهم فى الجبانة القديمة بحجة بعد المقابر الجديدة ولم نستطع استلام الجبانة القديمة حيث كان من المقرر وقف الدفن لعدة سنوات ثم البدء فى نقل الرفات للموتى على عدة مراحل ثم يتم استلام موقع الجبانة والبدء فى عمليات الحفر والتنقيب رغم وجود بعض الاهالى الذين التزموا بقرار المحافظ بمنع الدفن فى الجبانة القديمة حتى الآن ولكنهم اقلية.
واوضح مدير عام آثار سوهاج ان عملية نقل رفات الموتى عملية ليست سهلة ولابد من تنفيذها على عدة مراحل بالتدريج حفاظا على مشاعر الاهالى من ناحية واستلام الجزء الخالى لبدء اعمال الحفر فيه وهى المرحلة الاهم فى المشروع بأكمله ويتم تدبير الاعتمادات المالية حسب الظروف التى تمر بها وزارتا الآثار والسياحة فلا يمكن تقدير تكلفة عمليات الحفائر المتوقع تنفيذها فى جبانة اخميم حاليا ومن قبل لم تكن هناك اى مشكلة مالية ولكن بعد الثورة وتراجع السياحة تأثرت جميع المشروعات القائمة والأثريين اكثر الناس حرصا على انهاء المشروعات الكشفية قبل فتح مشروعات جديدة لأن الربح سيعود اولا على فئة الأثريين قبل أى احد واخميم هى محل اهتمامهم فى مصر فكل ما كتبه الرحالة قديما عن اخميم والملوك على مقابرهم وبعد عام 81 وما تم من اكتشافات اثرية يؤكد اهمية اخميم التاريخية والاثرية والسياسية والاقتصادية فاقليم اخميم التاسع يقع فى منتصف مصر ويحمل حاكم الاقليم لقب حاكم الجنوب وموجود فى مقابر الحواويش باخميم كان يتحكم فى الطرق الصحراوية التى تؤدى الى مناجم الذهب فى الصحراء الشرقية بالبحر الاحمر وعلى الخريطة تجد أخميم تأخذ منحنى منفرداً كقوس عند نهر النيل يلقى بغرين على اراضى اخميم فهى من اخصب اراضى مصر ومن الناحية الدينية عبد الفراعنة الاله «مين» أهم الآلهة المصرية القديمة إله الخصب والتناسل وهناك مظاهر كثيرة وشواهد تؤكد اهمية اخميم وما تخبئه فى باطنها آخر الاكتشافات غير المشروعة فى يناير الماضى عندما تمكنت شرطة السياحة والآثار برئاسة المقدم احمد رفعت رئيس مباحث السياحة والآثار بسوهاج من ضبط شخص قام بالحفر والتنقيب عن الآثار داخل منزله بشارع المصانع على بعد 50 مترا من المنطقة الاثرية وعثر على مقصورة اثرية عليها نقوش فرعونية لعدد من الملوك مثل حورس وايزيس وحفرة تنتهى بسرداب آخر على عمق 6 أمتار ووجود جزء من معبد اثرى ممتد للمنطقة الاثرية واضاف مدير آثار سوهاج ان اخميم اسفلها عدة معابد منها معبد بطلمى لم يكتشف بعد ولا استطيع تحديده فهو امتداد للأثر الحالى وما زالت الشرطة تلاحق الاهالى الذين يحفرون ليلا ولا يمكن الحفر فى اخميم إلا بتصريح من الآثار طبقا للقانون 117 لسنة 83 المعدل بقانون 3 لسنة 2010.
وسألت مدير الآثار هناك احاديث سمعتها عن الحفر فى البيوت ليلا ويتقابل الاهالى تحت الارض فى الانفاق ويتندرون صباحا انهم تقابلوا وتصافحوا ليلا تحت الارض فما صحة هذه الاقاويل؟
رد ضاحكا هذه مبالغات من المواطنين ولكن لا ينفى وجود حفر وهوس بالآثار لدرجة الجنون من اجل الثراء السريع حيث تم ضبط مواطن فى شارع الشرقاوى على امتداد معبد رمسيس وعثر بحوزته على جزء من تمثال لرمسيس عند الحفر لانشاء برج سكنى ما يدل على امتداد المعبد.