زيارة الصين تحدد الموقف السياسي ومنهج العلاقات الخارجية للرئيس

استحوذت زيارة الرئيس محمد مرسي إلي الصين علي اهتمام الصحف العالمية ورأي الكثير من المحللين أنها تهدف لزيادة الاستثمار وبحث قيام الصين بتقديم سبل المساعدة لإنعاش الاقتصاد المصري.

من جانبها أشادت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية بالمبادرة المصرية التي يقودها الرئيس محمد مرسي لحل الأزمة في سوريا بالتعاون مع المملكة العربية السعودية وتركيا وإيران، ووصفتها بأنها محاولة من رئيس مصر لحل الأزمة عبر التعاون مع إيران والقوي الإقليمية، قائلة إن مرسي يحاول بهذه المبادرة إعادة خلق دور قيادي لمصر في المنطقة بعد الربيع العربي، معتبرة أنها أول خطوة يتخذها مرسي في السياسة الخارجية منذ توليه منصب الرئاسة.
وأضافت الصحيفة أنه بعد جهود جامعة الدول العربية والأمم المتحدة في سوريا، التي باءت بالفشل يبدو أن مبادرة مرسي أكثر حزمًا واستقلالاً ولها مسار محدد.
وأشارت الصحيفة إلي موقف الصين من ثورات الربيع العربي وقالت: «إنها ترفضها بشكل قاطع وذلك عبر إدانة الصين قوات حلف الناتو بعد أن شنت غارات جوية علي ليبيا أدت إلي مقتل الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، ودعمها روسيا لمنع مجلس الأمن من إتخاذ أي اجراءات تمنع الرئيس السوري بشار الأسد من ممارسة سلطاته».
وقالت الصحيفة: إن مرسي يقع تحت ضغط كبير بسبب الوضع الاقتصادي للبلاد الذي عاني من الركود العالمي الاقتصادي، بالإضافة إلي الاضطرابات السياسية التي عانت منها البلاد علي مدي 18 شهرًا منذ اندلاع ثورة 25 يناير، لذا فإن مرسي لجأ إلي الصين باعتبارها قوة اقتصادية هائلة، علي حد قول «واشنطن بوست».
ووصفت صحيفة شاينا ديلي الناطقة باللغة الإنجليزية زيارة الرئيس مرسي للصين بالتاريخية، كما أشارت إلي أن الرئيس مرسي استقبل بترحاب كصديق جديد للصين وأن الزيارة تسعي لتوطد العلاقات الثنائية وتعزز التعاون بين البلدين ووصفت الصحيفة مصر باللاعب المهم في العالم العربي وإفريقيا.
فيما أشار موقع صوت أمريكا الإخباري إلي أن الزيارة تعد محاولة من جانب الرئيس المصري الجديد لتعزيز العلاقات مع بكين كما أنها تسلط الضوء علي رأي بعض المحللين بشأن تزايد أهمية الدور الصيني في الشرق الأوسط، ونقل الموقع الإخباري الأمريكي عن شي ينهونج ـ أستاذ العلوم السياسية بجامعة رنمين ببكين ـ أن الكثير من الحكومات حول العالم ترغب في تخمين الاتجاه المستقبلي للموقف السياسي المصري وسياسات الرئيس مرسي لذا من الرائع أن يختار مرسي زيارة الصين في أول زيارة له خارج الشرق الأوسط.
ويري «شي» أن السبب ووراء اختيار مرسي للصين هو أنه يريد أن يتخذ منهجًا أكثر توازنًا للعلاقات الخارجية وأن ينأي بنفسه عن اتباع سياسة الرئيس المخلوع مبارك. ورأت صحيفة جلوبال أند ميل الكندية أن مصر الآن مستقلة ولا تنتظر الأوامر من الولايات المتحدة الأمريكية وأن الزيارة تهدف لجذب الاستثمارات وإنعاش الاقتصاد المصري الذي يعد أحد أهم التحديات التي تواجه الرئيس المصري الجديد خاصة بعد التراجع الذي شهده الاقتصاد المصري بعد  ثورة يناير.
وأشارت صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية إلي أن الرئيس المصري الجديد الدكتور محمد مرسي يسعي لاستعادة دور مصر الإقليمي في المنطقة ويخطط لإعادة تحديد أولويات الأمن القومي لبلاده وإقامة علاقات دبلوماسية مع الدول التي كان يتم تجاهلها في ظل النظام السابق، واعتبرت الصحيفة أن زيارة مرسي للصين وإيران هي محاولة لتحريك المياه الراكدة فمصر طيلة عدة عقود كانت في معسكر الولايات المتحدة الأمريكية فكانت بمثابة الحليف الدولي لها.
وفي إطار نفس الزيارة قام الدكتور محمد رشاد المتيني وزير  النقل سياسة واستراتيجية وزارة النقل في جذب الاستثمارات وخلق فرص عمل جديدة في قطاع النقل.
 وأكد سأن جذب الاستثمارات الاجنبية والوطنية يساهم في زيادة الناتج القومي الإجمالي ومعدل النمو الاقتصادي.
 وقد شمل العرض قطاعات السكة الحديد والطرق والكباري والنقل البحري والنقل النهري والنقل الجماعي.
وأشار وزير النقل إلي المشروعات الاستثمارية في كل قطاع وعلي رأسها القطار السريع الذي يربط بين القاهرة والإسكندرية والأقصر والغردقة، وكذلك مشروعات طريق للربط بين الموانيء، وكذا المواني الجافة والمناطق اللوجيستية والمحطات التبادلية ومشروعات النقل الجماعي.
 وقد شهد العرض أكثر من 200 شركة من كبريات الشركات الصينية.
من جانبه أكد خالد ابو المكارم احد رجال الاعمال المشاركين في الوفد المصري بالصين ورئيس شعبة الصناعات البلاستيكية باتحاد الصناعات وعضو المجلس التصديري للصناعات الكيماوية انه يتم خلال الزيارة التركيز علي اقامة مشروعات مشتركة، مؤكدا ان الجولة لم تستهدف عقد تعاقدات استيرادية من الصين كما كان سائدا في الماضي.. ولكن الهدف الرئيسي هو العمل علي جذب الاستثمارات الصينية.
ومن ناحية اخري يعقد كل من اسامة صالح وزير الاستثمار وحاتم صالح وزير الصناعة والتجارة الخارجية وحسن مالك رئيس لجنة التواصل بين المستثمريين ورئاسة الجمهورية والمنسق العام لوفد رجال الاعمال الذي رافق رئيس الجمهورية في زيارته للصين.. مؤتمراصحفيا بعد غد لاستعراض اهم المناقشات والمباحثات التي قام بها الوفد المصري برئاسة الرئيس الدكتور محمد مرسي في الصين والوفد المرافق معه وإلقاء الضوء حول نتائج الزيارة والمشروعات الاستثمارية التي تم عرضها علي الجانب الصيني ومدي المساهمة الصينية فيها.