الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مؤتمر «صناعة التطرف» يفتح النار على الإرهاب والأفكار الهدامة

مؤتمر «صناعة التطرف» يفتح النار على الإرهاب والأفكار الهدامة
مؤتمر «صناعة التطرف» يفتح النار على الإرهاب والأفكار الهدامة




شهدت مكتبة الإسكندرية مؤخرا افتتاح مؤتمر «صناعة التطرف: قراءة فى تدابير المواجهة الفكرية»، ويشهد مشاركات من 18 دولة عربية تضم خبراء فى مجالات التطرف والإرهاب وعلم الاجتماع والعلوم السياسية والإسلامية.
افتتح المؤتمر كل من الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور أسامة نبيل؛ رئيس المرصد الإسلامى ممثلاً عن شيخ الأزهر الشريف، والدكتور أحمد العبادى؛ الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب، والدكتورة أم العز الفارسي؛ الأكاديمية والسياسية الليبية، ونبيل يعقوب الحمر؛ مستشار ملك مملكة البحرين لشئون الإعلام.
وقال الدكتور خالد عزب؛ رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية بمكتبة الإسكندرية، إن المؤتمر يعقد لمواجهة ظاهرة الإرهاب والتطرف التى أصبحت مستفحلة فى الوطن العربى والإسلامى لأسباب لا علاقة لها بالدين الإسلامى بل بالتطرف الفكرى الذى يدمر المنطقة. ولفت إلى أن المؤتمر يأتى فى إطار استراتيجية متكاملة للمكتبة يأتى فى أبرز أركانها عقد شراكات مع عدد من الدول لمكافحة ظاهرة التطرف، جاء فى إطارها المؤتمر الذى نظمته المكتبة مع الرابطة المحمدية للعلماء فى المغرب خلال الشهر الحالى، ومؤتمر آخر سيعقد بمملكة البحرين بالتعاون مع مركز عيسى الثقافى فى مايو المقبل.  
وقال الدكتور أسامة نبيل فى كلمته أن المؤتمر يسلط الضوء على موضوعات حساسة تتطلب تضافر الجهود بين المؤسسات المعنية لمكافحة التطرف.
وأكد على جهود الأزهر الشريف فى نشر وسطية الإسلام، وخدمة المسلمين وغير المسلمين من خلال نشر ثقافة الإسلام والتأكيد على قيم المواطنة والتعايش السلمى ورفض التمييز والعنف. وأضاف أن الأزهر يكرس كل قطاعاته لتطبيق هذا المبادرات على أرض الواقع وتنظيم العلاقة بين الأفراد والشعوب فى إطار القيم الدينية والإنسانية.
ولفت الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، إلى أن المؤتمر قد أوصى فى دورته السابقة بعقد هذا المؤتمر بصورة دورية ليجمع المثقفين العرب ويناقش ويبحث ويتابع ظاهرة التطرف التى تجتاح العالم العربى، وقد استجابت المكتبة لهذه التوصية وأوفت بوعدها، وعقدت ثانى مؤتمراتها فى هذا الخصوص، وأضاف أن المكتبة نظمت خلال العام المنصرم العديد من الأنشطة والفعاليات التى تسعى إلى توسيع الاهتمام بهذه الظاهرة المدمرة، ليس لمنطقتنا فقط بل والعالم بأسره.
وأكد سراج الدين أن الفكر لا يحارب إلا بالفكر، وأنه لا مجال لأحادية الرأى والمذهب والفكر، فهى وقود التطرف والغلو، وهو ما يتعارض أيضًا مع النسيج الثقافى والاجتماعى فى المجتمعات العربية التى تقوم على قاعدة التنوع والتعددية، لافتًا أن الخطاب الدينى المعاصر يجب أن يكون له صفات خاصة، من أهم عناصرها الابتعاد عن الترهيب والانتقال إلى الترغيب والتبشير.
وفى كلمته، قال الدكتور أحمد العبادى؛ الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب، أن التطرف أصبح صناعة لها هندستها وروافدها وأنسقتها وثمارها البغيضة. ولفت إلى أن هذه الأنساق تتحرك من عدة روافد؛ النصى والعسكرى والاقتصادى والسياسوى والدعائى والتواصلى الذى يستهدف الوصول للناس وخاصة الشباب.
وفى كلمتها، قالت الدكتورة أم العز الفارسي؛ الأكاديمية والسياسية الليبية، إننا يجب أن نقوم بقراءة موضوعية للواقع وما حدث فى بلادنا، ففى الوقت الذى قمنا فيه بالثورات كانوا هم يؤسسون المعسكرات ويشهرون أسلحتهم فى وجوهنا. وأكدت أن التيار المدنى العربى لم يكن مزودًا باللازم لإدارة معركة يكون فيها بديلاً عن التطرف فى أذهانهم.
من جانبه، أكد نبيل يعقوب الحمر؛ مستشار الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين لشئون الإعلام، أن هذا المؤتمر يعد من أهم الفعاليات الفكرية التى تسعى لبلورة المواقف والاستراتيجيات لمواجهة التحديات فى مجال التطرف والإرهاب، لافتًا إلى أن عنوان المؤتمر يعكس حجم التحديات التى تواجه منطقة تموج بالصراعات والحروب وانتشار الفوضى والإرهاب. وأكد أن الإعلام منذ ظهوره قد قام بدور كبير، ليس فقط فى إبراز الاتجاهات الدينية والسياسية والاقتصادية بل فى صنع هذه الاتجاهات. وأضاف أن الإعلام هو منبر تنويرى يصل صوته لملايين البشر، ولذلك يجب أن يكون محورًا رئيسيًا فى المواجهة الفكرية للتطرف لما له من تأثير.
ولفت إلى أن المؤسسة الإعلامية لها دور كبير فى رسم ملامح المجتمعات، وقدرة هائلة للوصول بشكل أسرع وأكثر جاذبية، وهناك من استغل هذا التأثير بشكل إيجابى وهناك من استغله بشكل سلبى للتأثير على اتجاهات الأجيال الجديدة وتخريب المجتمع.