الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

السكة الحديد تحول «الندافين» لـ«مقبرة» بالأقصر

السكة الحديد تحول «الندافين» لـ«مقبرة» بالأقصر
السكة الحديد تحول «الندافين» لـ«مقبرة» بالأقصر




الأقصر ـ أسماء مرعى


رجل يحمل دراجته.. وآخر يستقل دابته.. وأطفال فى سن الزهور يقفزون من صخرة إلى أخرى.. ونساء يرتبكن قبيل أخذ القرار.. بالفعل نحن نتحدث عن عبور شريط السكة الحديد بقرى «حاجر العديسات ـ البروج ـ الندافين» بمدينة الطود، جنوب محافظة الأقصر، حيث إن المارة يحملون أرواحهم على أيديهم أثناء عبورهم لقضاء حوائجهم وشراء لوازم الحياة اليومية.
ورغم الحوادث التى تتكرر يوميا لم يتحرك ساكن لمسئول، ناهيك أن شريط السكة الحديد شاهد عيان على الإهمال، وإزهاق أرواح الأبرياء، حيث إنه أصبح ملطخا بالدماء، وكثيرا ما تجد لونه أحمر «دم الضحايا»، لكن إذا صادفك الحظ فسيكتف القدر بفقدانك جزء من أعضائك تعيش به طيلة حياتك، لتكون مجرد رقم فى دفاتر ضحايا الإهمال.
الغريب هنا أن الأهالى لا تعلم لصالح من يلتزم محافظ الأقصر الصمت؟ خاصة أنه لا توجد وسيلة أمان واحدة على طول شريط السكة الحديد لقرية «الندافين»، فليس هناك مزلقان يعمل الكترونيا أو حتى يدويا، كذلك أيضا لم تشرع الهيئة فى بناء سور، أو تقوم بتشييد كوبرى مشاة أمام مدرسة أو مركز شباب القرية لحماية الأطفال والمارة من الموت دهسا تحت عجلات القطار.
انتقلت «روزاليوسف» الى المنطقة بعد ورود شكاوى من الأهالى، لرصد القلق والخوف الذى يعيشه الكبير قبل الصغير والرجال قبل النساء أثناء مرورهم على قضبان السكة الحديد بـ«الندافين».
يقول حمدى محمد، من أهالى القرية، إن القاطنين يعيشون فى معاناة يوميا وقلق دائم خوفا على حياتهم وحياة أولادهم أثناء عبورهم لشريط السكة الحديد، حيث إنه يفتقر إلى أدنى مستويات الأمان فلا يوجد إشارات تحذيرية ولا مزلقان ولا أى وسيلة إنذار تنبههم عندما يأتى القطار ما يعرض حياتهم وحياة أطفالهم للخطر، مطالبا المسئولين بسرعة التدخل وإزالة الأشجار المزروعة بجانبى شريط السكة الحديد والتى تعوق رؤيتهم للقطار، إلى جانب بناء سور بطول المنطقة وإنشاء مزلقان أو نفق أو كوبرى علوى يرحم آدميتهم من مخاطر الموت المحقق.
ويلفت أبومحمد، أحد المضارين، إلى أن إنشاء مزلقان يخدم آلاف المواطنين بقرى الندافين وحاجر العديسات والبروج ويوفر لهم العبور الآمن، خاصة الأطفال الذين يعبرون ذهابا وإيابا على شريط السكة الحديد للوصول إلى مدارسهم فى الجهة الأخرى، والشباب المتوافدون على مركز شباب القرية، موضحا أنه يضطر للخروج مبكرا فى الصباح لاصطحاب ابنه إلى المدرسة على أن تقوم زوجته بمرافقة نجله بعد خروجه من المدرسة للعبور به على القضبان، مشددا على ضرورة استجابة المسئولين وإنشاء مزلقان يضمن لهم ولأطفالهم العبور الآمن.
وتلفت منى عبدالجواد، إحدى المتضررات، ومن سكان قرية الندافين، إلى أن المنطقة تشهد حوادث كثيرة، منوهة إلى أن آخر تلك الكوارث، وفاة أسرة مكونة من أب وأم وطفلين تحت عجلات القطار، أثناء مرورهم على القضبان ليجدوا انفسهم فى مواجهة مع القطار فتتناثر أشلاؤهم على القضبان التى تلونت بدمائهم ليصبح «الإهمال» هو المسئول الوحيد.
منظر مأساوي، حيث تجد تلاميذ على وجههم آثار الفزع والرعب.. وآخرون ينتابهم الخوف.. وأولياء أمور يلتفتون يمينا ويسارا خشية من أن يصاب فلذة أكبادهم بمكروه أثناء مرور القطار على حين غفلة منهم.
عبدالرحمن، تلميذ بالصف الأول الابتدائى، يقول: أشعر بالخوف والرعب أثناء عبورى القضبان للذهاب إلى مدرستى فى الجهة المقابلة، وأخرج يوميا  ولا أعلم هل سأعود ثانية للمنزل،  ناهيك أن والدتى يوميا توصينى نحو ربع ساعة بأن أنظر جيدًا يمينًا ويسارًا وألا أتسرع، وأن أمسك يد أحد الأشخاص أثناء عبور قضبان السكة الحديد.
ويطالب أحمد، تلميذ بالصف الخامس الابتدائى، محافظ الأقصر، ببناء سور، وإنشاء مزلقان أو كوبرى مشاة، يحميهم من المخاطر ويرحم طفولتهم البريئة من الموت، متسائلا: ماذا تسوى حياتنا لدى المسئولين؟ وما عدد الضحابا المطلوب لتتحرك الهيئة العامة للسكة الحديد؟