الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
شائعة الكريسماس السوداء!
كتب

شائعة الكريسماس السوداء!




 


 شائعة الكريسماس السوداء!

كرم جبر روزاليوسف اليومية : 13 - 12 - 2009



الاحتفالات الدينية في المساجد والكنائس وليس الفنادق
2 مليون سائح يزورون مصر في ديسمبر الجاري
الفنادق في أبهي زينتها والحجوزات كاملة
"دفء" شواطئنا يتحدي "سقيع" الأزمة العالمية
1
ليس معني أن يتلقي أحد الفنادق طلبًا بإقامة ترانيم دينية ليلة رأس السنة ويرفض الفندق، ثم تعتذر الجهة الطالبة وتسحب الطلب.. ليس معناه أن هناك قراراً بإلغاء احتفالات رأس السنة في الفنادق هذا العام.
الفنادق ليست للاحتفالات الدينية سواء إسلامية أو مسيحية ولكن هذا مكانه المساجد والكنائس، وهذا الأمر ليس جديدًا هذا العام ولكنه معمول به منذ عشرات السنين.
رغم ذلك انطلقت شائعة مغرضة ومجرمة بأنه صدرت تعليمات بإلغاء الاحتفالات، وتناقلتها الألسنة خصوصًا بعض أصحاب الشركات السياحية المتنافسة.
2
هل يمكن أن يصل الإجرام إلي هذا الحد؟ هل يمكن أن يصل الهوس إلي درجة إطلاق شائعات لضرب السياحة وقطع الأرزاق وخراب البيوت؟
اشتعلت الشائعة مثل النار في الحطب، وتناقلتها الألسنة المسعورة، وكل "أبوالعريف" يؤكد أنه صدرت أوامر بذلك.. دون أن يكون لذلك أي ظل من الحقيقة.
الاستعدادات تمضي علي قدم وساق، ومن المتوقع أن يتجاوز عدد السائحين في ديسمبر الحالي 2 مليون سائح، لأن مصر هي أهم واحدة من أربعة مواقع في العالم في السياحة الشتوية.
3
ليس مهمًا الآن أن نبحث عن مروج هذه الشائعة، ولكن المهم أن يخرج وزير السياحة ليقول لنا كيف تستعد مصر للاحتفال بموسم السياحة الشتوية الرائع وخطة وزارة السياحة لاستثمار احتفالات رأس السنة.
اتصلت بالفعل بالوزير زهير جرانة، الذي أكد أننا علي أبواب انفراجة سياحية هائلة، تكون ذروتها بإذن الله ليلة رأس السنة، ونفي الشائعة المجرمة من أساسها.
الغريب أن الشائعة خرجت بعد أيام من الزيارة التاريخية للرئيس مبارك وإعلان الأقصر محافظة، وافتتاح مشروعات سوف تحولها إلي أكبر متحف مفتوح في العالم، وأكبر منطقة جذب سياحي في العالم.
4
السياحة تفتح بيوت ملايين الأسر المصرية، وانهيارها لا قدر الله يعني الخراب والدمار، وتدمير أمن واستقرار الوطن، والإضرار بمصلحة المواطنين وأرزاقهم.
استقبلت مصر خلال الأحد عشر شهرًا الأولي من عام 2009 حوالي 12 مليون سائح، صحيح أن ذلك يقل بحوالي3٪ عن نفس الفترة من العام الماضي، ولكن الانخفاض كان أقل مما كان متوقعًا.
الحمد لله أن أعدادًا كبيرة من السائحين الأوروبيين بدءوا يتوافدون علي مصر رغم الأزمة العالمية، بزيادة بلغت 7‭.5 ٪ في نوفمبر 2009، عن نفس الفترة من العام الماضي، مما عوض النقص الذي حدث طوال السنة.
5
"نمسك الخشب".. موسم الازدهار قادم مع بداية الشتاء للاستمتاع بشواطئ مصر ومياهها الدافئة ولياليها الساحرة، هروبًا من الثلج والبرودة والسقيع، إلي بلاد الشمس المشرقة.
الأقصر وشرم الشيخ ومرسي علم والغردقة، وغيرها من درر السياحة المصرية، أعدت العدة لاستقبال موسم رائع، يتوج بليلة رأس السنة، ويمتد إلي الاحتفالات الكثيرة طوال شهر يناير.
في قمة الازدهار، خرجت الشائعة المجرمة، دون أن يدرك من يروج ذلك، أن من يحاول أن يمس هذا المورد العظيم يرتكب خيانة عظمي، في حق الوطن والمواطنين، ويضرب الاقتصاد الوطني في مقتل.
6
مؤشرات الحجز تؤكد أن نسبة الإشغال في الأقصر ستصل إلي100٪، وسوف ترتفع نسب الإشغال في الفنادق المصرية أكثر من العام الماضي، رغم أنف الأزمة العالمية.
دفء مصر وتنوع معالمها السياحية، والمستوي الرفيع من الأمن والاستقرار الذي تتمتع به، كل هذا يشكل الثروة الكبيرة التي تستثمرها، وتدر عليها نهرًا عظيمًا من الخير.
السياحة هي قاطرة المستقبل، وتسهم بحوالي20٪ من موارد النقد الأجنبي، ومصر تستحوذ علي نحو30٪ من عائدات السياحة بمنطقة الشرق الأوسط.. نهر من الخير الذي يجب أن نحافظ عليه بكل ما نملك.
7
إنها المكتسبات التي جعلتنا نقف علي أرض صلبة، ولا يجب أن نسمح أبدًا لمهووس أو موتور أن يلعب بالنار، فمستقبل الناس والاقتصاد الوطني يجب أن يكون خط نار يحرق من يقترب منه.
المسئول عن إطلاق الشائعة يجب أن ينال عقابه الرادع، ولكن المهم في مثل هذه الأحوال اليقظة التامة، حتي لا يؤدي الصمت إلي مزيد من البلبلة واللخبطة.
الشائعات تولد في الظلام وتتكاثر وتنمو كلما تم التعتيم عليها، ولا تقتلها إلا أشعة الشمس الساطعة والشفافية والوضوح والحسم، وعدم التردد أو التراجع أو الهروب من المسئولية.
8
مصر في ليلة رأس السنة منورة بشعبها وبزائريها، بعد أن منّ الله عليها بنعمة الاستقرار والهدوء، بعد سنوات الإرهاب الأسود لا أرجعها الله وآثارها المدمرة.
الفنادق يجب أن تعلق الأنوار والزينات، ابتهاجًا بقدوم سنة جديدة، ندعو الله أن تكون فاتحة خير علي الجميع، وأن يحفظ الله مصر وشعبها من كل مكروه.
قطعت يد من يمتد لمصر بأذي، وقُطع لسان من يحاول النيل منها، والرد الوحيد علي المجرمين الذين أطلقوا هذه الشائعة الغادرة هو أن نحتفل من الآن بليلة رأس السنة.


E-Mail : [email protected]