الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تشكيل الحكومة العراقية على صفيح ساخن

تشكيل الحكومة العراقية على صفيح ساخن
تشكيل الحكومة العراقية على صفيح ساخن




كتبت - نشوى يوسف


تواجه العراق أزمة صعبة الحل فى تشكيل الحكومة الجديدة، خاصة بعد تعثر الإجراءات القانونية والدستورية لحسم الجدل الدائر حول شرعية الانتخابات التى جرت فى مايو الماضى، وبعد إعلان الزعيم الشيعى مقتدى الصدر الثلاثاء الماضى، عن تحالف قائمته المتصدرة فى الانتخابات «سائرون»، وقائمة «الفتح» بزعامة هادى العامرى التى حلت بعدها فى الانتخابات، لتشكيل الكتلة الأكبر فى البرلمان العراق، وهو الأمر الذى يعدم الفرص أمام رئيس الوزراء حيدر العبادى فى الاستمرار لولاية ثانية، ما اضطره فى توجيه دعوة لكل الكتل السياسية لعقد لقاء على مستوى عال، للاتفاق على آليات محددة للإسراع فى تشكيل المؤسسات الدستورية، مستثنيا منها التحالف الذى تبناه الصدر، وهو الأمر الذى يكشف مدى تأزم الموقف بين الاثنين وعدم رغبته فى أن يجعل للآخر وجود فعلى على الساحة السياسية، وهو الأمر الذى جعل مسئول المكتب السياسى للصدر ضياء الأسدى، يقول إن دعوة العبادى «لا تعدو كونها تعبيرًا عن النوايا».
واعتبرها النائب عن تحالف القوى العراقية، محمد نورى، ردًا على تحالف ائتلافى الفتح وسائرون، مستبعدا أن يناقش المجتمعون عمليات التزوير خلال الانتخابات.
فيما دعا القيادى فى ائتلاف النصر خالد العبيدي، لتأسيس مشروع وطنى شامل لإنهاء أزمة الانتخابات وإحياء الأمل بالديمقراطية، وذلك تعليقًا منه على دعوة زعيم الائتلاف رئيس الوزراء حيدر العبادى، للقوى السياسية للاجتماع بعد العيد وبحث سبل إنهاء الأزمة.
وكانت القوى العراقية قد أكدت أن الانتخابات الأخيرة فى العراق وما صاحبها من طعون تشكك فى نزاهتها، ستؤدى إلى عدة احتمالات، من بينها استعصاء التوصل لتشكيل حكومة جديدة، وإلغاء النتائج والذهاب لانتخابات أخرى، فضلا عن تجدد الصراع بين بعض الفصائل المسلحة.
وقالت مصادر إن المشكلة حاليا تكمن فى الفريق التابع لإيران الذى يتجاهل الإقرار بوجود واقع سياسى مختلف ويريد أن يبقى مهيمنا على الحكم، وذلك من خلال التحالف الذى يقوده زعيم التيار الصدرى مقتدى الصدر، مشيرة إلى أن المواقف من الانتخابات تفيد بأن الفريق التابع لإيران يرفض نتائجها لأنها لم تأت لمصلحته، ويرفض الاعتراف بالرسالة السياسية التى انبثقت من صناديق الاقتراع، وبالتالى يرفض أى تغيير فى صيغة الحكم وإدارة الدولة، ولا يعنيه التحوّل إلى معارضة امتثالا لمفهوم الديمقراطية.
ليس هذا وفقط وإنما قامت التيارات المقاطعة للانتخابات العراقية بالإعلان عن  تشكيل المؤتمر الوطنى لإنقاذ العراق من خلال المرجع الدينى العراقى جواد الخالصى.
هذا وقد أكد تيار الحكمة الوطني، بزعامة عمار الحكيم، عدم وجود أى تحالف رسمى إلى الآن بين ائتلافى «سائرون» و»الفتح»، كاشفا عن حراك سياسى لضم قوى أخرى للكتلة الأكبر، مؤكدا عمار الحكيم فى خطبة صلاة عيد الفطر أنه «من الخطأ العودة إلى المعادلة القديمة وتوقع الحصول على نتائج أفضل، فالاصطفافات المذهبية والقومية لا تستطيع إنتاج حكومة وطنية تلبى طموحات شعبنا».
وقال القيادى فى التيار، رعد الحيدرى أن «الحراك السياسى الآن سيكون على القوى الكردية والسنية، لغرض ضمهم إلى الكتلة الأكبر، والتى هى من ستشكل الحكومة الجديدة»، مشيرا إلى «وجود تقارب مع تلك القوى وتفاهمات كبيرة».
وحول دعوة العبادى يقول المحلل السياسى العراقى محمد الفيصل أن «إن دعوة السيد العبادى تدخل ضمن إطار المخاضات العسيرة التى تمر فيها العملية السياسية العراقية، وبالتالى لابد من ولادة تحالفات عابرة للطائفية والإثنية والمصالح الحزبية.
مضيفا أن تحالف مثل سائرون والفتح قد يأخذ منحا خطيرا يعود بنا إلى صياغة التحالف الوطنى السابق، والذى كان يغلب عليه الطابع الطائفي، وقد يتمخض عنه نوع من الشراكة والتعديل الصورى عن طريق إشراك جزء من المكون السنى والقومية الكردية من أجل تشكيل حكومة قائمة على التوافقات والمصالح والمغانم فى تقاسم السلطة، ما تؤدى إلى إبقاء حالة السخط الشعبى قائمة.
وأوضح أنه من هنا تأتى أهمية القفز على مثل هكذا تحالفات، ودعوة السيد العبادى تأتى فى هذا الاتجاه من حيث فتح فضاء أوسع وشراكة وطنية عراقية حقيقية، والتى نستطيع أن نقول عنها أنها جاءت وفق رغبات الشعب العراقى وتحقق مطامحه».