الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«إدلب» المحطة الأخيرة فى صراع الدم السورى

«إدلب» المحطة الأخيرة فى صراع الدم السورى
«إدلب» المحطة الأخيرة فى صراع الدم السورى




كتبت- خلود عدنان

 

تستعد إدلب لكى تكون المحطة الأخيرة فى صراع دام ثمانى سنوات دفع ثمنه الشعب السورى من آلاف الشهداء وملايين الجرحى واللاجئين وتدمير لبنية تحتية وشبه دمار لجيش عربى قوى.. كل ذلك من أجل ديمقراطية ‏مزعومة وحرية زائفة من أجل السيطرة على سوريا وتقسيمها ضمن مخطط للسيطرة على موارد الشرق الأوسط وإعادة تقسيمها لصالح إسرائيل، وكما كانت المحطة الأولى التى أوقفت قطار التدمير هى مصر واستطاعت وقف ‏مساره فاليوم تساند لإنهاء خط سيره والقضاء على كل آثاره.. تستعد إدلب أيضًا لرسم ملامح نهاية الربيع الأسود. ‏
وتعد إدلب آخر معقل للجماعات المسلحة التى نزحت من دير الزور والرقة وحلب ‏وغوطة دمشق وأخيرا من السويداء ودرعا، حيث يتجمع بها نحو عشرات الآلاف من المسلحين وعائلاتهم، وهو ما يجعل من المعركة أهمية كبرى على المستويين السياسى والعسكرى. ‏
وبالأمس حذر منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة فى الأمم المتحدة مارك لوكوك من أن شن عملية عسكرية واسعة النطاق على محافظة ادلب السورية يمكن أن يؤدى الى «اسوأ كارثة إنسانية» فى القرن الحادى والعشرين.

مصير الجماعات الجهادية

يعد مصير الجهاديين هو الحلقة الأكثر تعقيدا فى هذه المعركة وهو السبب الذى حال دون اتفاق القوى المتنازعة بسوريا، إذ يجد المقاتلون الأجانب أنفسهم اليوم قاب قوسين من الوصول الى طريق مسدود فى محافظة إدلب، حيث يرجح محللون أن يقاتلوا حتى الرمق الأخير دفاعا عن معقلهم.
وترسل قوات النظام منذ أسابيع وتمهيداً لهجوم وشيك، تعزيزات عسكرية إلى إدلب ومحيطها، وصعدت فى الأيام الأخيرة وبمشاركة طائرات روسية، ضرباتها الجوية على مناطق عدة فى المحافظة تشكل المعقل الأخير للفصائل الجهادية والمعارضة فى سوريا، مروراً بالجماعات الاسلامية فالجهادية وتنظيم القاعدة، بالإضافة إلى جهاديين أجانب متشددين.
وفى هذا الشأن قال المحلل السياسى والقيادى بتيار الغد السورى على العاصى: إن الرقة والموصل حررت العديد من الجماعات الجهادية، حيث يوجد 15 ألف عنصر من جبهة النصرة داخل الأراضى السورية ينتظرون نفس مصير داعش، فضلًا عن وجود مقاتلين أجانب من أوزبكستان والشيشان ومن الأويغور، وهى أقلية إثنية فى الصين، تمرس عناصرها فى القتال فى حروب عدة قبل أن ينتقلوا إلى سوريا.
وأضاف «العاصى» لـ«روزاليوسف» أن مصير الجهاديين به غموض حقيقى، إذ إن تركيا لن تقبل بحل الميليشيات التابعة لها، وتحتل تركيا 12 منطقة فى إدلب تتمركز بها قواتها، وهذا سيكون سببًا فى تعميق الخلاف بينها وبين روسيا، فضلا عن وجود 2000 مقاتل تابعين للحزب الاسلامى التركستانى المنحدر من تنظيم القاعدة متمركزين على حدود إدلب بانتظار إشارة من أمريكا للتحرك ضد روسيا والنظام السورى.
وذكر اللواء أركان حرب محمود الشهاوى، الخبير العسكرى والاستراتيجى، أن معركة إدلب ستكون آخر المعارك فى سوريا، إذ إن إدلب هى آخر المدن التى تأوى الإرهابيين، لذا يسعى الغرب من خلال هذه المعركة لتشكيل غطاء على الإرهابيين.
وأكد «الشهاوى» لـ«روزاليوسف» أن سوريا بها 50000 جهادى ليس لديهم مكان للذهاب إليه وقد يكونون على استعداد للموت فى أى حال، لذا سيقوم الغرب بتشكيل ممرات آمنة لخروجهم من إدلب فى حال انتصر النظام السورى، وبالتالى لن يكون أمام تركيا سوى  الخضوع للقانون الدولى ورفع أيديها عن الجماعات الإرهابية التى تمولها وتسليم المناطق التى تحتلها للنظام السورى.
وفشل رؤساء روسيا وإيران وتركيا خلال قمة عقدت فى طهران الجمعة فى تجاوز خلافاتهم حول إدلب، إلا أنهم اتفقوا على مواصلة «التعاون» للتوصل الى حل لتفادى وقوع خسائر فى الأرواح.
وبين تلك المجموعات الجهادية، لواء الإمام البخارى الذى غالبًا ما تسلط أشرطته الدعائية الضوء على جنود أطفال، وصنفته الولايات المتحدة خلال العام الحالى على قائمة المنظمات «الإرهابية».
ولعلّ المقاتلين الأجانب الأكثر شراسة هم الشيشان، المحاربون القدامى الذين خاضوا معارك وحشية ضد روسيا والمرتبطون بهيئة تحرير الشام.
وتحرص روسيا على وجه الخصوص، بحسب محللين، على التأكد من عدم عودة أى من المقاتلين الشيشان المعارضين لها إلى الشيشان للقتال الى جانب المتمردين.

تكرار سيناريو الغوطة

طوال سنوات، شكلت إدلب هدفًا للطائرات الحربية السورية والروسية، كما استهدف التحالف الدولى بقيادة واشنطن دورياً قياديين إرهابيين فيها، كما تعرضت المحافظة وبلداتها لهجمات كيماوية عديدة من قبل النظام، ففى 4 أبريل 2017، تعرضت مدينة خان شيخون لهجوم كيماوى أودى بحياة 80 شخصاً بينهم 30 طفلاً، واتهمت الأمم المتحدة قوات النظام بشن هذا الهجوم، الأمر الذى طالما نفته دمشق وحليفتها موسكو، كما تعرضت المحافظة فى السابق لهجمات بغازات سامة.
وفى هذا السياق، قال «الشهاوى» إن إدلب ستكون على موعد جديد مع مأساة كيماوية سيتم إلصاقها إلى قوات النظام السورين، ولكن النظام لا يستخدم سوى الأسلحة المشروعة، ولم ولن يستخدم الكيماوى أو غاز الكلور ولكن أمريكا والغرب سيكررون سيناريو الغوطة الشرقية لتشويه صورة النظام أمام العالم واتخاذها ذريعة لاستمرار وجودهم فى سوريا ولكن النظام وروسيا يعيان هذا ولن يقعا فى الفخ مرة أخرى.