الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع.. قهوة وشوكولا

واحة الإبداع.. قهوة وشوكولا
واحة الإبداع.. قهوة وشوكولا




اللوحات للفنان: محمود بقشيش

يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة أو خواطر «على ألا تتعدى 550 كلمة» مرفقا بها صورة شخصية على الإيميل التالى:

[email protected]


قهوة وشوكولا

قصة قصيرة

كتبتها - نادين طارق سليم

جلست فى مقهاها المعتاد فى وسط البلد خصيصا على تلك الطاولة المعتادة بجوار النافذة الزجاجية تراقب حركات المارة الهادئة التى أخذت فى الإختفاء رويدا رويدا بسبب هطول الأمطار، كل شهر تقريبا أراقبها تفعل هذا الروتين اليومى اخذت ترتشف مشروب الشوكولا الدافئ وشرعت كعادتها فى قراءة كتاب لكنها اليوم كانت على غير عادتها متذمرة أثناء قرأتها ثم لم تلبث أن انتهت كتابها ووضعته جانبا قبل أن تنتهى من مشروبها الساخن. اتجهتُ صوبها وعندما اخذت اقترب منها بدت وكأن انفاسى متثاقلة، ودقات قلب هوجاء وعيناى تتسع كأنى لا اصدق اننى سأحدثها اخيرا. -الم تعجبك الرواية ام ماذا؟ -نعم!! -اسف ولكننى هنا اراقبك منذ شهر واليوم كنت على غير عادتك فقد انهيت روايتك قبل مشروبك، هل لى ان اشاركك فى قهوتك؟ بدا عليها التردد وأخذت تتلفت فى توتر قبل أن تقول: حسنا، لكننى لا اشرب القهوة ولا استسيغ طعمها اطلاقا -عجبا ولكنك تحبين القراءة والقهوة لها القدرة على إكمال عالمك السحرى الخاص -عذرا ولكن القهوة لن تجعل منك مثقفا الكتب فقط التى احبس نفسى بها وبين طياتها هى القادرة على ذلك -لكننا لم نكمل حديثنا لماذا انهيتِ روايتك سريعا؟ -لاننى لم احبها مطلقا -لماذا، هل كانت مملة! -بل كانت نهايتها سعيدة وهذا اكثر ما ينفرنى من الرواية فأنا لا أحب النهايات السعيدة. حملقتُ بها كثيرا ثم رجعت بظهرى لاتكأ على الكرسى ونظرت إليها بتعجب ثم تنهدت لاقول: -تحبين الكآبة اذا! -ابدا، ولكن نهايات كهذه اصبحت هى الأكثر واقعية فى عالمنا هذا -اتعلمين لقد كنت اتوقع ان القراءة شيء ممل ولكننى عندما بدأت اغوص فى الكتب وجدتها ممتعة الى أبعد الحدود -بالطبع فأنا اقرأ منذ زمن كنت اشعر أننى داخل فقاعتى الخاصة فأكون تارة البطلة وتارة البطل وتارة المخرج وتارة المؤلف اتوقع الأحداث -حسنا بما انك ضليعة بالقراءة وقديمة بها ماذا تقترحين على بالقراءة! نظرت إليَّ طويلا وكأن الروايات تمر امام عينيها لتختار لى واحدة ثم اردفت تقول: -انصت لي، سأجلب لك إحدى رواياتى المفضلة التى اعشقها لانها اول رواية اقرأها وهى من حببتنى فى عالم القراءة -هذا عظيم جدا، ولكن متى اذا! -كما كان لقاؤنا اليوم محض صدفة حتما سيرتب لنا القدير لقاء آخر . ودَّعنا بعضنا ولم نتفق على اى شيء وظل السؤال فى ذهنى إجابته مجهولة، هل سنلتقى مرة أخرى ام كنا كعابري سبيل لكلينا .