الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حسن شحاتة.. المعلم

حسن شحاتة.. المعلم
حسن شحاتة.. المعلم




هناك أسماء التاريخ لا يمكن أن يتخطاهم دون التوقف أمامهم طويلا، يعدد إنجازاتهم، بطولاتهم، يتحدث على سنوات طويلة  كانوا فيها أحد الأسباب الرئيسية فى إسعاد المصريين وإمتاعهم، خاصة إذا كان أحد أبناء الساحرة المستديرة التى يلتف حولها المصريون بالملايين، بين هؤلاء يقف «المعلم» حسن شحاتة الذى انفرد بما لم يحققه لاعب مصرى آخر فى تاريخ الكرة المصرية، فهو اللاعب الذى أبهر الجماهير المصرية والعربية، وهو المدرب الذى استطاع فى 7 سنوات قضاها على رأس الإدارة الفنية للمنتخب التتويج بلقب أمم إفريقيا ثلاث مرات متتالية فى 2006 و2008 و2010.
■ ■
قليلون من يحصلون على احترام وحب وتقدير جماهير قطبى الكرة، الأهلى والزمالك، ومنهم «المعلم»  نجم الزمالك، فعندما نتحدث عنه تجد نفسك أمام أسطورة بكل معنى الكلمة، فهو يملك تاريخا طويلا كلاعب مع الزمالك، وهو أول محترف مصرى فى الكويت.
شحاتة المولود فى 19 يونيو بكفر الدوار بدأ تاريخه مع كرة القدم منذ كان فى العاشرة من عمره، فلفت إليه الأنظار كلاعب فذ ومشروع نجم موهوب لاسيما عندما تألق فى مباراة ودية بين منتخب بحرى والمنتخب الوطنى الأول، ليعرض عليه وقتها محمد حسن حلمى مدير الفريق القومى الانضمام للزمالك وهو فى سن التاسعة عشرة.
■ ■
لم يستمر شحاتة كثيرا فى صفوف الفارس الأبيض، إذ ذهب للاحتراف فى الكويت بعد توقف الكرة فى مصر على خلفية حرب يونيو 1967 فكتب هناك تاريخا لم يحققه آخر غيره، ليحصل على لقب أحسن لاعب فى آسيا 1970 وبذلك يعد الوحيد الذى حصل على لقب أفضل لاعب فى قارة غير قارته الأصلية.
فى بدايات السبعينيات عاد المعلم من جديد إلى بيته نادى الزمالك ليواصل هوايته فى التألق وإمتاع الجماهير حتى يتغنى باسمه عشاق الأبيض «حسن شحاتة يا معلم ..خلى الشبكة تتكلم».. وحقق النجم مع الزمالك ألقاب الدورى والكأس مسجلا 77 هدفا بالدورى وحصل على لقب أفضل لاعب بالدورى 1976 ثم نال وسام الرياضة من الطبقة الأولى 1980.
على الصعيد الدولى كان المعلم حاضرًا وبقوة مع كتيبة الفراعنة منذ انضمامه الاول 1969 حيث مباراته الاولى التى كانت ودية أمام تنزانيا وفاز الفراعنة بهدف لحنفى هليل صنعه شحاتة بنفسه.. وخاض المعلم بقميص المنتخب 70 مباراة وشارك فى 4 بطولات كأس أمم إفريقيا كان أهمها لشحاتة 1974 التى حصل فيها على لقب أفضل لاعب.
وبعد مسيرة طويلة فى الملاعب قرر شحاتة الاعتزال فى 1983 تاركًا خلفه كم هائل من الإنجازات والألقاب ناهيك عن حب وعشق الجماهير الذى لا يقدر بثمن.
بدأ المعلم فصلا جديدا من حياته بالتدريب ويتولى قيادة العديد من الاندية لاسيما اندية الدرجة الثانية التى صنع معها ولها أمجادًا لاتنسى بقيادتها للصعود للممتاز مثل المنيا والشرقية ومنتخب السويس كما قاد سفينة شباب الفراعنة للتتويج ببطولة إفريقيا 2003 ثم التأهل للمونديال فى الإمارات والعبور للدور التالى.
■ ■
وفى 2004 يقود المعلم فريق المقاولون للتتويج بلقب كأس مصر على حساب «العملاق الأحمر»، ثم الفوز بالسوبر أمام الزمالك ليكون تاريخيًا الوحيد الذى يحقق ذلك مع فريق بالدرجة الثانية وقتها.
نجاحات شحاتة فرضت اسمه لتولى قيادة المنتخب الأول الذى كان يعانى فى تصفيات مونديال 2006 تحت قيادة الإيطالى تارديلى لتبدأ المرحلة الأهم فى حياته وهو على رأس الإدارة الفنية لفراعنة المحروسة.
شحاتة لم يكتف ببطولة او اثنتين بل قاد المنتخب للفوز بثلاث نسخ متتالية لبطولة كأس الامم الإفريقية كإنجاز فريد وغير مسبوق ويستعصى أو ربما يستحيل على غيره تحقيقه.
■ ■
كما توج المعلم بالبطولة العربية 2007 وبطولة حوض النيل وأبهر العالم بأداء ممتع وراق بكأس القارات 2009 عندما أحرج البرازيل وهزم إيطاليا بطلة العالم.
المعلم حسن شحاتة هو نموذج للمدرب القائد المدرك لتفاصيل كل لاعب تحت إدارته.. الباحث عن قدرات لاعبيه.. المكتشف لمواهبهم وإمكانياتهم.. المُوظِف لقدراتهم.. هو المدرب الوطنى المؤمن بقيمة اسم مصر وقدرها.. لأجل هذا وأكثر وجدناه يستحق بكل ثقة «وسام الاحترام».

روزاليوسف