الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
القمة العربية.. عملت إيه؟
كتب

القمة العربية.. عملت إيه؟




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 01 - 04 - 2010



نجحت «نعم»، فشلت «نعم»، زي ما أنت عايز


1


- أن يزعم أحد أن القمة العربية التي اختتمت في طرابلس منذ عدة أيام، اتخذت قرارات ترقي إلي مستوي طموح الشعوب العربية، فهذا أمر صعب جداً، ولم يحدث.


- لكن القمة لم تكن فاشلة، ومن يريد أن ينظر إلي نصف الكوب الممتلئ، سيجد ما ينظر إليه، ومن أراد أن يحكم علي القمة بنظرة سوداوية، سيجد - أيضا - ما يؤيد نظرته.
- إذن هي قمة «محلك سر»، لم تخطُ للإمام ولم ترجع للخلف، لم تكن فاشلة تماماً ولم يكتب لها النجاح تماماً، وحافظت علي الحالة الراهنة للوضع العربي المتدهور.
2
- قد يتساءل البعض وله الحق في ذلك «هما عملوا إيه للقدس»؟، فمازالت إسرائيل تعربد وتمضي في خطتها لتهويد المقدسات الإسلامية، ولم تفعل القمة شيئاً سوي الإدانة!.. هذه وجهة نظر.
- لكن هناك وجهة نظر أخري بأن القمة لم يكن مطلوباً منها ولا في استطاعتها أن تتخذ قراراً بتحرير القدس، لأنها تواجه مناورات جبارة ما بين إسرائيل وأمريكا.
- نتانياهو ذهب إلي واشنطن قبل القمة لتوجيه رسالة للعرب من العاصمة الأمريكية، بأن القدس ليست مستوطنة يسري عليها التفاوض أو التجميد، ولكنها عاصمة إسرائيل الأبدية.
3
- القمة العربية من وجهة نظر أصحاب نظرية نصف الكوب الممتلئ لم تقف مكتوفة الأيدي، ولكنها ردت علي رسالة نتانياهو برسالة مضادة، بجعل عنوان القمة هو «دعم القدس».
- لم يكن تأييداً معنوياً فقط، بل بتخصيص 500 مليون دولار لدعم صمود القدس، بما يعني أن القمة لديها العزم والجدية علي اتخاذ إجراءات عملية وفعالة.
- القمة أيضاً قررت التحرك من أجل القدس في المنظمات الدولية، سواء اليونسكو أو الأمم المتحدة، بالدعوة إلي عقد مؤتمر دولي من أجل القدس، تشارك فيه أيضاً أوروبا وأمريكا.
4
- السفير حسام زكي المتحدث باسم الخارجية المصرية يؤكد أثناء حواري معه حول نتائج القمة أن التحليل لا يجب أن يسقط في نظرية السوداوية الكاملة، أو التفاؤل التام.. ويجب أن نعترف بالمساحات الرمادية.
- المساحة الرمادية بالنسبة للقمة العربية هي توجيه رسالة للعالم بأن العرب ليسوا جثة هامدة، وأنهم لا يقولون لإسرائيل «تعظيم سلام»، رداً علي سياستها العدوانية تجاه المدينة المقدسة.
- هناك من يري أن مثل هذه الإجراءات هزيلة وضعيفة وغير كافية وهذا حقه وهناك من يري أن ما اتخذته القمة بشأن القدس خطوة علي الطريق الصحيح.
5
- القمة العربية اتخذت أيضاً قراراً بدعم السودان وتشجيع أي تحرك نحو الوحدة.. وبالتالي فقد وفرت مظلة عربية تحمي السودان من التقسيم والتفتيت.
- واتخذت قرارات أخري بدعم العراق واليمن، حفاظاً علي تماسك الدولتين، وحمايتهما من دعاوي التقسيم والفتن، وهي قرارات لا يجب الاستهانة بها.
- لأول مرة تقرر القمة عقد قمة أخري استثنائية لبحث موضوع محدد هو دعم العمل العربي المشترك، وهل تتحول الجامعة إلي اتحاد أم يتقرر الحفاظ علي شكلها الحالي؟
6
- السفير حسام زكي له رأي خاص في الاقتراح الذي قدمه أمين عام الجامعة العربية عمرو موسي بشأن «رابطة الجوار العربي»، ويري أنه سابق لأوانه، ويجب أن تسبقه خطوات أخري كثيرة.
- فإذا كان الهدف من هذه الرابطة هو تمرير الحوار مع إيران، فهناك تحفظات كثيرة تحول دون ذلك، ومعظمها يتعلق بأطماع إيران في المنطقة وتصديرها المشاكل لكثير من الدول العربية.
- أما الدول الأخري الكثيرة التي يقترح الأمين العام ضمها إلي «رابطة الجوار»، فلا خلاف معها، ولم تكن مشكلة في أي يوم من الأيام، ودخولها لن يؤثر كثيراً في العمل العربي المشترك.
7
- أوروبا لجأت لرابطة الجوار، لأنها محاطة بدول أخري فقيرة، وهي تريد أن تحفظ أمنها واستقرارها، بتقديم الدعم لجيرانها الفقراء، تحت مظلة مقبولة لهذه الدول.
- الوضع بالنسبة للدول العربية يختلف تماماً ولم يصل العرب بعد إلي درجة من التنسيق والوحدة تسمح لهم بأن يمدوا أيديهم لجيرانهم الفقراء، بينما الفقر يتغلغل في الدول العربية نفسها.
- بدأت القمة وانتهت، دون أن يعرف أحد هل «نجحت أم فشلت»؟ والإجابة هي: تستطيع أن تحكم علي ذلك حسب النظرية التي تؤمن بها.. وهي «نصف الكوب الممتلئ.. والفارغ».
8
- الدكتور مصطفي الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب يضع عنواناً للقمة هو «تعرية الحقائق»، لكنه يتساءل: من الذي يقوم بتغطية ما تم تعريته؟
- أمير قطر مثلاً اعترف بأنه لم تحدث أية إنجازات علي صعيد العمل العربي المشترك، وأقترح تشكيل لجنة خاصة للإشراف علي المصالحة العربية تحت رئاسة رئيس القمة.
- القذافي أقر بأن الشعوب متمردة علي حكامها، وإننا شبعنا من الكلام، وأنه يتحدث في مختلف القضايا منذ 40 سنة، وأنه آن الوقت للفعل وليس الكلام.
9
- عمرو موسي في رأي الدكتور الفقي قدم اقتراحاً لم يلق قبولاً لدي كثير من الأطراف العربية، وهو ما يتعلق بدول الجوار، لما لذلك من مخاطر كبيرة علي العمل العربي المشترك.
- الدكتور الفقي الذي حضر القمة يؤكد أن اسم مصر كان عالياً وفوق الرؤوس، وأن الدول العربية أثنت علي دورها في تحقيق المصالحة وضرورة استمرارها في ذلك.
- تبقي إشكالية الغياب المؤثر للزعماء ذات الثقل والوزن السياسي الكبير.. وبمرور الوقت سوف تتلاشي هذه الظاهرة، كلما اقتربت القمة من نبض وطموح الجماهير العربية.


E-Mail : [email protected]