الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الفارابى وابن سينا والجاحظ يوقعون أعمالهم «فى مدينة الخالدين»




أنتم مدعوون لحضور حفل توقيع الفارابى وجابر بن حيان والجاحظ والحسن بن الهيثم وداود الأنطاكى لأعمالهم ويدير اللقاء ابن سينا وذلك فى «مدينة الخالدين» ... المدينة التى افترضها المؤرخ محمد رجب الذى أصدرت له سلسلة الثقافة العلمية بالهيئة العامة لقصور الثقافة كتاب «حفل توقيع فى مدينة الخالدين» وهى مدينة الفارابى التى يفترض فيها رجب اجتماع كل عمالقة الفكر معا ليوقعوا أعمالهم ويتحدثون عنها بشكل مبسط، يستطيع به غير الأكاديميين فهم واستيعاب هذه الكتب التى قام عليها الفكر الإنسانى الحديث، هذه المدينة التى بناها سيف الدولة الحمدانى تكريما لأستاذه الفارابى على أطراف حلب.
 
اهتم الفارابى (259 – 339 هـ) بالحديث عن كتابه الشهير «الموسيقى الكبير»، فالفارابى موسوعى الثقافة والعلم وكان أول من اخترع آلتى العود والقانون، فجاء كتابه مستوفيا لكل أنواع الصناعة النظرية والعملية، ليتحدث فى جزئه الأول عن المدخل إلى صناعة الموسيقى التى صنف فيها الألحان وغاياتها إلى ثلاثة صنوف، الأول الألحان الملذة والثانية الألحان المخيلة والثالثة الألحان الانفعالية، الجزء الثانى من الكتاب كشف فيه الفارابى عن ثلاثة فنون من تقسيمه، فالأول هو الأصول فى صناعة الموسيقى «الاسطقسات» والثانى فى الآلات المشهورة والنغم المحسوسة منها، أما الثالث فجاء فى تأليف الألحان الجزئية.
 
جاء التوقيع الثانى لمجموعة من كتب الكيمياء لابن حيان الذى ولد فى زمن الخليفة المنصور وتوفى فى زمن الخليفة المأمون، ليشرح علاقته بعلم الكيمياء وإضافته إليه التى ساعدته فى علاج المرضى، لاهتمامه بالخواص الكيماوية والموازين للعناصر المختلفة، مستعرضا عددا من الحالات التى استطاع علاجها.
 
التوقيع الثالث كان لكتاب «الحيوان» للجاحظ (159 – 255 هـ) الذى يصف فيه طبائع الحيوان مودعا فيه ما شاء من الحكمة والأدب والظرف، مدونا كل ما تفرق فى كتب العلم والأدب وما تداوله الناس من أقوال وأشعار عن الحيوانات وعلاقتها بالإنسان، وذلك عبر سبعة أجزاء للكتاب رد فى الجزء الأول على منتقديه أما الثانى فأفرده للكلاب والثالث للحمام والرابع عن القرد والنمل والذرة والخنزير والحيات، الخامس قسمه قسمين الأول أتم كلامه عن النار والثانى عن بعض الحيوانات أما السادس ففسر فيه قصيدة البهرانى فى الحيوان وقصائد أخرى واختتم فى السابع بإظهار حكمة الله وقدرته الباهرة فى خلق الحيوان.
 
أبوالفيزياء العربى الحسن بن الهيثم (965-1038م) جاء حفل توقيعه فى اليوم الرابع من جدول الحفلات وكعادة ابن سينا فى تقديم عباقرة زمانه يحب أن يستعرض سريعا السيرة الذاتية لهم ومسيرتهم العلمية والفكرية مع إطلالة للكتاب الأبرز فى حفل التوقيع، إلا أنه آثر الاهتمام بمسيرته الغريبة التى ادعى فيها على نفسه الجنون فى أواخر أيامه هروبا من بطش الحاكم به بعد أن خذله فى مشروعه بزيادة مياه النيل وخيره لمصر، تحدث بن الهيثم عن مؤلفاته فى الطبيعة والفلك والرياضيات والمنطق والطب، فكانت لذته فى التأليف والبحث، وفضل الحديث تفصيليا عن علم الضوء الذى أحدث فيه ثورة علمية آنذاك والمرتبط بثلاثة عوامل هى النظام والسببية والمصادفة، مؤكدا أن الضوء هو مجموعة من حوادث تنتقل عبر وسائط كالهواء والماء خاضعا لقانون الجاذبية.
 
جاء دور الطبيب داود الأنطاكى (1534-1592م) فى اليوم الخامس من الحفلات ليوقع كتابه الشهير «تذكرة داود» الذى كتبه فى سبعمائة صفحة من القطع الكبير، الجزء الأول منه الذى أفرده للدواء وصناعته ومصادره التى أكد فيها على مقولة أبقراط وهى « عالجوا كل مريض بعقاقير أرضه فإنه أنفع لصحته» أما الجزء الثانى فكان حديثه عن الأمراض وأنواعها وأسبابها وضروب معالجتها الخاصة بها، أفرد الجزء الثالث من الكتاب لأمراض العين والكلى والمثانة وغيرها من الأعضاء.