الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بالأرقام حقائق الانهيار الاقتصادي في عام من حكم الإخوان




كتب – رضا داود ـ عيسي جاد الكريم

 عاشت مصر عاماً من الأزمات خلال فترة حكم الإخوان بتوكيل محمد مرسي في الرئاسة. فعبر 12 شهراً تراجع أداء الاقتصاد المصري إلي درجة جعلته علي شفا الهاوية.. فقد كان مرسي ورفاقه من «الإخوان» خيرت الشاطر وعصام العريان والبلتاجي يتحدثون عن نمو اقتصادي سريع وتحقيق قفزات علي الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي خلال اقل من عام ولعلنا نذكر وعد مرسي الشهير بأنه مع توليه السلطة ستحصل مصر علي 200 مليار دولار من الاستثمارات فوراً وسيكون قادراً علي حل كافة المشكلات. وهي الوعود التي تحولت إلي نكات في طوابير محطات الوقود بالقاهرة قبل ثورة 30 يونيو علي الإخوان.
فالواقع «الإخواني» الذي عاشه المصريون كان مريراً، فقد تزايدت نسبة البطالة في مصر من 12,5% إلي 13,2% أي دخول نحو 1,1 مليون شاب إلي سوق البطالة. وكذلك ارتفع معدل الفقر من 23,5% إلي 25,5%.
وتأثرت أسعار السلع الاستهلاكية سلباً بانخفاض سعر الجنيه بنحو 18% مقابل الدولار، حيث كان سعر الدولار في يوليو 2012 نحو 6,20 جنيه ووصل إلي أكثر من 7 جنيهات في يوليو 2013. وهو ما انعكس مباشرة في ارتفاع أسعار جميع السلع المستوردة من السيارات والماكينات والواردات الغذائية. وبلغ معدل التضخم إلي أكثر من 17,5% مقابل 14,5% قبل عام واحد.
هكذا أصبح الفقراء المصريون أكثر فقراً في عصر «الإخوان» القصير، فقد عاش سكان الأحياء الفقيرة والريف المصري عام المرارة رغم أنهم كانوا الوقود الرئيسي الذي أوصل سيارة «الإخوان» لقصر الاتحادية.
وبالنسبة للديون الخارجية، فقد ارتفعت بنحو 11 مليار دولار من نحو 34,5 مليار دولار إلي 45,5 مليار دولار. كما ارتفعت الديون الداخلية بنحو 278 مليار جنيه من 1238 مليار جنيه إلي 1516 مليارات جنيه. وفي هذا الوضع تراجع الاحتياطي النقدي لمصر إلي نحو 15,5 مليار دولار فقط. وانخفضت كذلك الاستثمارات الأجنبية والعربية المباشرة من نحو 13 مليار دولار قبل ثورة 25 يناير 2011 إلي أقل من مليار دولار فقط خلال عام 2013.
وكان أحد نتائج سوء الإدارة الاقتصادية للإخوان والفشل في الحصول علي قرض صندوق النقد الدولي بنحو (4,8 مليار دولار) تراجع التصنيف الائتماني لمصر إلي «سي سي سي» مما جعل مصر في وضعية قريبة من اليونان وقلل من فرص الحصول علي قروض خارجية بفوائد مناسبة.
وأما علي صعيد الفساد، فقد أشار تقرير مركز «الشفافية» الدولية الأخير إلي أن الفساد انتشر في مصر خلال عصر «الإخوان»، حيث قال 64% من المشاركين في استطلاع للمركز أن الوضع ازداد سوءاً تحت حكم الإخوان.
وبالنسبة للخدمات فحدث ولا حرج، حيث تدهورت كافة القطاعات الخدمية من نقل ومواصلات وصحة وتعليم. وفي نفس الوقت لم ينجح حكم الإخوان في إعادة الأمن لشوارع القاهرة التي كانت تظل ساهرة حتي الصباح قبل سنوات قبل سنوات قليلة.
وسياسياً، دفع خطاب «الإخوان» الاقصائي المجتمع المصري نحو حالة من الاستقطاب السياسي والاجتماعي غير المسبوقة. فقد رفض الإخوان أي محاولة للحوار مع المعارضة. وبدأ مرسي عهده بالإعلان الدستوري في نوفمبر الذي منحه كافة السلطات وعطل به قرارات المحكمة الدستورية العليا وفرض علي المصريين التصويت علي دستور لم تساهم اغلب النخبة المصرية في صياغته أو مناقشته بل خرج بين ليلة وضحاها. وتلي ذلك عمليات «تمكين» إخوانية مستمرة لكافة الوظائف في مصر وتولي اغلب الوزارات وتعيين محافظين من الجماعة . وبرز الوجه القبيح للإخوان باستبعاد الجميع حتي السلفيين الذين كانوا أصدقاء وحلفاء الأمس القريب.