الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الدعم.. والفزلكة






محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 18 - 06 - 2010


كل حديث عن الدعم وترشيده أو إعادة توجيهه بطريقة أو بأخري يصيب الناس بحساسية.. بغض النظر عن الاتفاق حول أن نسبة ضخمة من الدعم لا يستفيد منها المستحقون الحقيقيون.. وبغض النظر أيضا عن الاتفاق العام علي ضرورة الوصول إلي أسلوب حقيقي يضمن وصول هذا الدعم بطريقة مباشرة إلي المستهدفين.. سواء جاء الدعم عينيا أو نقديا.
 
وفي هذا السياق عندما يتحدث رئيس الوزراء عن أهداف الحكومة في إعادة صياغة المخصصات التي توجهها للدعم فإنه لا يكفي أن يكون الحديث أرقاماً وإنما يجب أن يكون حديثا حياتيا يوضح لمستحقي الدعم الاستفادة الحقيقية التي ستعود علي تفاصيل حياتهم عندما تتم اعادة الصياغة.. فإذا كان التوجه في رفع نسبة من دعم المحروقات بما يعني زيادة اسعارها.. فإنه من الواجب تحديد إلي أية القطاعات الأخري ستذهب هذه النسبة الموفرة.. الصحة علي سبيل المثال أو التعليم.
 
هل سيشعر الناس بنسبة تحسن تطرأ علي خدمة الصحة أو علي التعليم.. وما هي نسبة التحسن وما هو نطاقه.. وما هي حدوده؟.. بمعني آخر.. أن يفهم الناس أن الحكومة وهي تعيد النظر في الدعم إنما تبحث عن الارتقاء بمستوي خدمة كي تعود بالمزيد من النفع علي مستحقيها.
 
فالمعني الحقيقي ليس في إثبات أو الحديث عن أن الأثرياء يستفيدون بدعم الفقراء.. وأن صياغة الدعم من أجل منع مشاركة الأثرياء للغلابة في الحصول علي الدعم.. فالأثرياء لا يشترون الرغيف بخمسة قروش و لا يستهلكون البنزين 80 ولا يلجأون إلي مستشفيات الحكومة ولا يدخلون أولادهم المدارس الحكومية.
 

ومن ثم فإن حديث جاد عن مدي استفادة الناس الحقيقية من إعادة صياغة الدعم وما سيضيفه إلي تفاصيل حياتهم اليومية.. هو الأساس الذي سيقنع الناس.. وغيره.. موضوع تاني.. فزلكة يعني.

[email protected]