الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

العلماء يرفضون فتوى شاهين وسعاد صالح بتطليق الزوجة لانتمائها السياسى




كتب - محمود محرم  
اثارت فتوى الشيح مظهر شاهين بجواز تطليق الزوج لزوجته الإخوانية باعتبارها خطرا على المجتمع ككل لانها  ذنب يجب التخلص منه بالتطليق رفضا واسعا من العلماء حيث دعا الى انه من الأفضل أن نضحى بالزوجة الإخوانية ولكن ليس من المقبول أن نضحى بالوطن.

وكانت الدكتورة سعاد صالح أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر اكدت على ان الضرر الأشد يزال بالضرر الأخف و طالما لم يتزوجها فله أن يفسخ خطبته بها حفاظا على الأسرة لأنها ستجلب له كثيرا من المشاكل مع والديه وعائلته وسيؤثر على أولاده منها بعد ذلك.
 واشارت الى أن الإخوان حاليا يبررون العنف والإرهاب ولذا هم الأخطر على المجتمع مضيفة  نساء الإخوان أخطر من المرأة اليهودية لأنهن يكفرن المجتمع ويمارسن القتل والعنف.

ومن جانبه أكد الدكتور مجدى عاشور المستشار الأكاديمى لفضيلة المفتى وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية على أن الآراء التى تصدر عن غير القائمين بالفتوى، تثير بلبلة فى المجتمع وتساعد على إشاعة الفرقة والاختلاف بين أبناء الوطن الواحد بل بين أفراد الأسرة الواحدة.

وأشار د. مجدى إلى أن السبيل الوحيد لإصدار الفتاوى الدينية وتوثيقها هو صدورها عن جهات الاختصاص الرسمية فى البلاد وهى هيئة كبار العلماء ودار الإفتاء المصرية؛ إذ عملهما الأصيل هو إصدار الفتاوى بعد دراستها والوقوف على دقائقها.

وقال إن فتاوى الطلاق على وجه الخصوص لها اعتبار خاص؛ لتعلقها بالرباط المقدَّس بين الزوجين، وملامستها لنواة المجتمع وأهم مكوناته وهى الأسرة التى دعا الإسلام للحفاظ عليها فقال تعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}  بل قد حث النبى صلى الله عليه وآله وسلم الزوجَ على الصبر على زوجته، فقال ((لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضى منها خلقاً آخر)).

كما أكد عاشور على أن الشرع الشريف ما شَرَّع أحكام الزواج والطلاق والفُرَقِ لتكون وسيلة لإثارة الشقاق بين الأزواج وخلق الأزمات بين الأسر، وإنما شرع ذلك ليكون وسيلة لتحقيق الأمن والسلام الاجتماعي.

وصرح أن ما صدر من قول بتطليق الرجل زوجته لانتمائها لجماعة أو حزب سياسى هى رأى شخصى وليس بـ «فتوى شرعية»، قد شابه نوع من المزايدة بالمتغيرات السياسية، وليس أسباب الطلاق الواردة فى كتب الشريعة؛ خاصة مع التحذير الشديد من التطليق بغير موجب، حيث قال النبى (إن أبغض الحلال عند الله الطلاق).

لكن إذا ثبت تورط أحد الزوجين فى أعمال إرهابية فالمرجع فى ذلك إلى جهات التحقيق.

وحذر عاشور من مثل تلك الفتاوى التى تسبب الاختلاف والفرقة والتشاجر بين أبناء المجتمع الواحد، وتهيب بأنه لا يؤخذ  الفتوى فى مثل هذه المسائل التى تحتاج تحقيقا وتدقيقا إلا من المتخصصين الذين مارسوا الإفتاء ووقفوا على دقائقه.

من جانبه اكد شريف طه المتحدث الرسمى لحزب النور على ان فتوى تطليق الزوجة الاخوانية مع كونه عبثا بالدين هو تكريس للانقسام فى المجتمع  واقحام مصلحة الوطن فى ذلك.

وهاجم طه شاهين بسبب هذه الفتوى مؤكدا على انها نوع من المزايدة الوطنية التى صارت للأسف الشديد سمة الخطاب السياسى الحالى .

وقال الشيخ محمد عبدالعزيز امين لجنة الفتوى بالجيزة سابقا الى ان هذه الفتوى هى فتوى سياسية لاتمت للدين بصلة مؤكدا على انه لا يجوز التفرقة بين الزوجين الا بالردة مشيرا الى انه حتى الخيانة الزوجية لا تطلق الزوجة بسببها

وتابع لايجوز ابدا ان ندخل الاحكام الفقهية فى الامور السياسية وارى ان الشيخ مظهر اتجه الى ان يكون سياسيا بدلا من ان يكون داعيا او خطيبا للاوقاف.

واشار عبدالعزيز الى ان مصر اصبحت الان منقسمة الى قسمين وعدد من علماء الازهر منقسمين حول هذه الفتوى فمنهم من يؤيد ومنهم من يعارض مؤكدا على انه لا يوجد نص قرانى او حتى من السنة ما يوجب التفرقة بين الزوجين بسبب الانتماء الى جماعة معينة.

واوضح انه صدرت قبل 50 عاما فتوى عن البهائية وكانت توجب التفرقة بين الزوجين لان البهائية ليست من الدين وباعتبار البهائيين خارجين على الدين وهو غير ما يوجد الان حيث ان الاخوان يدينون بالاسلام وغير خارجين على الملة.

وقال اشرف الفيل الداعية الاسلامى ان مثل هذه الفتاوى لا تصح لان الاصل عدم اقحام الاحكام الشرعية فى السياسة ولم ينزل بهم نص فى القران الكريم ومثل هذه الفتاوى هى فتاوى اشخاص يعملون فى السياسة ولا يجوز ادراج الاحكام الشرعية فى الساسة ولا علاقة لها بما يحدث، وتابع لا يطلق الاحكام فيما يخص الامور السياسية ولا يجوز ادخال الدين فى السياسة .