الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المسيحيون يحتفلون بعيد الصعود




يحتفل المسيحيون بعيد الصعود الإلهى وهو آخر الأعياد السيدية «المرتبطة بحياة المسيح» التى تحتفل بها الكنيسة» والمرتبطة بوجود المسيح على الأرض وتحتفل الكنيسة الارثوذكسية فى مصر كل عام بعيد الصعود برسامة كهنة وأساقفة جدد.
حيث قام البابا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية برسامة 17كاهنا بالقاهرة الكبرى وذلك بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
كما ترأس البابا صلاة العشية السبت والقداس صباح اليوم الاحد وقام برسامة 6 اساقفة جدد وهم الراهب شاروبيم البراموسى أسقف عام والراهب مرقس افا مينا أسقف عام والراهب كاراس الانبا بيشوى أسقف عام والراهب بولا السيناوى اسقف  عام والراهب ارسانيوس الابنوبى اسقفا لايبراشية السويس والراهب اسحاق الانبا بيشوى أسقفا عاما مساعدا للانبا ابرام أسقف الفيوم وذلك بناء على طلبه.
كما يقوم البابا بترقية «الخورى بسكابوس الانبا أيساك» إلى اسقف عام على دير الانبا مكاريوس بالبحيرة.
عيد الصعود
تحتفل الكنيسة خلال عيد الصعود بصعود  المسيح إلى السماء بعد أن أتم عمل الفداء أو أكمل كل التدبير الخلاص من بعد أربعين يوما من وتحتفل الكنيسة تذكارا لصعود الرب تمثلا بالملائكة التى فرحت به واستعدت لاستقباله استعدادا لائقا بمقامه العظيم وجلاله المرهوب وأخذت كل منها تبشر الأخرى بقدومه  وتنفيذًا لنبوة داود النبى والتى دعا بها جميع الأمم للترنم لاسمه والاحتفال بذكرى صعود بفرح وابتهاج  وايضا طبقًا لما جاء فى أوامر الرسل وهو من أول اليوم من الجمعة الأولى أحصوا أربعين يومًا إلى خامس السبوت  _أى يوم الخمسين _. أقوال عن عيد الصعود
أما أقوال الآباء فتدل على سمو منزله عيد الصعود  فى الكنيسة منذ القديم فالقديس كبريانوس يقول (لا من لسان بشر ولا ملائكى يستطيع أن يصف بحسب الواجب عظيم الاحتفال والإكرام الذى صار للاله المتجسد بصعوده فى هذا اليوم ولأنه لا يوصف ولا يدرك). والقديس أبيفانيوس يقول: (إن هذا اليوم هو مجد بقية الأعياد وشرفها لأنه يتضح أن الرب أكمل فى هذا العيد عمل الراعى العظيم الذى أخبرنا عنه وذهبى الفم يقول (أن داود النبى تنبأ ساطعة ومجد عظيم لا يوصف وحينئذ هتف الروح القدس آمرا القوات العلوية (أرفعوا أيها الرؤساء أبوابكم).
وغرض الكنيسة من الاحتفال بهذا العيد ظاهر فأنه يقصد حث بنيها على شكر وتمجيد الرب الذى أنهض طبيعتنا الساقطة وأصعدنا وأجلسنا معه فى السماوات.
وتعليمهم بأن الذى انحدر لأجل خلاصنا هو الذى صعد أيضًا فوق جميع السموات لكى يملأ فيجب أن يفرحوا لأن الرب ملك على الأمم. الله جلس على كرسى مجده.
وتوضيح أن يسوع هذا الذى ارتفع عنكم إلى السماء سيأتى هكذا للدينونة.
طقس العيد:
 توجد إبصالية واطس خاصة موجودة بكتاب اللغات والسجدة، وأرباع الناقوس وذكصولوجية خاصة (بالابصلمودية السنوية) وكما أن للعيد إبصالية خاصة.. فتوجد إبصاليتان (واطس وأدام) لفترة العشرة أيام الواقعة بين عيدى الصعود والعنصرة   (موجودتين بكتاب اللغات والسجدة وبالابصلمودية السنوية). باقى السبحة عادية.. ولكن هناك مزامير الساعتين الثالثة والسادسة.. ومر ابركسيس خاص يقال حتى العنصرة.. وهناك لمن يقال يوم خميس الصعود نفسه والأحد السادس من الخماسين بعد الابركسيس ويقال أيضا فى التوزيع: إذا كان المتناولون كثيرين وهناك دورة مثل القيامة بصورتى القيامة والصعود.. ويقال فى هذه الدورة (وكذلك فى الأحد السادس) اخرستوس آنيستى (القيامة) ويعاد الاثنين حتى آخر الدورة. وفى نهايتها يقال: (بى اخرستوس افتوئف..) وهذه الدورة نفسها فى العنصرة مع إضافة ربع اللحن السابق كذلك يوجد مرد مزمور وإنجيل وأسبسمات (واطس وآدام) للفترة ما بين الصعود والعنصرة.
الكاثوليكية وعيد الصعود
وعن عيد الصعود فى الكنيسة الكاثوليكية قال الأب د. لويس حزبون فى خميس الصعود نُعيّدُ لصعود المسيح إلى السمّاء، وذلك بعد أربعين يومًا من قيامَتِه وظهوره للتّلاميذ.  بعد أن أتمَّ عمل الفداء وأكمل خطة الخلاص.
وأضاف: يمكننا أن نميّز ثلاثة أبعاد للصعود على صعيد المسيح والكنيسة وصعيدنا، واستطرد قائلا: أولاً الصعود على صعيد المسيح للصعود له ثلاثة أبعاد وهى تمجيده وتساميه على الكون وتمهيد لعودته وبالتالى ما صعوده الا تعبير عن مجد المسيح ومن ناحية أخرى يشير صعود المسيح الى الدخول النهائى لناسوت يسوع الى مقر الله السماوى من حيث سيعود، ويخفيه هذا المقر فى هذا الوقت عن عيون البشر.
وأوضح: فى الليتورجيا السريانية نجد هذه الصلاة التى تعبّر عن تمجيد المسيح بصعود الى السماء فالصعود دلالة على تسامى المسيح على الكون والقوات السماوية ويكشف لنا انجيل متى سلطان يسوع الذى يتمتع به فى السماء وعلى الأرض ويقول القديس كبريانوس: «لا من لسان بشر ولا ملائكى يستطيع أن يصف كما يجب عظيم الاحتفال والاكرام الذى صار للإله المتجسد بصعوده فى هذا اليوم».
وأضاف : كما أن  الصعود تمهيد لعودة المسيح فى مجيئه الثانى فالتاريخ يتحرك نحو نقطة محددة هى مجيء يسوع المسيح ثانية ليدين العالم، ويملك على كل المسكونة. وينبغى علينا، أن نكون مستعدين لمجيئه المفاجئ.
وعن الصعود على صعيد الكنيسة  فهو تمجيدها بحلول الروح القدس تمجيد المسيح فى صعوده كان لا بد أن يسبق تمجيد الكنيسة بحلول الروح القدس فقد صعد يسوع إلى السماء كى يرسل روحه ليحلّ محلّه لدى التلاميذ.
وأضاف: ثالثا: الصعود على صعيدنا له بعدان التشفع فينا واعداد لنا مكان فى السماء وهم  صعود يسوع ليشفع فينا فى حضرة الله والصعود لإعداد مكان لنا فى السماء  فقد دخل يسوع أولاً تلك الحياة، ليعد لمختاريه مكاناً، ثم يأتى ويأخذهم إلى هناك ليكونوا على الدوام معه فيسوع المسيح، رأس الكنيسة، سبقنا إلى ملكوت الأ9ب المجيد حتى نحيا نحن، أعضاء جسده، فى رجاء أن نكون يوماً معه إلى الأبد وأضاف وخلاصة القول تحتفل الكنيسة تحتفل بعيد الصعود كى نفرح لان الذى نزل من السماء لأجل خلاصنا هو الذى صعد أيضاً فوق جميع السموات ملك على الأمم، وايضا:  كى نشكر ونمّجد الرب هو الذى أنهض طبيعتنا الساقطة وأصعدنا وأجلسنا معه فى السماويات كما يقول القديس اوغسطينس: «اليوم صعد يسوع المسيح الى السماء. ليصعد قلبنا معه مع كونه هناك، هو معنا هنا ايضا. ونحن مع كوننا هنا، نحن معه ايضا هناك. رفع فوق السماوات، ولكنه ما زال يتألم فى الأرض بكل ألم نشعر به نحن اعضاؤه. لأنه رأسنا ونحن جسده
ولكى نهيأ نفوسنا لاستقباله: أن يسوع هذا الذى ارتفع عنكم إلى السماء سيعود.
وعن كيف نعيش روحانية عيد الصعود قال  من ابعاد عيد الصعود تنبع روحانية الصعود متكاملة، مؤسسة على الرجاء، لأنها تجعل المسيحى يحيا منذ الآن فى حقيقة العالم الجديد الذى يملك المسيح فيه. إن على المسيحيين وهم فى انتظار تلك الساعة، أن يظلوا متحدين بفضل الإيمان وأسرار الكنيسة.
وأضاف: على أن المسيحى ليس لذلك أن يكون منسلخاً عن العالم، بل له رسالة على أن يحيا فيه بطريقة جديدة، تحرك العالم نحو المجد الذى يدعوه الله إليه. فى هذا العصر تزايد اضطهاد المسيحيين أكثر من أى عصر مضى. لكن العداء والخطيئة والخوف والرعب والمعاناة على الارض ليس لها الكلمة الاخيرة سيعود يسوع بالمجد والبهاء ويضفى سيطرة على ممالك هذا العالم.
الصعود عيد يسوع نعترف به مسيحاً، ومن هنا علينا ان نتابع كرازة الانجيل كما اوصانا الرب  وان نعلن انتظارنا لمجيئه الثاني. إنه سيأتى كما صعد، لذلك انتظار مجيء المسيح عقيدة «وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتى آمين»
وعن تاريخ عيد الصعود قال:  ُنى مزار على قمة جبل الزيتون فى القدس كى يُحيى صعود يسوع إلى السماء وفى عام 378 شيّدت بومينا إمراء تقية من عائلة الإمبراطور كنيسة بيزنطية عرفت باسم «امبومن» أى «على المرتفع». وهى عبارة عن بناء مستدير الشكل بلا سقف ليدل الجميع على طريق السماء تتوسطه الصخرة المباركة حيث ارتفع  المسيح تاركاً اثر قديمة الطاهرتين . وأرضيتها مرصوفة بالفسيفساء.
فى عام 614 دمّر كسرى ملك الفرس مزار الصعود. وبعد سنتين قام البطريرك مودستس بترميم الكنيسة. وإبان الفتح العربى عام 638 حافظ المسلمون على الكنيسة. ولكن السلطان الفاطمى الحاكم بأمر الله منصور بن العزيز أمر بهدم الكنيسة عام 1009.
وفى القرن الثانى عشر بنى الصليبيون كنيسة مثمنة الشكل فوق انقاض الكنيسة المهدمة ويتوسطها بناء مستدير يحوى مذبحاً تحته صخرة تشير إلى موقع صعود الرب. ولكن فى عام 1187 هدم صلاح الدين الأيوبى الكنيسة ولم يبق سوى المزار الصغير المثمن الشكل فى وسط الساحة. وتحوّلت ممتلكات الكنيسة إلى وقف إسلامى عام 1198. ويعلو المزار قبة أقامهاون عام 1200 ولم يُنصب على القبة صليب أو هلال بل عمود رخامى ليشير أن المزار هو مكان صلاة لجميع المؤمنين. اذ يؤيد القرآن الكريم رواية الصعود بقوله «إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّى مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ» (سورة آل عمران 55).
يذهب الآباء الفرنسيسكان والطوائف الأخرى الروم الأرثوذكس والأرمن والأقباط والسريان كل سنة فى عشية عيد الصعود إلى هذا المقام الشريف فيقضون الليل هناك تحت الخيام، ثم يجتمع الشعب فى صباح العيد لحضور المراسيم الدينية وتلاوة التسابيح وصلاة المزامير.